"هورنات" المركبات .. تلوث سمعي بإيقاعات مستفزّة والقانون "عاجز" أمامها

11:15, 27/06/2024
545

بات استخدام منبهات السيارات "الهورنات" صخباً آخر يضاف إلى سلسلة الفوضى التي تعج بها شوارعنا الرئيسة والفرعية، إذ يلجأ أصحاب المركبات بمختلف أشكالها والدراجات و"التكاتك" إلى التفنن باستعمالها على نحو مقزز يثير اشمئزاز المواطن، خصوصاً في التقاطعات المختنقة واشارات "الترفك لايت"، والتي يحاول خلالها سائقي المركبات بإجبار شرطي المرور للسماح لهم بالعبور قسراً.


وعلى الرغم من أن قانون المرور حظر استخدام "الهورن" وفرض غرامة على صاحب المركبة، إلا أن القانون بقي عاجزاً عن الحد من تفاقم المشكلة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



ووصف الإعلامي عادل فاخر ظاهرة منبهات الصوت لدى سواق السيارات بأنها غير حضارية على الاطلاق وأغلب الدول المتقدمة استغنت عن استخدامه، حتى وضعت قوانين وعقوبات في حال سوء استخدامه، كما يستخدم لتنبيه الحيوانات طالما هناك نظام سير ونظام مرور حقيقي ومنبه السيارة واحد من أدوات الإزعاج، يستخدمه البعض بسبب أو من غيره دون إدراك حجم الازعاج الذي يتلقاه المقابل.  


وأضاف فاخر، أن طفلة بعمر ثلاث سنوات كانت مع والدها أصيبت بالسكري جراء صدمة هورن من سيارة مسرعة.


هواية مزعجة


في حين قال حسين الحمداني، إن ازعاجات المنبهات ليست جديدة في الشارع الذي يعج بالفوضى، أصلاً وتزيد أصوات الهورنات صخبا أكثر خصوصاً وأنها تستخدم أحياناً كثيراً من دون مبرر.


وأضاف أن السائق يمارس هوايته المزعجة هذه، وزاد التأثير عبر فوضى الهورنات ويتفنن سواق المركبات فيها وعدم الاكتفاء بنوع واحد منها، بل تعدى ذلك لأنواع عديدة ما يلوث الفضاء السمعي للبشر وتعكف مديرية المرور على دراسة اعتبار استعمال الهورن مخالفة تستهدف الازعاج.


تنافس بالصوت


وناشد المواطن علي الجراح، الجهات المعنية في وزارة الداخلية ومديرية المرور العامة أن تجد حلاً لمشكلة، صارت مصدر ازعاج للمواطنين بشكل مستمر، إذ أوضح أن الأجواء الصاخبة التي تملأ شوارع العاصمة بغداد، أضيفت عليها ظاهرة غير حضارية وهي اطلاق أبواق التنبيه، ويؤكد هناك تنافس من قبل هؤلاء بمدى شدة ارتفاع صوت المنبه، فيما بينهم، فضلاً عن أنواع الأصوات في المنبهات بإيقاعات مختلفة، فلا مشفى يثنيهم عن اطلاق هذه الأصوات، إذ إننا نشاهد في العديد من الدول وضع إشارات مرورية تحذيرية بعدم استخدام هذه المنبهات قرب المستشفيات والمدارس لكنها لا توجد في العراق.


وطالب الجراح، الجهات المعنية بوضع غرامة مالية على مستخدمي هذه المنبهات، وتوجيه السائق بالاكتفاء بأضواء السيارات للتنبيه، كما يفعل البعض، لكي نؤسس لعراق هادئ بعيد عن صخب الأصوات المزعجة والعالية التي لا تعطي غير صورة الهمجية والتخلف.


تعدد مصادر الازعاج


ويرى سعد السوداني، أنه من المؤكد أن كل ما يحيط بالمواطن في الشارع أو المقهى أو الأسواق من أصوات منكرة يعد مصدراً للإزعاج والاستفزاز، صوت الباعة ومضخمات الصوت، الأغاني المزعجة التي تتجاوز المقهى أو المطعم أحياناً إلى الشارع، المولدات الأهلية، سيارات الاسعاف ودوريات المرور والشرطة وحمايات المسؤولين حتى المتنزهات على قلتها لم تسلم من هذه الظاهرة، أصوات مزعجة ومستفزة.


وبين أن الملاذ الوحيد الآمن هو المولات الكبيرة، لا تسمع فيها سوى الموسيقى الهادئة أو الأغاني الجميلة وبصوت يناسب الأذن والذائقة، ومن بين أسوأ هذه الأصوات التي باتت ظاهرة مزعجة جداً هو صوت منبهات المركبات (الهورن) بمختلف أشكالها (سيارة، تك تك، دراجة، ستوتة..).


وأكد أن المواطن في الشوارع الرئيسة والفرعية لم يعد قادراً حتى على المشي براحته بسبب العدد الهائل من المركبات التي تحيط به من كل جانب، فضلاً عن ضعف السيطرة والتنظيم المروري، وكلها تطلق أصواتاً مزعجة مستفزة .


حالات نادرة


ويؤكد سائق التاكسي خليل ابراهيم (60 عاماً) أن استخدام منبهات الصوت لا مبرر له في شوارع مزدحمة أصلاً، ولا فائدة من إطلاق الهورنات، وخصوصاً في التقاطعات واشارات المرور، منوهاً بأن الهورنات يجري العمل فيها في حالات نادرة جداً لمرور عجلات الاسعاف أو مركبات الحريق أو لدى غفلة سائق المركبة، وعموماً فإن استعمال منبهات الصوت في الطرق الخارجية لتنبيه الحيوانات عند عبورها.