افادت تقارير امريكية، اليوم الاحد 19 تشرين الثاني 2023، بأن فنادق إسرائيل، تحولت من منتجع بمنطقة البحر الميت، إلى "مركز لعلاج الصدمات".
وأصبح الفندق ملاذا لأفراد إحدى "الكيبوتسات" الأكثر تضررا من هجمات حماس المفاجئة قبل 6 أسابيع، والتي أفقدت هذا المجتمع 10 بالمئة من سكانه خلال يوم واحد، طبقا للصحيفة.
وبالإضافة إلى "التدليك" و"المانيكير" (وضع طلاء الأظافر) وتصفيف الشعر، يقدم الفندق "خدمات علاجية متنوعة للتعافي"، بما في ذلك دروس اليوغا، وليالي ثقافية يقدمها مجموعة من المعالجين المتطوعين.
وقال شاشار ماي، وهو مسؤول بمنظمة الإغاثة الإنسانية الإسرائيلية "إسرائيد"، إن "150 ألف إسرائيلي نزحوا بسبب الحرب جنوبا وشمالا".
وأضاف أن "من بينهم 60 ألف شخص يعيشون الآن في فنادق شاطئية في إيلات، و16 ألف شخص في منتجعات البحر الميت".
واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.
في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.
وتحول فندق "ديفيد البحر الميت" الكائن بمنطقة "عين بوكيك" إلى مكان إقامة 900 شخص من أعضاء "كيبوتس بئيري" بعد الهجمات التي نفذها مسلحو حماس.
"والكيبوتس" هو مجتمع سكاني صغير يعيش في قرية واحدة بشكل تعاوني بين جميع أفراده.
التقى مراسل صحيفة "واشنطن بوست" بالمتحدث الرسمي عن المقيمين في ذلك المنتجع، ألون بوكر، الذي يعمل كمؤرخ.
ووافق بوكر على مساعدة مراسل الصحيفة الأميركية في التحدث مع الناس الناجين من هجمات 7 أكتوبر، لكن اشترط شيئا واحدا فقط. وقال: "كن هادئا معهم. إنهم ليسوا بخير".
وانعكس هذا الشيء على بوكر نفسه الذي بدأ بقوله إن عدد سكان كيبوتس بئيري قبل الهجوم كان 1200 شخص، لكنه صحح لنفسه قائلا إن هناك 1100 شخص.
وأضاف أن "87 شخصا قتلوا" في كيبوتس بئيري، ثم اعتذر وقال إنهم "89 بعد التأكد من وفاة شخصين آخرين".
وكانت من بين المقيمين في الفندق، تال شاني (47 عاما)، وهي ناجية من الهجوم التي تعرض له الكيبوتس ذاته
وقالت شاني التي اختطف ابنها أميت (16 عاما)، من قبل عناصر حماس: "أجلس هنا معك الآن وأبدو طبيعية، لكنني لست كذلك".
وتتذكر كيف هربت إلى منزل آخر واختبأت مع بناتها لساعات قبل نجاتهم بأعجوبة من مسلحي الحركة الفلسطينية. وخلال أول أسبوعين في الفندق، قالت شاني: "كنت أبكي طوال الوقت.. تمنيت لو أطلقوا النار علينا".
وتجبر السيدة الإسرائيلية نفسها على البدء في التعافي من أهوال الصدمة التي تعيشها، "وذلك من أجل أطفالها"، كما قالت.
وتابعت حديثها وهي واثقة من عودة ابنها أميت: "لا أريد أن يزور أطفالي أمهم المجنونة في مستشفى للأمراض العقلية". وقالت عن ابنها المختطف في غزة: "أتخيل نفسي أعانقه. أشعر بذلك وأستطيع أن أشم رائحته".