بتواطؤ من "قسد".. "طبول حرب مائية" تقرع أمام العراق

16:04, 22/06/2024
570

رغم سنوات القحط المائي التي عانى منها العراق، جراء تقليل الحصة المائية من قبل تركيا (دولة المنبع)، وقيام ايران بقطع المياه عن مناطق معينة من العراق، لتعود "جماعة كردية" مسلحة تسكن سوريا لتهدد العراق مجدداً بقطع المياه.


ما تُعرف بـ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تم تشكيلها بدعم أمريكي بريف الحسكة شمال سوريا، وبعد أن سيطرت على آبار المياه في المنطقة وفرض ضرائب على المواطنين، تقوم اليوم بالتهديد بقطع المياه عن 7 ملايين عراقي.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


مطالبات للحكومة بموقف حازم

وفي هذا الصدد، كشف النائب ثائر الجبوري، عن قيام قوات سوريا الديمقراطية او ما يطلق عليها بـ"قسد" بتهديد أكثر من 7 ملايين عراقي بالعطش.


وأوضح الجبوري في تصريح، ان" قوات قسد المنتشرة في بعض المناطق السورية تفرض سيطرتها على سد ستراتيجي على نهر الفرات وهي تتعمد اغلاقه امام اطلاق ايراداته باتجاه النهر ومنها الى العراق بمعدلات عالية جدا بذرائع واهية ما يجعل جنوب ووسط العراق في موقف صعب جدا".


واضاف ان" الحقيقة التي لايعرفها الكثيرين بانه يجري تغذية نهر الفرات حاليا من ذراع دجلة لاسناد محافظات الوسط والجنوب بالمياه لتغذية محطات الاسالة اي ان هناك  من 7-9 ملايين نسمة يحاصرهم العطش والجفاف بالوقت الراهن".


واشار الجبوري الى " ضرور ان يكون للحكومة موقف حازم ازاء ما تقوم به قوات قسد والتي تمارس ادوارًا مثيرة لعلامات الاستفهام من خلال تعمدها قطع مياه نهر الفرات على نحو سيقود لكارثة في محافظات الوسط والجنوب العراقي وقد تخرج عن نطاق السيطرة".


إدانة أممية لتصرفات "قسد"

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، حيث دانت الأمم المتحدة بتاريخ (2 كانون الأول 2023)، عسكرة محطة مياه بلدة أبريهة في دير الزور، واستخدامها كموقع عسكري، مشيرة إلى أن ذلك يحرم ما لا يقل عن 45 شخصاً في المنطقة من مصدر مياه الشرب الآمنة.


وقال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، سوديبتو موكرجي، إن "محطة مياه أبريهة هي محطة مياه خام، وتسيطر عليها (قوات سوريا الديمقراطية)، تقوم بتزويد المياه لمحطة معالجة المياه الرئيسية في البصيرة"، مضيفاً أنه "تم تقييد الوصول إلى المنشأة بشدة منذ 23 تشرين الثاني 2023، بسبب استخدامها كموقع عسكري خلال ساعات الليل".


وأضاف البيان أن "الاستخدام العسكري لمحطة مياه أبريهة يمنع العمال من تشغيلها أو إصلاحها، مما يؤدي بدوره إلى حرمان ما لا يقل عن 45 ألف شخص في المنطقة من مصدر مياه الشرب الآمنة"، مشيراً إلى أن "محافظة دير الزور تشهد تصاعداً حاداً في الأعمال العدائية منذ عدة أشهر، وأودت أعمال العنف بحياة العديد من الأشخاص وشردت أكثر من 25000 شخص".


ضرائب مالية على المياه


وكان أصحاب آبار المياه في ريف الحسكة قد أضربوا بتاريخ (31 أيار 2023)، عن العمل جراء فرض "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ضرائب مالية عليهم، ما تسبّب بنقص حاد في المياه بالمنطقة.


ونقل موقع تلفزيون سوريا عن علي سليم أحد سكان المنطقة، ويملك بئراً في منطقة الحمى شمال غربي الحسكة قوله، إنّ "البلدية التابعة لـ قسد أصدرت قراراً بوجوب ترخيص الآبار ودفع مبلغ مالي كضريبة سنوية، وصلت إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية".


وقوات سوريا الديمقراطية هي قوة عسكرية نشأت شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2015، من اتحاد تشكيلات وفصائل عسكرية مختلفة ويغلب عليها المكون الكردي. 


وتتلقى دعما مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية، واستعانت بها في حربها ضد تنظيم داعش، كما ان هذه القوات متهمة بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان. 


وتعرف قوات سوريا الديمقراطية نفسها في بيانها الأول الذي أصدرته يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 بأنها "قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع العرب والكرد والسريان، وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية".


وحدد البيان الهدف من هذه القوة وهو "إنشاء سوريا ديمقراطية يتمتع في ظلها المواطنون السوريون بالحرية والعدل والكرامة من دون إقصاء لأحد من حقوقه المشروعة".


وأُعلن عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أي بعد 11 يوما من إعلان روسيا تدخلها العسكري لدعم النظام السوري في مواجهة الثورة السورية. وكان إعلان التأسيس في مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.


وجاء التأسيس ببيان تعريفي أكد بدء تشكل القوات وعملها، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية نيتها تقديم أسلحة لمجموعة عسكرية مختارة بغرض محاربة تنظيم داعش.


وسوقت لها الولايات المتحدة الأمريكية على أنها تمثل كل مكونات الشعب السوري، غير أنها كانت تمثل وحدات من حزب حماية الشعب الكردي وبعض الفصائل العربية والسريانية والتركمانية.