غوتيريش: نقف مع العراق لبناء بلد مزدهر ومستقر
السوداني: انتهاء بعثة اليونامي لا يعني نهاية الشراكة مع الأمم المتحدة
المصرف الأهلي يبرم أكبر صفقة توسع رقمي لإطلاق خدمات مصرفية أكثر ابتكاراً
ابتزاز مروري مقنّع بالقانون.. غرامات تُفرض بلا إنذار وتُضاعف على حساب المواطن
رئيس بعثة يونامي: لم أجد شعباً أكرم من الشعب العراقي.. الفكر الإرهابي لم يعد خطراً على البلاد
في الآونة الأخيرة، برزت مخالفات كبيرة في تطبيق القانون وفرض الغرامات على المواطنين، حيث تم اعتماد الاجتهاد الشخصي لرجال المرور في فرض الغرامات ومنها الوقوف الخاطئ او عدم وضع حزام الأمان، أو غيرها من المخالفات.
وفي الجانب الآخر شهدت كاميرات المراقبة المرورية تسجيل غرامات كبيرة ومضاعفتها دوم علم المواطنين، بسبب عدم تبليغهم قبل مضاعفتها.
القانون النافذ حالياً هو قانون المرور رقم 8 لسنة 2019، والذي صدر في 5 آب/أغسطس 2019، ودخل حيز التنفيذ في 6 تشرين الاول 2019، ليحل محل التشريعات السابقة بما فيها "قانون المرور رقم 86 لسنة 2004" الصادر بقرار من سلطة الائتلاف المؤقتة.
أرقام مخالفات ضخمة
وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق، عن تسجيل أرقام هائلة من المخالفات، بلغت 12,150 مخالفة في يوم واحد فقط في تموز 2025، والذي حقق إيرادات مالية كبيرة للوزارة على حساب المواطنين.
استغلال لقانون المرور
أكد النائب السابق وعضو اللجنة القانونية النيابية، رائد المالكي، وجود فكرة لتعديل قانون المرور العراقي، كاشفاً عن توجه حكومي للاستفادة من احكام قانون المرور لتعظيم الايرادات والذي يعتبر انحرافاً عن تطبيق القانون.
ويقول المالكي في تصريح، إن "بعض أحكام القانون الحالي لا تتناسب مع الواقع العراقي والبنية التحتية للطرق، خاصة فيما يتعلق بمواقف السيارات".
ويضيف، أن "هناك أحكام غير واقعية بمنع تظليل السيارات أو وضع الستائر، رغم الأجواء الحارة في العراق، مما يفرض غرامات كبيرة وغير عادلة تتطلب التعديل".
ويشير المالكي، إلى أن قضية أهم تتعلق بفلسفة تطبيق الغرامات المرورية، مبيناً أن التطبيق في الآونة الأخيرة لا يستهدف تحقيق الانضباط المروري بل تحصيل إيرادات مالية للدولة، والذي يعتبر انحرافاً عن الهدف الأساسي للقانون".
ويدعو النائب السابق، إلى "مراقبة ومتابعة تطبيق هذه الأحكام بما يتفق مع فلسفة الغرامات والعقوبات، ومراعاة واقع الطرق وعدم توفر مواقف للسيارات".
وكان عضو مجلس النواب السابق ياسر الحسيني، قد كشف عن وجود مشاكل إدارية وفساد داخل دوائر المرور وروتين قاتل.
وعلى الرغم من المطالبات بتعديل القانون لمواءمته مع البنية التحتية المتواضعة (مشاكل المواقف والتظليل)، فإن عدم تشكيل البرلمان الجديد رسمياً يعيق حالياً أي تعديل تشريعي.
مخالفات في تبليغ المواطنين بالغرامة
طريقة التبليغ الحالية عن المخالفات المرصودة بالكاميرات الإلكترونية تنتهك حقوق المواطنين القانونية وتؤدي إلى حرمانهم من فرص الاعتراض أو الاستفادة من التخفيضات المقررة، بحسب ما يؤكده المستشار القانوني عباس العقابي الذي وجه انتقادات حادة لآلية تطبيق قانون المرور.
ويقول العقابي، إن "الغرامات المرورية مفروضة بقانون ولا يملك وزير الداخلية أو مدير المرور صلاحية تعديلها أو تخفيضها"، مشيراً إلى أن "أي تعديل يتطلب تدخلاً تشريعياً من البرلمان، والذي لم يتشكل بعد لغاية الآن، مما يغيب أي تحرك برلماني في الوقت الراهن".
وسلط العقابي، الضوء على الثغرات القاتلة في نظام التبليغ الحالي، مؤكداً أن "الكاميرات الإلكترونية لا توفر وصلاً للمخالفة فور حدوثها، والاعتماد على الموقع الإلكتروني وحده غير كافٍ نظراً لعدم امتلاك جميع العراقيين لأجهزة هواتف نقالة حديثة أو إمكانية متابعة الموقع يومياً، مما يجعله بطيئاً وغير صالح للاستخدام العام".
ويشير المستشار القانوني، إلى أن "هذا القصور المتعمد يحرم المواطن من حقوقه التي نص عليها القانون بوضوح، وهي (الحق في التخفيض)، أي عدم علم المواطن بالمخالفة يمنعه من دفع المبلغ المخفض خلال الـ 72 ساعة الأولى من تاريخ التبليغ، فضلاً عن (الحق في الاعتراض)، والتي تأتي بعد فوات فترة الـ 15 يوماً المحددة للاعتراض على الغرامة بسبب عدم التبليغ الفعلي، بالإضافة إلى (تجنب المضاعفة)، عندما يجد المواطن نفسه ملزماً بدفع غرامة مضاعفة بنسبة 100% بعد مرور شهر كامل دون علمه بالمخالفة الأصلية".
ويطالب العقابي، بـ "ضرورة توحيد آلية التبليغ لتكون محصورة في "الرسائل النصية حصراً" (SMS)، لضمان وصول الإشعار إلى جميع المواطنين بشكل فعال وعادل".
وتؤكد مديرية المرور العامة من جهتها وجود لجان للاعتراضات يمكن للمواطنين مراجعتها للنظر في شكاواهم وإلغاء الغرامات غير المستحقة.
وأصدرت مديرية المرور العامة، بتأريخ (1 تموز 2025)، لائحة توضيحية بالغرامات المترتبة على المخالفات المرورية، بهدف تنظيم حركة السير والحد من المخالفات، وذلك مع دخول فرض الغرامات إلكترونيا حيز التنفيذ.
وأبرز المخالفات ومقدار الغرامة المفروضة هي:
-عدم الامتثال لإشارة رجل المرور: 200 ألف دينار
-السير عكس الاتجاه: 200 ألف دينار
-وضع زجاج مظلل والستائر المظللة: 200 ألف دينار
-قيادة المركبة بإهمال ورعونة: 300 ألف دينار
-خصوصي يعمل أجرة: 50 ألف دينار
-عدم ربط حزام الأمان: 50 ألف دينار
-استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة: 100 ألف دينار
ونوهت اللائحة المرورية الى تخفيض مبلغ الغرامة بنسبة 50% إذا تم تسديدها خلال 72 ساعة (3 أيام) من تاريخ فرض الغرامة.
ويشتكي مواطنون من أن مديرية المرور تركز على تحصيل الغرامات بينما تتجاهل وضع العلامات المرورية المهمة وصيانة الطرق الخارجية المليئة بالمطبات والحفر، والتي تعتبر سبباً رئيسياً للحوادث.