أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أن المقاومة لن تتخلى عن مطالبها الثابتة وفي مقدمتها الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
وأضاف حمدان في مقابلة صحفية، أن "الحركة لم تتلق أي مقترح جديد بشأن صفقة التبادل"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تستخدم مصطلحا مراوغا بحديثها عن الانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا".
وقال إن "الحديث الأميركي عن انسحاب جزئي من محور فيلادلفيا لا يتجاوز كونه نوعا من المراوغة التي تحاول إيهام العالم بأن إخلاء جزء من المحور سيمنح الفلسطينيين حرية في التحرك، على عكس الواقع".
وأضاف "نتنياهو أكد بالأمس رفضه أي مقترح لتبادل الأسرى، وقد أبلغنا الوسطاء بأننا لن نقبل أي صيغة لا تشمل الانسحاب من فيلادلفيا لأن البقاء فيه يعني حصار القطاع"، مشيرا إلى أن موقف مصر من حديث نتنياهو "كان مهما، لأنها لا تريد أن تستخدم في ألاعيب سياسية".
حماس لن تقبل إلا بالانسحاب الكامل
وجدد حمدان التأكيد على أن الحركة لن تقبل إلا بانسحاب كامل لقوات الاحتلال ورفع للحصار وتبادل للأسرى وإلا فإنها لم تفعل شيئا. وأضاف "لو تجاهلت الإدارة الأميركية الانسحاب الكامل من فيلادلفيا فهي شريكة مع نتنياهو وتحاول تبرئته من قتل أسراه الستة مؤخرا".
وأضاف "نحن قبلنا مقترحا في مايو/أيار وآخر في يوليو/تموز وأي حديث جديد لا يتضمن ما تم التوافق عليه، يعني أن مصير بقية الأسرى سيكون مجهولا لأنهم لن يعودوا إلا إذا توقف العدوان وانسحب الاحتلال بشكل كامل من القطاع".
وقال حمدان إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لتقديم مقترحات جديدة لو كانت تريد فعلا التوصل لصفقة، وإنما فقط عليها ممارسة الضغط على نتنياهو.
وتعليقا على الرسائل التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- بشأن وضع آليات جديدة للتعامل مع الأسرى، قال حمدان إنها رسالة واضحة بأن هؤلاء الأسرى لن يعودوا دون صفقة.
وأضاف أن الاحتلال يقتل أسراه بينما يقول إنه يحاول إنقاذهم، مؤكدا أن الضغط العسكري الذي يتمسك به نتنياهو لم يفعل سوى أنه قتل مزيدا من الأسرى الذين كان يمكن أن يعودوا أحياء إلى ذويهم.
نتنياهو لا يريد تبادل الأسرى
وأكد حمدان أن الضغط العسكري "كان دائما يعطل التفاوض ويقتل مزيدا من الأسرى"، مشيرا إلى أن قواعد التفاوض وسقفه "واضحان لدى المقاومة ولم يتغيرا".
وقال حمدان إن رواية نتنياهو "تنسجم مع حالة الكذب التي تعيشها إسرائيل"، مؤكدا أن الأسرى الإسرائيليين "قتلوا بنيران الاحتلال، وتمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يؤكد أنه لم ولا يسعى لأي تبادل جاد للأسرى".
واعتبر القيادي بحماس أن حديث نتنياهو "كشف نواياه"، وقال إن "الوقت قد حان لكي يتعامل العالم معه كمجرم حرب لأنه كان يتكلم عن إبادة الفلسطينيين بكل صفاقة".
وعن الخيارات المتاحة لدى المقاومة في حال لم تتقدم المفاوضات، قال حمدان إن الفلسطينيين ليس أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم "لأنه لا بديل آخر سوى الاستسلام، وهو ما لم ولن يحدث أبدا بعد 76 عاما من المقاومة"، مؤكدا أن نتنياهو ليس أمامه إلا القبول بصفقة وفق ضوابط المقاومة.