أوقفت قطر جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، التي كانت تسعى من خلالها الى التوصل لهدنة ووقف اطلاق النار بين الجانبين، معبرة عن استيائها لما وصلت اليه الامور في تلك المفاوضات.
وقال دبلوماسي قطري، في حديث لـ شبكة NBC الأميركية، إن مشاركة قطر تعتمد على إظهار الطرفين اهتمامًا حقيقيًا بحل الصراع. ومع ذلك، خلص المسؤولون القطريون إلى أن جهود التفاوض الأخيرة كانت أكثر تركيزًا على المظهر من جهود السلام.
واوضح الدبلوماسي ان قطر تلمست عدم رغبة الجانبين في المشاركة بشكل بناء بهذه المفاوضات، مشيرا إلى أنها قد تستأنف دورها إذا وصل الطرفان إلى طريق مسدود وأظهرا نية حقيقية للتفاوض.
وحذر المسؤولون القطريون المكتب السياسي لحماس في وقت سابق، وبسبب الضغوط الأميركية، من أنه لم يعد موضع ترحيب في البلاد وسط إحباط بسبب توقف مفاوضات الرهائن ووقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ودبلوماسيين مطلعين على الأمر.
وقالوا: "لقد قيل لحماس أنه إذا استمر هذا الأمر، فلن تتمكن قطر من الاستمرار في استضافتهم".
وبين أحد الدبلوماسيين لـ شبكة NBC الأميركية: "أصبحت قطر محبطة بشكل متزايد بسبب عدم إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار من قبل حماس وإسرائيل".
وفي وقت لاحق، أضاف دبلوماسي أن قطر أبلغت الإسرائيليين وحماس أنه "ما دام هناك رفض للتفاوض على صفقة بحسن نية، فلا يمكنهم الاستمرار في الوساطة ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم غرضه".
ولم يذكر المسؤولون ما إذا كانت حماس قد حصلت على موعد نهائي، أو كيف استجاب دبلوماسيوها للتحذير بالمغادرة، أو إلى أين سيذهبون.
وتعد هذه الخطوة واحدة من المؤشرات المتعددة على أن إدارة بايدن تكثف جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن قبل مغادرة المنصب.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة إن بي سي نيوز في وقت متأخر من يوم الجمعة إن الولايات المتحدة طلبت من قطر طرد حماس قبل حوالي أسبوعين عندما رفضت المجموعة اقتراحًا آخر للرهائن بعد أن قتلت إسرائيل زعيم حماس يحيى السنوار، وقال المسؤول الأمريكي إن قطر وافقت وأبلغت القادة السياسيين لحماس بالقرار قبل حوالي 10 أيام.
فيما ذكر احد الدبلوماسيين المطلعين على الأمر، انه بمجرد أن اتخذ القطريون قرارهم، أخطروا إسرائيل وحماس وكذلك الإدارة الأمريكية، مبينا انه "لم يتم إخطار جميع الأطراف مسبقًا وتم إبلاغهم بعد اتخاذ القرار".
ولم يستجب مسؤول حماس الذي تم الاتصال به للتعليق. ولم يكن من الممكن الوصول إلى المسؤولين في الكيان للتعليق على الفور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، على منصة X إن التقارير حول مكتب حماس في الدوحة "غير دقيقة"، مضيفًا أن الغرض من المكتب هو أن يكون "قناة اتصال بين الأطراف المعنية"، ووصف جهود قطر للتوسط بين الطرفين بأنها "متوقفة حاليًا".
وقام رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بدور رئيسي في التوسط في المحادثات بين حماس وإسرائيل، إلى جانب مصر والولايات المتحدة منذ بداية هذه المفاوضات.
وتتعرض قطر لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة، مع حرص إدارة بايدن المنتهية ولايتها على إجبار حماس وإسرائيل على التوصل إلى اتفاق قبل مغادرة منصبها، بعد ان كان إيواء ممثلي حماس يعتبر ميزة منذ فترة طويلة من قبل المفاوضين.
وفي الوقت نفسه، يواجه القادة القطريون احتمال رئاسة ترامب المتشددة ومشرعين جمهوريين أكثر قوة مع القليل من التسامح مع جولات المحادثات غير الناجحة أو الصبر على دور المملكة كوسيط للمتشددين.
وجاء طلب الولايات المتحدة للإطاحة بحماس جزئيًا بسبب وفاة الرهينة الأمريكي هيرش جولدبرج بولين وتزامن ذلك مع الكشف عن لوائح الاتهام لقادة حماس، بما في ذلك خالد مشعل، المعروف أنه يعيش في قطر، وفقًا للمسؤول الأمريكي.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لا تزال تحاول تأمين إطلاق سراح الرهائن - وأن الإدارة تعتقد أن طرد حماس من الدوحة سيضع المزيد من الضغوط على الحركة.
واضاف المسؤول الأمريكي الكبير: "لعبت قطر دورًا لا يقدر بثمن في المساعدة في التوسط في صفقة الرهائن وكان لها دور فعال في تأمين إطلاق سراح ما يقرب من 200 رهينة العام الماضي"، ومع ذلك "في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح حتى عدد صغير من الرهائن، بما في ذلك مؤخراً خلال اجتماعات في القاهرة، فإن استمرار وجودها في غزة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".