في خطوة جديدة تؤكد نهج الحكومة في ردّ الحقوق وإنصاف من قدّموا التضحيات، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، عدداً من ممثلي المتقاعدين العسكريين من الجيش السابق، وذوي شهداء الحشد الشعبي، وأسرى حرب الخليج لعام 1991، موجهاً سلسلة قرارات عاجلة لإنصافهم وضمان مستحقاتهم المالية والقانونية، بالتزامن مع لقائه شيوخ ووجهاء قبيلة بني عقبة في العاصمة بغداد، تأكيداً على تواصله المستمر مع مختلف شرائح المجتمع.
وأكد السوداني أن الحكومة تعتبر هذه القضايا استحقاقات واجبة الأداء وليست منّة من أحد، مشدداً على أن جميع المطالب التي تمس حقوق المواطنين ستُدرَس وتُنفّذ وفق القانون.
ووجّه السوداني هيأة التقاعد الوطنية بسرعة الاستجابة وصرف المستحقات المالية المعلقة، مع إدراج الفروقات ضمن موازنة عام 2026. كما أمر وزارة الدفاع بتدقيق رواتب متقاعدي الجيش السابق من عام 2003 وحتى أيلول 2025، وإدراج الفروقات والمستحقات المتأخرة ضمن تخصيصات العام المقبل.
وفي ما يخص أسرى حرب الخليج لعام 1991، وجّه السوداني وزارة الدفاع بترويج معاملاتهم التقاعدية ورفعها إلى الهيأة الوطنية للتقاعد لإتمام الإجراءات القانونية.
قرارات داعمة لذوي شهداء وجرحى الحشد
ولم يغفل السوداني ملف ذوي شهداء الحشد الشعبي، حيث شدد على ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بينهم وبين أقرانهم المستمرين في الخدمة.
ووجّه بصرف فروقات الرواتب التقاعدية لذوي الشهداء، مؤكداً أن الحكومة لن تتوانى عن دعم أبناء الحشد الذين “سطّروا بدمائهم صفحات النصر”.
ويأتي هذا القرار امتداداً لجملة إجراءات اتخذها السوداني سابقاً لدعم القوات الأمنية والحشد الشعبي، منها:
• تثبيت حقوق الجرحى والشهداء ضمن جداول الهيأة الوطنية للتقاعد.
• صرف تعويضات مالية ومكافآت للمصابين في المعارك ضد الإرهاب.
• تحسين هيكل رواتب المقاتلين والمتقاعدين العسكريين.
• تخصيص أراضٍ ومساعدات اجتماعية لأسر الشهداء والمفقودين.
تثبيت الاستقرار وتعزيز الثقة
وفي السياق ذاته، استقبل السوداني مجموعة من شيوخ ووجهاء قبيلة بني عقبة في بغداد، مؤكداً حرصه على التواصل مع العشائر العراقية، التي وصفها بأنها الركيزة الاجتماعية التي حفظت وحدة البلاد وساندت الدولة في أحلك الظروف.
وشدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب مشاركة فاعلة في الانتخابات التشريعية، لاختيار ممثلين يعبرون عن تطلعات الشعب، مشيراً إلى أن الحكومة منذ توليها المسؤولية أطلقت مشاريع خدمية كبرى في بغداد والمحافظات لتلبية احتياجات المواطنين وتحسين البنى التحتية.
لا تهاون في الحقوق ولا تباطؤ في الإصلاح
اختتم رئيس الوزراء لقاءاته بالتأكيد على أن العدالة والإنصاف هما جوهر عمل الحكومة، وأن الدولة لن تتخلى عن أبنائها من المتقاعدين والمقاتلين وذوي الشهداء، مع مواصلة الجهود لتحسين مستوى المعيشة والخدمات العامة لجميع العراقيين.