"دخلاء المهنة".. حلاقون ومعاهد تعليم يمارسون عمليات التجميل في بغداد!

10:33, 29/06/2024
464

بين عمليات التجميل والهوس بالجمال مهما كان مصدره، وكيف كانت نتائجه، ربما لا يختلف اثنان على أن اهتمام المرأة بشكلها وأناقتها وجمالها والتباهي بزينتها غريزة فطرية منذ فجر التاريخ، ولا تختلف المرأة العراقية عن نظيراتها من نساء العالم في ذلك.

 

إلا أن غير الطبيعي – كما يراه البعض اليوم- هو كثرة الإقبال على مراكز التجميل ببغداد للقيام بتغيير ملامح الوجه وإبراز بعضها أو تصغير وتكبير البعض الآخر، في رحلة للبحث عن الجمال، ضمن جدول تكاد تحافظ عليه المرأة بشكل دوري، رغم حداثة تجربة هذه المراكز.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

ويقول عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية ماجد شنكالي، في تصريحات صحفية، تابعها "سنترال"، "نعاني اليوم مشكلة انتشار عيادات التجميل بشكل مبالغ فيه وبعضها تفلت من الرقابة"، مستدركاً أنَّ "هناك توجهاً واضحاً من الوزارة في تنظيم عمل التجميل، فضلاً عن الحدّ من التداخلات لعمل الكثير من الاختصاصات حتى الطبية منها".

 

وأشار شنكالي إلى أنَّ "باقة واسعة من الضوابط ستدخل التطبيق ضمن خطط منع التداخلات بين عمل أطباء الأسنان والتجميل، كما أنَّ نقابة الأطباء بدأت بالمتابعة من خلال لجنة الانضباط والتفتيش"، لافتاً إلى "التركيز على وضع ضوابط تسمح بالتخلص من هذه التداخلات بين عمل الاختصاصات المختلفة".

 

ولا تخلو عمليات التجميل من خطورة، ما يتطلب متخصصين دقيقين، إذ أدت الأخطاء الطبية إلى فقدان إحدى المريضات لحياتها خلال عملية تجميلية لنحت الجسم، وتكررت هذه الحادثة أكثر من مرة في العاصمة بغداد وفي مستشفيات خاصة معروفة.

 

وعزا الباحث الاجتماعي ولي الخفاجي، انتشار ظاهرة التجميل في الآونة الأخيرة إلى "تركيز النساء على التجميل أكثر من الرجال، على اعتبار أنَّ المجتمعات تنحو نحو اهتمام المرأة بجمالها وأناقتها، ولهذا السبب تذهب بعض النساء إلى إضافات على ملامح الوجه".

 

تقليد "الموضات"

 

وقال الخفاجي، إنَّ "من بين الأسباب المهمة هو تقليد الموضات، فسلوك الإنسان أغلبه يعتمد على التقليد من ناحية تقليد المشاهير وغيرهم، فضلاً عن عامل الشعور بالنقص الذي له دور كبير في لجوء بعض الأشخاص إلى عمليات التجميل علاوة على جانب التنشئة الاجتماعية والرغبة بأن يكون موضع اهتمام".

 

وأضاف الباحث الاجتماعي أنَّ "هذه القضية فيها مضار واسعة اجتماعياً، بالإضافة إلى مخالفتها النصائح الطبية والتحذيرات من السموم والتشوهات"، مشيراً إلى أنَّ "بعض الأخطاء الطبية تحدث بسبب عدم الخبرة والدخلاء على المهنة من غير الأطباء والجراحين، حتى وصل الأمر بإقامة مثل هكذا عمليات من قبل حلاقين ومعاهد تعليم".

 

إدمان وتجارب

 

الشابة هديل ثامر تحكي عن تجربتها الفاشلة مع الحقن التجميلية، التي أدت إلى تشويه ملامح وجهها الناعمة، وتبديلها بأخرى أكثر خشونة لا تتلاءم مع حجم وشكل وجهها، مما سبب لها عزلة حادة لحين انتظار انتهاء الجمال المؤقت وعودة ملامحها إلى طبيعتها، متحدثة بحسرة وألم عن جمالها الطفولي والبريء الذي ضيعته الحقن، كما تقول.

 

عاملون في بعض مراكز التجميل في بغداد قالوا إن الإدمان على التجميل هو الذي يمكن أن يشوه ملامح الفتيات وليست العمليات التي تجري بشكل طبيعي وغير مبالغ فيه، وبحسب خبيرة التجميل ماري الجبوري - صاحبة أحد مراكز التجميل في بغداد فإن عامل الغيرة حوّل هذه العمليات إلى موضة تشبه شراء "الإكسسوارات" أو الملابس الجديدة.

 

وباتت من المألوف مشاهدة فتيات يطلبن إجراء عمليات تجميلية معينة، رغم أنهن لسن بحاجة إليها، بحجة أن أشكال وجوههن لا تتناسب مع الموضة، حيث تسعى بعضهن إلى تعديلات تجعلهن أشبه بأسماء مشهورة في عالم الفن.

 

وأضافت الجبوري أن هذه العمليات تمثل بريق أمل لحالات يعاني أصحابها من مشاكل تستدعي تدخلا جراحيا لمعالجتها، كمن يعانون من تشوهات أو حروق أو سمنة مفرطة أو كسر بعظم الأنف أو الفك وغير ذلك.