بعد عقود من التأخير.. البغداديون يعلقون آمالهم بـ "مترو بغداد" فهل ينهي معاناة الاختناقات المرورية؟

11:00, 28/07/2024
617

تسلم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الخميس الماضي، اعتماد ائتلاف الشركات العالمية الفائزة بالفرصة الاستثمارية لمترو بغداد.


وبحسب مستشارين حكوميين وخبراء في المجال، فإن المشروع الحيوي، الذي يرتقب إنجازه في 2028، سيسهم بإنهاء الاختناقات المرورية في العاصمة بشكل كامل.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



وقال مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، مظهر محمد صالح، في تصريحات صحفية تابعها "سنترال"، إن "اعتماد ائتلاف الشركات الفائزة بمشروع مترو بغداد يؤكد بلا شك دقة السير في اعتماد وتنفيذ البرنامج الحكومي ومبادئه الأساسية وأولويته بكون الحكومة الحالية هي حكومة خدمات، وأنها سائرة في مشاريع البنى التحتية بخطى واثقة وعلى وفق مرتسم تنفيذي وعملي دقيق".


ولفت، إلى أن "عام 2024 سيكون عام الإنجازات المتسارعة وفق أولويات الحكومة، ولاسيما في تحريك مشاريع البنية التحتية، ومنها مشروع مترو بغداد الذي طال انتظاره 45 عاما".


وأضاف، أن "المشروع يعد من المشاريع الاستراتيجية في النقل الجماعي الذي يهم بغداد الكبرى، والتي تضم اليوم قرابة تسعة ملايين إنسان أو خمس سكان البلاد".


وتابع، أن "المشروع سيوفر بلا شك نشاطا اقتصاديا ويفك مشكلات وسائط النقل الفردي، وبذلك ستدخل العاصمة مرحلة جديدة متقدمة قوامها البدء العملي في السير بتأسيس قاعدة النقل الجماعي الكبرى، من خلال ما سيتولاه ائتلاف الشركات بالبدء بنقطة الشروع للعمل الفوري في قادم الأيام".


من جانبه، قال مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، ناصر الأسدي: "إن التحالف الذي فاز بمشروع مترو بغداد يتألف من مجموعة شركات، إذ تآلفت 9 شركات فيما بينها في تحالف واحد وتقدمت للمشروع"، مبينا أن "التحالف يتألف من كبريات شركات القطارات في العالم والمتخصصة في أعمال المترو، ويضم شركات مصممة عالمية".


وأوضح، أن "السقف الزمني للمشروع هو 4 سنوات، بكلفة تقديرية تبلغ 18 مليار دولار"، مشيرا إلى أن "القطار سيمر ب 85 بالمئة من مناطق العاصمة"، معربا، عن أمله في أن "يكون المشروع عالميا".


بدوره، بين المختص في شؤون تنمية القطاع الخاص والمالي، عقيل جبر المحمداوي، أن "الشركات التي تم اعتمادها فازت بالفرصة الذهبية لتصميم وتنفيذ المشروع، وتم اختيارها بحسب ضوابط ومعايير أعدت بشكل دقيق لتنفيذ المشروع الذي طال انتظاره في غضون أربع سنوات".


وطالب المحمداوي، أصحاب القرار السياسي والاقتصادي بإدراج هذا المشروع ضمن توليفة رؤية تنمية العراق 2030 وتحليل مكتسباته الجوهرية، "وتخصيص تصميم مميز يحاكي مكونات استراتيجية التنمية المؤملة والمخططة في بغداد والعراق لبث روحية جديدة لكسب ثقة المستثمرين المحليين، والعمل على إعادة تنظيم رأس المال الأجنبي وتعزيز الثقة المتبادلة مع المستثمرين، فضلا عن بناء مناخ اقتصادي لبنية بيئة استثمارية سليمة".


سبعة خطوط رئيسية


يعتبر مترو بغداد مجموعة من الخطوط وأعداد كبيرة من القطارات المتقدمة التي تعمل بشكل آلي وبدون سائق. تمر خطوط المترو عبر محطات فوق وتحت الأرض وبمسارين للذهاب والإياب. يشمل مشروع مترو بغداد سبعة خطوط رئيسية بطول إجمالي يزيد عن 148 كيلومترًا، وأربعة وستين محطة مترو، و4 ورش ومستودعات للقطارات، وعدة مراكز للتحكم وإدارة قطارات المترو تسمى مراكز التحكم في العمليات "OCC"، وسبع محطات كهرباء رئيسية بقدرة 250 ميغاواط لتوليد الكهرباء.


تحتوي هذه القطارات على أنظمة مراقبة عبر الكاميرات والإنترنت بالكامل. كما يتوفر للمسافرين منافذ USB لشحن الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. يتضمن المشروع عربات خاصة للنساء والأطفال، ومقاعد للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء الحوامل وكبار السن. الأرقام المذكورة في هذا التقرير قابلة للتغيير والتفاوض بعد الحصول على موافقة المالك على مقترحات وقرارات المصمم ونتائج دراسات الجدوى.


سعة الركاب للمترو


تعتمد السعة الاستيعابية على نتائج دراسة الجدوى التي سيجريها المستثمر. مع العلم أن العدد المتوقع لركاب المترو يوميًا هو 3,250,000 راكب، أو حوالي ثلاثة ملايين وربع، على الرغم من أن العدد النهائي يعتمد على نتائج توصيات دراسة الجدوى التي سيجريها المستثمر. يتكون كل قطار مترو من عدة عربات مكيفة بالكامل، مع سعة إجمالية تعتمد على توصيات دراسة الجدوى، ويتضمن عربات خاصة للنساء والأطفال، ومقاعد للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء الحوامل وكبار السن. سرعة مترو بغداد تتراوح بين 80-100 كم/ساعة.


القطارات


النوع المستخدم من القطارات مع شبكة السكك الحديدية سيكون من النوع السريع العالي السرعة، مع سرعة تقدر بين 80-140 كم/ساعة. يمكن توفير هذه الميزات والمواصفات من خلال نظام مترو يعمل بالطاقة الكهربائية وبدون سائق، حيث يعمل بشكل آلي، ومكيف، ويحتوي على جميع وسائل الاتصال والترددات اللازمة للهواتف وجميع وسائل الأمان.


التوسع المستقبلي


نظرًا للحاجة الكبيرة لربط بغداد، العاصمة ذات الكثافة السكانية العالية، سيتم ربط مترو بغداد في المستقبل بخطوط قطارات قادمة من ضواحي بغداد ومدن أخرى، وستضاف فروع لبعض الخطوط داخل مناطق محددة في بغداد.


العائدات الاقتصادية


بسبب سرعة المترو وتوفير الوقت والراحة ووسائل الأمان المتاحة، من المتوقع أن يزيد استخدامه بشكل كبير. وبالتالي، فإن بيع التذاكر بسعر مقبول لمئات الآلاف من المسافرين يوميًا سيحقق أرباحًا كبيرة جدًا.


أرباح النقل الجوي والمطارات


يوجد خط يربط مطار بغداد الدولي بباقي بغداد، ومن المتوقع أن يزيد عدد المسافرين القادمين والمغادرين من المطار وفقًا للإحصاءات في السنوات الأخيرة. سيوفر هذا المترو نقلًا سهلاً وسريعًا يكون مقبولًا جدًا من داخل وخارج العراق وسيزيد من الدخل الاقتصادي لمطار بغداد.


تقليل دعم الدولة لوقود السيارات


إحدى مزايا هذا النقل هي أنه سيقلل من استخدام السيارات، ويخفف الازدحام، والحوادث، والتلوث، وسيحقق عائدًا اقتصاديًا آخر للدولة لأنه سيقلل من استخدام السيارات الخاصة والعامة وبالتالي يقلل من استهلاك الوقود، مما سيحقق فوائد اقتصادية هائلة بتقليل العبء على دعم الدولة لوقود السيارات.