رفات ومقامات وأضرحة لعدد من أعلام ومشاهير بغداد، تضمها مقبرة الجنيد البغدادي، وفي مقدمتهم قبر النبي يوشع، يرقد على مقربة منه أبرز أئمة التصوف في بغداد آنذاك، ومنهم إبراهيم الخواص والسري السقطي، وخلف ضريح النبي يوشع، يوجد مبنى مرقد بهلول الكوفي، وعلى مسافة غير بعيدة، يرقد الشيخ معروف الكرخي في مقبرة حملت اسمه.
ويؤكد إمام وخطيب جامع الشيخ الجنيد البغدادي علي النعيمي ، أن "المقبرة هي من أوائل المقابر في بغداد، تأسست قبل أكثر من 1300 عام، وكانت مرقداً فقط، أما الجامع فقد بُنِيَ في ما بعد".
يقول النعيمي: "للمقبرة أهمية كبيرة من الناحية الدينية، فالسيد السقطي المدفون في هذه المقبرة بجوار الجنيد، هو إمام الدنيا وإمام أهل بغداد كما كان يسمى، والرجل الصالح والولي والعالم، أما الشيخ الجنيد البغدادي، فهو سيد الطائفتين وهؤلاء جمعا بين العلم والعبادة فأصبحا القاضيين والعالمَينِ والمرجعينِ ورجلي التصوف، فهما من أنشأ علم التصوف" .
تضمُّ المقبرة قبورًا لجنود أتراك منذ الحرب العالمية الأولى، وقبورًا تاريخية، عليها نقوشٌ تبيِّن الحقبة الزمنية للدفن، وكما يشير إمام وخطيب جامع الشيخ الجنيد البغدادي "في الماضي كان الدفن في المقبرة، يتم على طريقة الدفن العثماني، أي أنه بين قبرٍ وآخر توجد مسافة بناء قبرين، وهذه المسافات تستغل الآن لدفن شخصين، وذلك بسبب ضيق المكان داخل المقبرة".
ويبيِّن النعيمي أنَّ "الكثير من الشواهد الكتابية في المقبرة ضاعت، بسبب القدم والإهمال والحروب أو التجديد، وذلك لعدم إدراك أهميتها التاريخية والحضارية، بوصفها حلقة في سلسلة الكتابات التذكارية الإسلامية".
مقبرة الجنيد كانت تحتوي على مسجد وخانقاه للصوفية كما ذكر المؤرخون ودفن فيها أعلام كثر كالخواص وأبي نواس والسري السقطي وبهلول الكوفي وسمنون المعروف بسمنون المحب وغيرهم كثير جدا لا يمكن حصرهم لقدمها ولكثرتهم، كما درس عدد من قبورها وفيها أيضا قبر العلّامة السيد عبد الحميد الآلوسي… وبعد إنشاء الطرق قطع كثير من أجزاء المقبرة وهي اليوم تقع في منطقة الشالجية قرب شارع مطار المثنى ويتوافد عليها الزائرون من شتى الدول، كما أن المسجد تقام فيه صلاة الجمعة والأذكار والدروس العلمية وجرت حملات إعمار للمسجد والمراقد.
توفي الإمام الجنيد سنة 298هـ يوم الجمعة في بغداد. واليوم مقبرته مشهورة في الكرخ دفن فيها أعلام كثر ومنهم:
أبو الحسن سرى الدين بن المغلس السقطي، أحد علماء أهل السنّة والجماعة ومن أعلام التصوف السنّي في القرن الثالث الهجري وأول من تكلم في بغداد في التوحيد وحقائق الأحوال، يقول عنه أبو عبد الرحمن السلمي إنه "إمام البغداديين وشيخهم في وقته" وكان تلميذ معروف الكرخي وخال الجنيد وأستاذه، ولد في حدود الستين ومئة.