خبراء ينصحون بغداد.. هل أصبح نفط العراق في قبضة الصين؟

10:08, 4/07/2024
97

ذكر تقرير لموقع “CNA” المتخصص باقتصادات آسيا، أن الصين أصبحت لاعباً رئيساً في صناعة النفط العراقية وإعادة إعمار الدولة، إلا أن بغداد  لا تزال تريد حضور الولايات المتحدة في صناعتها النفطية لأن ذلك يضمن الحماية السياسية لها، كما أشار إلى صعود الصين في مجال استثمارات الكهرباء في العراق، عبر بنائها “مزرعة طاقة شمسية” بقدرة 750 ميغاواط.

وخلافاً للمرات السابقة، ذهبت معظم جولة التراخيص العراقية الأخيرة، إلى الصين، بدلاً من شركات النفط الأوروبية والأمريكية الكبرى التي كان لها حضور كبير في دول الشرق الأوسط.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

ووفقاً للتقرير فقد وقعت الدولتان اتفاقية “النفط مقابل البناء” عام 2019، وبموجب ما عرف بالاتفاقية الصينية العراقية، يرسل العراق النفط إلى الصين، وتساعد الأخيرة في إعادة بناء البلاد.

وقال الدكتور دريد عبد الله، محلل الطاقة في شركة تيرا باور، إن “السوق الصينية سوق كبيرة لأي منتج للنفط، ولهذا السبب تريد الحكومة العراقية تعزيز علاقتها مع الصين”، لكن الخبراء قالوا إن اعتماد العراق على دولة واحدة في مثل هذا الجانب المهم من قطاعه النفطي أمر مثير للقلق.

وأوضح التقرير أنه في عام 2023، حذت شركة النفط الأميركية “إكسون موبيل” حذو شركات غربية كبرى أخرى مثل “شل” و”بي بي” في الانسحاب من البلاد بسبب مخاوف من سوء الإدارة الحكومية والفساد وعدم الاستقرار السياسي، ويعتقد الخبراء أن بغداد غير راضية عن ذلك.

وقال الأكاديمي “جيم كرين”، إن الدول النامية تبحث عن شركات نفط أميركية للاستثمار ليس فقط بسبب خبرتها أو مهاراتها التسويقية، بل لأن ذلك يعني تطور العلاقة مع واشنطن، وأن الحكومة الأميركية قد تساعد البلد الشريك بطرق أخرى، منها الحماية من تهديدات دول الجوار.

وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، زار تكساس في أبريل ودعا شركات النفط شخصياً، لشراء التراخيص هذا العام، ولكن دون جدوى.

وكانت العقود في جولة التراخيص الأخيرة ببغداد عبارة عن ما يسمى بعقود الخدمات الفنية والتي تحصل بموجبها شركات النفط الكبرى على رسم ثابت عن كل برميل من النفط تستخرجه، وعادة ما تريد شركات النفط العملاقة في الولايات المتحدة عقد تقاسم الإنتاج (شراكة)، والذي يسمح لها بتحقيق أرباح أكبر.

وتعمل الشركات الصينية على نحو مماثل من أجل الربح، إذ تحتاج إلى شراء النفط الأجنبي لتلبية الطلب المحلي، وقد كانت تستورد ما يقارب نصف نفط العراق.

وقدم التقرير صورة عن صعود الصين في مجال الطاقة الشمسية، كاشفاً عن دخولها مشروع بناء مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 750 ميغاواط في العراق، لتنضم بذلك إلى المملكة العربية السعودية وفرنسا اللتين تعملان أيضاً على مشاريع ضخمة في العراق من شأنها أن تزود ملايين المنازل بالطاقة.

ووفقاً للتقرير فإن الصين مستفيدة أكثر من غيرها، لأنها تنتج الغالبية العظمى من ألواح الطاقة الأكثر كفاءة والتي يتم استخدامها في تلك المشاريع، لتكون تلك طريقة أخرى تهيمن بها على العالم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية.