تعد الأرقام أبرز المؤشرات التي تعكس حجم "المجزرة" التي لحقت بالثروة السمكية في العراق بغضون عام واحد فقط، فمن بين الكثير من القطاعات التي تراجعت، كان القطاع السمكي والثروة السمكية في العراق احد ابرز القطاعات المتأثرة بالجفاف وماتبعه من قرارات ومعالجات حكومية استلزمت "القسوة" على الأسماك والبحيرات.
وتعتبر المناطق الجنوبية من اكثر المناطق شهرة بالاسماك والثروة السمكية، لكن الموطن الرئيسي للاسماك المتمثل بالاهوار، هو الأكثر تأثرا واضمحلالا بفعل الجفاف مقارنة بالمسطحات المائية الأخرى.
وتشير الأرقام الى ان إنتاج الأسماك في العراق تراجع من 800 ألف طن في عام 2022، إلى النصف في العام الجاري، فيما قدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، خسائر الثروة السمكية بأكثر من 400 مليون دولار، مطالبة بوضع حد عاجل للتدهور البيئي والمناخي في البلاد، بحسبما أوردت سكاي نيوز.
ويواجه قطاع الثروة السمكية جملة تحديات، بالإضافة لانخفاض مناسيب المياه وتلوثها، فإن مشكلة الصيد الجائر والعشوائي وصلت لتهديد أنواع شهيرة على موائد العراقيين بالانقراض من نهري دجلة والفرات والروافد والبحيرات، وتراجعت نقاوة البيئة المائية وجودتها، بفعل تلوث المسطحات المائية بالسموم والمخلفات والنفايات وأخطرها مياه الصرف الصحي.
ويقدر خبراء ومختصون ان توالي موسم الجفاف للموسم الرابع انعكس سلبا على الثروة السمكية وخاصة في الاهوار التي تفوق مساحاتها ال20 الف كيلومتر مربع قبل ان تتراجع الى 4 الاف كيلومتر مربع، مايعني ان مياهها تراجعت بنسبة 80%، وبينما كانت تحتوي على مياه تقدر ب20 مليار متر مكعب اصبح اغمارها ضحل للغاية وأصبحت خارج الخدمة تقريبا، في الوقت الذي تعتبر الاهوار احد ابرز المواطن الرئيسية للاسماك في العراق وقد تفوق الأنهر.