بينما تقول إسرائيل إن صفقة لتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس باتت أقرب من ذي قبل، تشير المعلومات الواردة من فلسطين إلى ان "انفراجة" بالموضوع.
وفي خضم ذلك تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن "هدنة"، قبل أن يقطع حديثه بعدما أشار له وزير خارجيته أنتوني بلينكن بعدم التحدث عن الأمر.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي رداً على سؤال لتلفزيون "سي بي أس " الأمريكي حول الصفقة المقترحة ومدى قرب إسرائيل من تأمين إطلاق سراح الرهائن: "نحن أقرب مما كنا عليه قبل أن نبدأ العمل البري"، واعتبر أن العملية البرية "ضغطت على حماس لتحقيق وقف لإطلاق النار".
وأضاف: "سيكون لدينا وقف مؤقت لإطلاق النار إذا تمكنا من استعادة رهائننا"، وتابع: "لا أعتقد أن الحديث عن مزيد من التفاصيل (الصفقة) يخدم هذا الغرض".
ورفض القول ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل الرهائن، قائلاً إن ذلك "سري".
وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لإبعاد المدنيين عن الضرر خلال قتالها مع حركة حماس في غزة، لكن محاولاتها لتقليل الخسائر البشرية إلى الحد الأدنى "لا تنجح".
وسأل التلفزيون الامريكي نتنياهو عما إذا كان قتْل إسرائيل لآلاف الفلسطينيين ضمن ردها على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر سيذْكي جيلاً جديداً من الكراهية،، ورد نتنياهو بالقول: "أي وفاة بين المدنيين هي مأساة. ولا ينبغي أن يكون لدينا أي قتلى لأننا نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد المدنيين عن الضرر، بينما تفعل حماس كل ما في وسعها لإبقائهم في طريق الأذى".وقال نتنياهو: "لذلك نرسل منشورات، ونتصل بهم على هواتفهم المحمولة ونقول لهم: ’ارحلوا’. وقد غادر كثيرون".
وتابع نتنياهو: "الشيء الآخر الذي يمكنني قوله هو أننا سنحاول إنهاء هذه المهمة بأقل عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وهذا ما نحاول القيام به: الحد الأدنى من الضحايا المدنيين، لكن لسوء الحظ لا ننجح".
وتقول السلطات الصحية في غزة إنه تأكد سقوط ما لا يقل عن 11500 فلسطيني في القصف الإسرائيلي والاجتياح البري، أكثر من 4700 منهم أطفال.
وتسببت الحرب في تشريد ثلثي سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
انفراجة بصفقة الأسرى
وقال مصدر فلسطيني مطلع على مجريات الوساطة لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس إن هناك "انفراجة" مؤخراً قد تؤدي إلى إعلان اتفاق خلال 48 ساعة.
وأضاف المصدر، الذي تحدث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، لكنه طلب عدم التصريح باسمه، أن هناك بالفعل اتفاقاً على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في إطار المساعي الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 6 أسابيع، لكنه أشار إلى أن صعوبة التواصل على الأرض بين حركة حماس وجهات فلسطينية أخرى تتسبب في تأخير الإعلان.
وقال: "هناك توافق بين حماس وإسرائيل على كل تفاصيل عملية التبادل، ويتبقى فقط إعلان موعد التنفيذ".
مراحل الصفقة بين حماس وإسرائيل
وشرح المصدر المقرب من المفاوضات كيف ستجرى الصفقة تحديداً، فأشار إلى اتفاق على أن تفرج حماس أولاً عن عدد من مزدوجي الجنسية وعمال أجانب، على أن يلي ذلك في اليوم التالي إطلاق سراح قسم من النساء والأطفال المحتجزين لدى الحركة.
وأشار إلى أن عدداً من الفرنسيين المحتجزين سيكونون ضمن المفرج عنهم في المرحلة الأولى.
وفي اليوم الثالث، تخلي حماس سبيل بقية النساء والأطفال، وتتعهد بتسليم قائمة بأسماء جميع المحتجزين من غير العسكريين الإسرائيليين.
في المقابل، يقول المصدر إن إسرائيل ستلتزم بالإفراج عن نساء وأطفال فلسطينيين تعتقلهم في سجونها في اليوم الثاني للتهدئة الإنسانية، أو ما تسميه إسرائيل "وقف إطلاق النار التكتيكي".
وأضاف: "كما تلتزم إسرائيل بإدخال وقود بشكل يومي من بداية إعلان التهدئة عبر وكالة الأونروا إلى جهات وعمليات محددة ضمن الاتفاق والرقابة الإسرائيلية".
وأكد المصدر أن إسرائيل وافقت على وصول جزء من المساعدات الغذائية إلى شمال وادي غزة، لكنه أضاف أنها لم توافق على وصول المحروقات التي تحتاجها غزة بشدة في ظل منع دخول الوقود إلى القطاع منذ 7 أكتوبر باستثناء نحو 23 ألف ليتر تسلمتها الأونروا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وفيما يتعلق بالموقف العسكري، قال المصدر إن القوات الإسرائيلية ستبقى في أماكن تمركزها الحالية، ولن يكون هناك إعادة انتشار.
وأكد أن الولايات المتحدة ودول أوروبية "ستتابع تنفيذ الاتفاق، وستتابع الأمم المتحدة التزام الأطراف بمعايير إنفاذ وقف القتال التكتيكي لأغراض إنسانية"، لكن مصدراً كبيراً في حماس رفض الكشف عن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، وقال لوكالة أنباء العالم العربي إن الاتفاق وتفاصيله "عند مكتب أبو العبد"، في إشارة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس والمقيم في قطر.
بايدن يفصح
من جانبه، اعتذر الرئيس الأميركي جو بايدن لوزير خارجيته أنتوني بلينكن لكشفه الكثير من المعلومات عن وضع مفاوضات الرهائن بين حركة "حماس" وإسرائيل، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه مع الزعيم الصيني شي جينبينج في كاليفورنيا.
وقال بايدن: "لقد حصلنا على تعاون كبير من القطريين، وتحدثت معهم مرات عديدة، وأعتقد أن الهدنة التي وافق عليها الإسرائيليون.."، وهنا قطع الرئيس الأميركي حديثه بعدما أشار إليه بلينكن بعدم التحدث عن الأمر، فمضى بايدن قائلاً: "يبدو أنني أعطي الكثير من التفاصيل، أعرف يا سيدي الوزير، سأتوقف، لكنني متفائل إلى حد ما".
وفي نهاية المؤتمر الصحافي، سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان لا يزال يعتقد أن الزعيم الصيني ديكتاتوراً، وهو ما قاله في يونيو الماضي، فقال: "نعم هو كذلك، فهو ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة مختلف تماماً عن النظام الموجود لدينا"، وهو ما جعل بلينكن يبدو مستاءً، إذ قام بفرك يديه، وكشفت تعبيرات وجهه عن عدم موافقته عن رد الرئيس الأميركي على السؤال.