"صراعات سياسية" تعقّد قانون النفط والغاز.. مستقبل الثروة العراقية في "مهب الريح"!
الاتفاقية الصينية.. السوداني يفتتح 790 مدرسة نموذجية في عموم المحافظات
العراق يخاطب العالم بعد تهديدات الكيان الصهيوني: أوقفوا سلوكياته العدوانية
نفذ عملية "معقدة" ضد الأميركان في كربلاء.. اغتيال قيادي كبير في حزب الله اللبناني
ينذر إعلان زعيم أنصار الله الحوثية عبدالملك الحوثي باستهداف السفن في المحيط الهندي والمتجهة عبر رأس الرجاء الصالح باتجاه إسرائيل، بتصعيد كبير في العالم مرتبط بالتطورات في غزة.
وتؤكد التوقعات أن التهديد الحوثي الجديد سيؤدي إلى رفع أسعار التأمين على الشحنات، والتي ارتفعت أصلا مع بدء الهجمات الحوثية على السفن المتجهة لإسرائيل عبر البحر الأحمر، ردا على الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع كلفة الشحن بشكل عام.
ويترقب العالم ردات الفعل الدولية، سيما في الولايات المتحدة، على الإعلان الحوثي ودخوله حيز التنفيذ فعليا.
يذكر أن الحوثيين قاموا بتجربة لصاروخ فرط صوتي تبلغ سرعته 8 ماخ (نحو 10 آلاف كلم في الساعة)، جاهز للاستخدام في الهجمات ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، حسبما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصدر عسكري مقرب من جماعة "أنصار الله".
كما أشار المصدر إلى أن قوات الحوثيين قامت بتطوير صواريخها وطائراتها المسيرة لزيادة قوتها، وذلك بعد تجارب استمرت 3 أشهر.
ويأتي إعلان زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) عبد الملك الحوثي مساء اليوم الخميس، منع عبور السفن المرتبطة بإسرائيل من المحيط الهندي نحو رأس الرجاء الصالح، في إطار إطباق الحصار على إسرائيل، كخطوة في تصعيد واضح لموقف الجماعة التي أشارت مرارا إلى أنها ستصعد العمليات العسكرية وستدخل "سلاح الغواصات" في عملياتها التي تشنها على سفن تجارية بالبحر الأحمر ومياه أخرى خلال شهر رمضان دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني.
وأشار عبد الملك الحوثي إلى أن قواته استهدفت 73 سفينة وبارجة منذ بدء عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، وأضاف: "توجهنا الجاد هو نحو توسيع مدى عملياتنا لتصل إلى مواقع لن يتوقعها العدو أبدا"، موضحا أن "عملياتنا بلغت هذه المرة مدى غير مسبوق ووصلت 3 عمليات إلى المحيط الهندي".
وتستهدف هجمات جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، السفن التي تستخدم ممرا في البحر الأحمر للتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، والتي تعبر من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من الدوران حول قارة إفريقيا.
ارتباك في حركة التجارة العالمية
دفعت الهجمات التي تنشها جماعة الحوثي بعض شركات الشحن لتغيير مسار سفنها في وقت سابق من ديسمبر 2023 لتجنب المنطقة الساخنة التي تم فرضها في البحر الأحمر.
وتعطل هجمات الحوثيين طريقا يمثل نحو 12 بالمائة من حركة الملاحة البحرية العالمية وتجبر الشركات على اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر كلفة حول إفريقيا.
وجاءت كلمة زعيم الحركة في نفس اليوم الذي أرسل فيه الحوثيون إشعارا رسميا لشركات الشحن والتأمين بشأن ما وصفوه بالحظر على إبحار السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في المياه المحيطة، سعيا لتعزيز حملتهم العسكرية.
وجاء أول اتصال من نوعه بين الحوثيين وقطاع الشحن لإعلان حظر في شكل إخطارين من مركز تنسيق العمليات الإنسانية الذي أنشأه الحوثيون حديثا، وتم إرسالهما إلى شركات شحن وتأمين على الشحن.
وقال الإخطار إنه "يحظر على السفن المملوكة كليا أو جزئيا لأفراد أو كيانات إسرائيلية، والسفن التي ترفع العلم الإسرائيلي، أو المملوكة لأفراد أو كيانات أمريكية أو بريطانية، أو التي تبحر رافعة علم الولايات المتحدة أو بريطانيا - الإبحار في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب".
وأشار مسؤول كبير لدى الحوثيين الخميس إلى أنه تم إنشاء مركز العمليات الإنسانية في صنعاء لتنسيق المرور الآمن والسلمي للسفن التي ليس لها أي صلة بإسرائيل.
وقد أثرت الهجمات المستمرة منذ شهور على حركة التجارة العالمية ورفعت كلفة أسعار الشحن. وقالت مصادر بقطاعي الشحن والتأمين إنه لم يحدث تغيير في الأسعار منذ أن صدر الإخطاران.
وقال مصدر بقطاع الشحن: "الحوثيون استهدفوا أصلا الشحن المرتبط (بالمصالح التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية) وهناك بالفعل حالة تأهب كبيرة في نشاط الملاحة".
وأوضح زعيم الحوثيين أن الهجمات تأتي ردا على تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وإن الضربات الانتقامية التي شنها التحالف الأمريكي البريطاني فشلت في وقف حملة الحوثيين.
وفي أواخر فبراير الماضي، قال كبير الاقتصاديين في منظمة "التجارة العالمية" رالف أوسا إن "أزمة البحر الأحمر قضية تقلقنا"، مضيفا "من الواضح أن هذا شيء نحتاج إلى مراقبته، ومع ذلك، أعتقد أن تأثيره على الاقتصاد الكلي يبدو في الوقت الحالي معتدلا، وهو ما يفسر بواقع أن الطلب في أوروبا ضعيف نسبيا وأن قدرات الشحن كافية".
وأشار إلى أنه "ينبغي أن نطرح السؤال على أنفسنا: كيف تمثل هذه الأزمة خطرا على الاقتصاد العالمي؟ بالتأكيد، لا تزال تمثل خطرا على التجارة في أوروبا لأنها تعتمد بشكل كبير على التجارة التي تمر عبر قناة السويس. وفي الولايات المتحدة كذلك بشكل جزئي".
وتربط قناة السويس بين البحرين الأحمر والبحر المتوسط ما يجعلها ممرا أساسيا للتجارة بين الصين وأوروبا. وقد انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 42% في يناير وديسمبر بسبب هجمات الحوثيين، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".
ورأى أوسا أن "السيناريو الأسوأ بالنسبة للاقتصاد العالمي هو أن تتأثر أسعار موارد الطاقة مثل سعر النفط"، مضيفا أن "هذا سيناريو يمكن تصوره في حال تفاقم الأزمة في البحر الأحمر، قد يكون له آثار كبيرة على الآفاق (الاقتصادية) العالمية".