الطاقة وهدر المليارات.. الكهرباء الوطنية بلا "سيادة" وحكومات متعاقبة لم تحل المعضلة

16:19, 30/06/2024
206

أكثر من 20 عاماً موسوماً بالعجز والفشل في إيجاد الحلول لمشكلة انقطاع الكهرباء بالعراق بالرغم من الموازنات الانفجارية ووعود موسمية بتحسن التجهيز اعتاد على سماعها العراقيون تخرج من أفواه المسؤولين عن هذا الملف دون أيّ مُرتجى.

ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 ولغاية يومنا هذا بحل أزمة الكهرباء التي باتت معضلة، كما يقول العراقيون. 

واعتاد العراقيون على تسمية الطاقة الكهربائية المزودة من محطات حكومية تُنير بيوتهم وتُشغّل معاملهم وتُحرّك اقتصادهم بـ"الوطنية"، رغم أن تلك الطاقة التي عنوانها “الوطنية” فاقدة للسيادة، فلا يزال العراق يستورد الغاز المجهز للمحطات الكهربائية بالمليارات من الدولارات سنوياً من إيران، ويسعى إلى الربط الخليجي لإدامة استمرار الطاقة في بلد يُصنّف من أغنى البلدان بثرواته الطبيعية وغير الطبيعية فوق الأرض وتحتها.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

“الوطنية” في العراق يقابلها تجهيز المولدات الكهربائية بالطاقة والتي تناسلت بعد عام 2003 وغزت الأزقة والشوارع وتسير في خط مواز للوطنية في إنارة منازل العراقيين.

اتهامات لمديري التوزيع

وبالحديث عن هذا الملف اتهم عضو لجنة الكهرباء والطاقة النيابية كامل عنيد مديري شركات توزيع الكهرباء بالوقوف وراء الأزمة الحالية.  

ويقول عنيد إن "درجات الحرارة اثرت على المنظومة الكهربائية في البلاد بسبب عدم الادامة كما ان وضع الكهرباء في العراق أصبح لا يطاق".  

ويضيف ان "الصيانة التي اجرتها وزارة الكهرباء على مدار الاشهر السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب وان نسبة التجهيز الموجودة بالعراق لا تفي بالغرض وبتقدم السنوات ستزداد هذه النسبة."  

ويبين ان "مدراء شركات التوزيع احد ابرز اسباب ازمة الكهرباء لإدارتهم السيئة وعدم سرعة اتخاذ القرار على مدار السنوات الماضية كما ان هناك العديد من المحولات التي لم تستخدم حتى الان"، مبينا انه "على اثر ذلك ستشهد الفترة المقبلة جملة من التغييرات الإدارية 

ويطالب عنيد "بفك الاختناقات الكهربائية وتحويل الشبكات من هوائية الى ارضي للسيطرة على طاقة المهربة وللنهوض بهذا الملف".  

هذا وتشهد البلاد، نقصاً كبيراً في ساعات تجهيز الكهرباء، طول شهر حزيران الجاري، ما تسبب الخروج في تظاهرات عارمة شهدتها مدنا عدة وسط وجنوب العراق. 

وزير الكهرباء في البرلمان

ولمعالجة الأزمة، يسعى البرلمان العراقي إلى استضافة وزير الكهرباء لمناقشة ملف سوء واقع الطاقة.  

ويقول عضو لجنة النزاهة النيابية هادي السلامي إن "مجلس النواب يعتزم استضافة وزير الكهرباء زياد علي فاضل للوقوف على حقيقية تراجع ساعات تجهيز الكهرباء في بغداد وعدد من المحافظات العراقية ".  

ويضيف أن " استمرار انقطاع التيار الكهربائي والوعود الحكومية لانهاء هذا الانقطاع حبر على ورق ، مشيرا إلى أن الكهرباء في العراق أصبحت معضلة لا يمكن حلها ". 

لمحة تاريخية

ودخلت الطاقة الكهربائية العراق عام 1917، واستمر تطورها بالتوازي مع الثورة النفطية، حتى نقلت الحكومة العراقية عام 1955 ملكية شركة كهرباء بغداد إلى دائرة حكومية سميت مصلحة كهرباء بغداد.

استمر تطور الطاقة الكهربائية في العراق حتى وصل إلى 9496 ميغاواط قبيل حرب الخليج الثانية عندها كان عدد سكان العراق حوالي 18 مليون نسمة ما يعني أن نحو 90% من سكان العراق حصلوا على الكهرباء .

خلال حرب الخليج الثانية دمرت نحو 92٪ من مرتكزات شبكة الكهرباء العراقية بفعل الضربات الجوية والصاروخية  حتى فقدت أكثر من 8585 ميغاواط، وانخفض إنتاج الطاقة إلى (1598) ميغاواط فقط عام 1991.

خلال غزو العراق عام 2003 تعرضت محطات توليد الكهرباء لقصف مباشر من القوات الأمريكية ما أدى إلى انخفاض إنتاج الطاقة الكهربائية إلى نحو 20٪ فقط من القدرة الأصلية للمحطات الكهربائية العراقية، ونتيجة لذلك، لا تصل الكهرباء في منازل بغداد سوى 3-5 ساعات فقط يوميا.