بعد استخدامها "الفيتو".. نيويورك تايمز: رفض أمريكا لوقف اطلاق النار في غزة قرار مخزي
تحذير عالمي من استهداف منشآت النفط الإيرانية.. مجلة أمريكية: سيكون هجوماً أحمقاً من قبل "إسرائيل"
التخطيط: فرق التعداد ستزور جميع الأسر التي لم تصلها في الساعات الماضية
السوداني يوجه الجهات المختصة بالعمل على تزويد قوات الحدود بالأسلحة الحديثة
بدأت في العراق، فصول معركة قانونية غير مسبوقة يخوضها أب مفجوع بوفاة ابنه الشاب الذي قضى بمرض سرطان الدم في قريته الواقعة ضمن حدود حقل نفطي تديره شركة نفط أجنبية، ويتسبب بانبعاثات غازية ضارة.
ويتهم الأب شركة النفط البريطانية "بريتش بيتروليوم" British petroleum بالتسبب في وفاة ابنه بسبب عمليات حرق الغاز في حقل الرميلة النفطي الواقع قرب البصرة، والذي تديره الشركة العملاقة في العراق، ويسجل أحد أعلى المعدلات لحرق الغاز في العالم.
وكان علي أحد أبطال تحقيق أجرَته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2021، حول عمليات حرق الغاز في الرميلة، وقد توصل معدوه إلى أن قرية الشاب التي تقع داخل الحقل، فيها مستويات عالية من الملوثات المسببة للسرطان، والتي من المعروف أنها تأتي من حرق الغاز.
وتمثل شركة "هاوسفيلد آند كو"، الأب حسين جلود في معركته القانونية، وتطالب بالحصول على تعويض عن تكلفة العلاج الطبي لعلي، بما في ذلك العلاج الكيميائي في الخارج وزراعة نخاع العظم، والخسائر التي لحقت به، وتكاليف الجنازة، وخسارته لحياته في نهاية الأمر.
ونقلت "بي بي سي" عن الأب المفجوع قوله: "آمل من أولئك الذين يسمعون صوتي، من شركة بريتيش بتروليوم، أن يفكروا في وضعي. أنا لا أمثل نفسي فقط، بل أمثل أيضًا الفقراء الذين يعيشون هنا ويعانون من التلوث".
وأضاف الأب أن أحد أهم أهداف الشكوى التي تقدم بها، هو وقف حرق الغاز وتقنينه في حقل الرميلة، حتى لا يعاني المزيد من الأسر.
ومن المعروف أن غاز الشعلة، وهو عملية حرق الغاز المنبعث أثناء استخراج النفط، يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان، إذ يمكن أن يحتوي الغاز على خليط من المواد الكيميائية الضارة المسببة للسرطان مثل البنزين.
وبدأ والد علي رحلة علاج ابنه وهو بعام 15 عاماً، وخضع للعلاج الكيميائي لمدة عامين، وأجرى عملية زرع نخاع عظمي، بالإضافة للعلاج الإشعاعي، وفقد القدرة على العودة لإكمال دراسته، قبل أن تشهد حالته انتكاسةً أكبر، ويفارق الحياة في 21 أبريل/نيسان من العام الماضي.
وبعد عام على رحيله، يبدو والده مصمماً على مواصلة معركته القانونية لأجل ابنه الذي قال إنه "كان شخصًا لا يُنسى، لقد كان بمثابة العمود الفقري لي، واعتمدت عليه في عملي وحياتي، وفي كل شيء في البيت، كل الأيام التي نعيشها من دونه حزينة".
وتعتبر الحكومة العراقية هي المالكة لحقل الرميلة النفطي، لكن شركة "بريتيش بتروليوم" هي المشغّل الرئيس، وتتقاسم إدارة الحقل مع شريكتها "بتروتشاينا"، ضمن اتحاد يسمى منظمة تشغيل الرميلة (ROO).
لكن شركة "بريتيش بتروليوم" تقول إنها "ليست ولن تكون أبداً المشغل الوحيد لحقل الرميلة. ومع ذلك، فإننا نواصل دعم المشغل المحلي - شركة البصرة للطاقة المحدودة (BECL) في عملها لمساعدة هيئة تشغيل الرميلة (ROO)، على تقليل حرق الغاز وانبعاثاته".
وقال محامو جلود إن شركة "بريتيش بتروليوم" يمكنها الدخول في مفاوضات بشأن التعويض أو رفض المطالبة، وعندها فإن الخطوة التالية ستكون أن يقوم حسين جلود بإصدار دعوى قضائية أمام قضاة في المملكة المتحدة، حيث يقع المقر الرئيس للشركة.
ويقول الأب إن الدخان الأسود المنبعث من حرق غاز الشعلة لا يزال مستمراً، وأنه منذ وفاة ابنه، تم تسجيل أربع أو خمس وفيات في المنطقة بسبب السرطان، بما في ذلك صبي صغير خلال الشهر الماضي.