"العمشات" و"الحمزات" فصيلان متهمان بارتكاب مجازر الساحل السوري الدموية.. من هما؟

أمس, 17:07
1 077

شهد الساحل السوري خلال الأيام الماضية، تصعيدا دمويا خطيرا، تمثل في موجة عنف تخللتها عمليات قتل وتهجير عرقي وفوضى طالت المناطق ذات الغالبية العلوية، بذريعة هجمات استهدفت قوات حكومة الشرع، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، وقد كشفت الوقائع أن العناصر المتورطة تنتمي إلى فصائل تدعمها تركيا، رغم أنها تعمل تحت مظلة "الجيش السوري الجديد". 


ومنذ اندلاع أحداث الساحل السوري، برزت جملة من التساؤلات حول المقاتلين الذين توافدوا إلى مدن وقرى الساحل، بحجة "مؤازرة" قوات الأمن السورية وارتكابها عددا من المجازر بحق المدنيين في المنطقة، من تلك القوات ظهر اسم مجموعتين، العمشات والحمزات، وكلاهما تعملان في إدلب في إطار ما يعرف بـ"الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



ووثقت عدة منظمات حقوقية، منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، وقوع مجازر وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين في عدد من بلدات وقرى الساحل ذات الغالبية العلوية.


التقارير تحدثت عن جرائم "ترقى لمستوى التطهير العرقي"، حيث قامت مجموعات مسلحة بتصفية أعداد كبيرة من المدنيين، بينهم أطفال، وتهجير سكان بلدات بكاملها، وكل ذلك جاء بإطار "محاربة فلول النظام السابق".


ووقعت معظم المجازر في مدن وبلدات طرطوس وبانياس واللاذقية وجبلة، حيث اتهمت فصائل مسلحة تنشط ضمن وزارة الدفاع السورية (بعد عملية دمج الفصائل المسلحة)، بالتورط في عمليات تهجير قسري واستيلاء على الممتلكات وارتكاب مجازر مروعة بحق السكان المحليين. ومن تلك الفصائل، برزت تحديدا مجموعتي "العمشات" و"الحمزات".


وتشير تقارير ميدانية إلى أن هذين الفصيلين، اللذين كانا ينضويان ضمن تشكيل "الجيش الوطني السوري"، ولهما انتشار عسكري في الريف الشمالي لمدينة حلب وعلى الخصوص منطقة عفرين، نفذا عمليات "تصفية" جماعية بحق سكان حي القصور في بانياس، الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية، كما أحرقت منازل المدنيين في المنطقة.


ما هي "العمشات" و"الحمزات"؟


تعرف "فرقة سليمان شاه"، المعروفة أيضا باسم "العمشات" نسبة لقائدها محمد حسين الجاسم الملقي بـ"أبو عمشة"، هي واحدة من أبرز الفصائل المسلحة في شمال سوريا، وتتركز مناطق نفوذها في ناحية شيخ الحديد بعفرين، مع انتشارها في مناطق مختلفة من ريف حلب الشمالي.


ويواجه قادة هذه الفرقة اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد السكان المحليين، تشمل التهجير القسري والاستيلاء على الممتلكات، فضلا عن فرض إتاوات على المدنيين، كما أشارت تقارير حقوقية إلى أن "العمشات" تدير مراكز احتجاز غير قانونية في مناطق نفوذها حيث يمارس التعذيب بحق المعتقلين.


أما "فرقة الحمزة"، المعروفة باسم "الحمزات"، هي أيضا أحد الفصائل المدعومة من تركيا. يقود هذا الفصيل المدعو سيف بولاد الملقب بـ"أبو بكر". وتفرض "الحمزات" سيطرتها على مناطق أبرزها الباب وجرابلس وعفرين.


وبحسب تقارير حقوقية، فإن الفرقة متورطة في عمليات اختطاف وابتزاز مالي فضلا عن تنفيذ اغتيالات سياسية، من بينها اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف "أبو غنوم" وزوجته في مدينة الباب عام 2022. كما أُشير إلى ضلوعها في مصادرة ممتلكات المدنيين وفرض إجراءات أمنية قمعية على سكان المناطق التي تسيطر عليها.


يذكر أنه في 2023، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات مباشرة على الفصيلين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في مناطق سيطرتهما، شملت تجميد أصول داخل الولايات المتحدة ومنع أي تعاملات مالية مع قياداتهما، وإدراج شركة "السفير أوتو"، وهي شركة تجارة سيارات مملوكة للمدعو "أبو عمشة"، ضمن الكيانات المحظورة.


أعمال العنف مستمرة


وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن اليوم أن "مجموعات مسلّحة تواصل ارتكاب أعمال إجرامية بحق المدنيين في الساحل السوري"، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع السورية عن انتهاء العملية الأمنية في المنطقة.


وقال المرصد إن "مجموعات مسلّحة دخلت مع قوات وزارة الدفاع إلى بلدة حريصون في ريف بانياس، وباشرت بعمليات النهب وإحراق المنازل وممتلكات المواطنين".


ووفقا للمرصد، تجاوز عدد القتلى جراء الأحداث الدامية في منطقة الساحل السوري عتبة الألف قتيل، موردا أن "حصيلة القتلى منذ الخميس على أيدي قوات الأمن ومجموعات رديفة بلغت 1383 قتيلا"، وهو عدد الضحايا الذين تمكن المرصد من توثيقه حتى اللحظة، جراء تصعيد يعد "الأعنف" منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد.