السبي والاغتصاب يعود في سوريا.. "أسوشيتد بريس" تفضح وحشية عصابات الجولاني بحق "العلويات"

اليوم, 14:30
20

كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن روايات مروّعة لنساء من الطائفة العلوية في الساحل السوري، تعرّضن لعمليات اغتصاب وحشية على يد مرتزقة يتبعون للجولاني.

وذكر التقرير، أن امرأة علوية كانت تسير في طريقها إلى منزلها قرب الساحل المتوسطي عندما أوقفها ثلاثة مسلحين واقتادوها داخل شاحنة، ثم نقلوها إلى مدينة شمالية تبعد ثلاث ساعات.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

وهناك، حبست في غرفة داخل مبنى مهجور، وتعرّضت خلال الأيام التالية للاغتصاب مرتين.

وأضافت المرأة أن "أحد المعتدين قال لها: "أنتنّ يا نساء العلويين وُلدتنّ لتصبحن سبايانا"، مستخدمًا "مصطلحًا يردّده المتطرّفون السنّة لوصف النساء اللواتي يؤخذن في الحروب لاستغلالهن جنسيًا".


خطف واعتداءات جنسية

وبحسب التقرير، فمنذ سقوط نظام بشار الأسد قبل عام، تعرّضت عشرات النساء العلويات لعمليات خطف واعتداءات جنسية، وفق منظمات حقوقية، مرجّحة أن يكون منفذو هذه الجرائم متطرّفين سنّة وجهاديين بدافع الكراهية الطائفية.

كما أثارت الهجمات شكوكًا حول تورّط عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام أو حلفاء سابقين لها، وهي الجماعة التي قادت الانقلاب على الأسد بزعامة أحمد الشرع.

وتقول منظمات حقوقية إن هذه الهجمات تبدو أفعالًا فردية وغير منظمة، إلا أن نشطاء وضحايا يؤكدون أن السلطات الجديدة في سوريا لا تبذل الجهد الكافي لوقف هذه الاعتداءات.

وأشاروا إلى أن سلطات الجولاني شكّلت لجنة للتحقيق بعد تصاعد الغضب الشعبي، لكنها قالت إن معظم البلاغات "ادعاءات كاذبة".


رأي دولي

في المقابل، قالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن عمليات الخطف لا يمكن إنكارها، مضيفة أن "هذه المشكلة لا يمكن تجاهلها لمجرد أنها محرجة أو تقوّض الخطاب السياسي للسلطات الجديدة".

وأجرت "أسوشيتد برس" مقابلات مع امرأتين مغتصبتين وثالثة تعرّضت للخطف، إضافة إلى أفراد عائلات أربع ضحايا أخريات، شملت الاعتداءات في ثلاث منهن عمليات اغتصاب.

وتحدّث الجميع بشرط عدم كشف الهوية خوفًا من الانتقام، فيما رفضت إحدى النساء نشر روايتها لعدم ثقتها بقدرة السلطات على حمايتها.


سيناريو داعش يعود

ووفق تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 36 حالة خطف لنساء وفتيات علويات بين فبراير ويوليو من العام الجاري.

ووقعت معظم الحوادث في معاقل الطائفة العلوية بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، إضافة إلى حمص وحماة.

وأشار التقرير إلى أن هذه الاعتداءات -رغم كونها أقل عددًا — تعيد إلى الأذهان الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش بحق النساء الإيزيديات قبل نحو عقد، فبعض المتطرفين السنّة يعتبرون العلويين "زنادقة"، ويرون أن سبي نسائهم أمر جائز دينيًا.

وبحسب الوكالة، تصاعدت الهجمات منذ مارس الماضي، بعد تحوّل اشتباكات بين مؤيدي الأسد وقوات الأمن إلى مجازر طائفية قُتل فيها مئات المدنيين، معظمهم من العلويين على يد مقاتلين موالين للحكومة.

ونقل التقرير عن رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله إن رواية الحكومة الجديدة “لا تمت للواقع بصلة”.

وأكدت المرأة المختطفة أن "خاطفيها كانوا سوريين يرتدون زيًا أسود دون شارات مميزة، وأنهم مرّوا عبر عدة حواجز أمنية دون تفتيش، مضيفة : "عندما وصلت إلى المبنى كان بداخله عشرات المسلحين. شعرت أن الأمر انتهى… ظننت أنني سأموت، ولم أتوقع أن أعود حيّة أبدًا".