أفادت مصادر عسكرية من قيادة عمليات الجيش العراقي، المتواجدة على الحدود مع سورية ضمن محور نينوى - الحسكة، بأن القوات الأمنية والعسكرية دخلت في حالة تأهب أمني منذ فجر يوم الاثنين، تحسباً لعمليات تسلل من الأراضي السورية إلى داخل العراق.
هذا التحرك جاء بعد إطلاق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) سراح مئات الإرهابيين المحتجزين لديها وبينهم عراقيون.
وأفادت المصادر بأن "قسد" أفرجت عن دفعة جديدة من المعتقلين في سجونها التي تقع على مسافات تصل إلى ثلاثين كيلومترًا من الحدود مع العراق، ضمن قرار "العفو" الذي أصدرته، والذي يشمل أكثر من 1500 شخص.
تدابير احترازية
المقدم محمد الشمري، من قيادة "عمليات غرب نينوى" التابعة لوزارة الدفاع العراقية والمرابطة على الحدود مع سورية، أكد أن القوات العراقية تتخذ تدابير احترازية لمنع أي عمليات تسلل من الأراضي السورية.
وأضاف أن حالة التأهب تشمل مسافة تصل إلى 200 كيلومتر بسبب خطوة "قسد".
تفعيل كاميرات المراقبة
ضابط آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، أشار إلى تفعيل القوات العراقية كاميرات المراقبة والمراصد الحدودية، معربًا عن خشيته من أن يحاول العراقيون المفرج عنهم العودة إلى العراق.
وانتقد خطوة "قسد" بإطلاق سراحهم دون تنسيق مع العراق.
تحذيرات رسمية
في هذا السياق، حذرت قيادة "عمليات غرب نينوى" من تسلل عناصر "داعش" الإرهابي من الجنسية العراقية إلى العراق مجددًا.
وذكرت في برقية نشرتها وسائل اعلام كردية أن من بين المفرج عنهم 470 عراقياً ينتمون إلى "داعش" الإرهابي.
رسائل اطمئنان
رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى، محمد كاكائي قال خلال مؤتمر صحفي تابعه "سنترال"، إن "الحدود العراقية السورية مؤمنة بعدة أطواق أمنية وبمشاركة عدد كبير من صنوف الأجهزة الأمنية العراقية بما فيها قوات الحشد الشعبي".
وأوضح أن "الوضع الأمني على أحسن ما يرام وسط تنسيق عالٍ بين جميع الصنوف الأمنية"، مؤكدا "صعوبة تسلل أي إرهابي من سوريا عبر الحدود إلى محافظة نينوى وهذا يبعث إلى الطمأنينة لأهالي نينوى والعراقيين بشكل عام".
وأشار إلى "عدم وجود أي مقاتل عراقي في صفوف الإرهابيين الذين أفرجت عنهم قيادة قوات سوريا الديمقراطية حيث أن جنسيات الإرهابيين من دول مختلفة".
وفي الأشهر الماضية، عقد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي سلسلة لقاءات مع سفراء دول أجنبية وعربية في بغداد، حثهم فيها على ضرورة استعادة رعاياهم الارهابيين من داخل سجون "قسد" ومعسكراتها.
ووصف الأعرجي تلك السجون والمعسكرات التي تضم آلاف الارهابيين بأنها تشكل "خطراً على المنطقة"، مشيراً إلى أن مخيم الهول السوري يشكل "قنبلة موقوتة" يجب تفكيكها، حيث يضم المخيم أكثر من 20 ألف إرهابي دون سنّ 18 عاماً.