ذريعة للاعتداء على لبنان.. مؤشرات تكذّب الرواية الإسرائيلية بشأن قصف "مجدل شمس" المحتلة

11:59, 30/07/2024
351

حوّل الاحتلال الإسرائيلي حادثة سقوط صاروخ غير معروف المصدر حتى الآن على قرية مجدل شمس السورية المحتلة، يوم السبت الماضي، إلى ذريعة لتوجيه ضربة للبنان. 

وزعم جيش الاحتلال أن حزب الله هو من استهدف ملعب كرة القدم في المنطقة ما أدّى إلى مقتل 12 طفلًا وإصابة العشرات بجروح. لكن الحزب سارع إلى النفي "بشكل قاطع". 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

وبينما تتّجه الوقائع إلى ترجيح تصعيد إسرائيلي محدود، يدفع المقاومة اللبنانية إلى رد مماثل، تبرز بعض المؤشرات التي تكذّب الادعاء الإسرائيلي. 

وفي التقرير التالي، نشرح عدّة نقاط تدحض الرواية الإسرائيلية: 

أولًا: حفرة غير متناسبة

زعم الجيش الإسرائيلي أن صاروخ "فلق 1" أطلقه حزب الله من منطقة قريبة من قرية شبعا جنوبي لبنان، أصاب بلدة مجدل شمس. 

لكن التدقيق في صورة الحفرة الصغيرة التي أحدثها الصاروخ في ملعب كرة القدم، يظهر أنه من الصعب أن يكون من نوع "فلق 1"، كون وزن الرأس الحربي للأخير يبلغ 50 كيلوغرامًا، أي يجب أن يكون حجم الحفرة أكبر. 

على العكس، يرجّح حجم الحفرة أن يكون صاروخًا أصغر حجمًا قد سقط على المكان، وهي تتناسب مع ما يمكن أن يحدثه صاروخ "تامير"، الذي تطلقه القبة الحديدية، والذي يتراوح وزن الرأس الحربي له بين 10 و15 كيلوغرام. 

ثانيًا: إطلاق فاشل من القبة الحديدية

طرحت فرضية معاكسة لتلك الإسرائيلية، تشير إلى إمكانية أن يكون الصاروخ ناتج عن إطلاق فاشل للقبة الحديدية ما أدّى إلى سقوطه في ملعب كرة القدم. 

وقد أظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صاروخ قبة حديدية التف في الجو وسقط على الأرض. 

وهذه ليس المرة الأولى التي يحدث أن يخطأ صاروخ القبة الحديدية، ففي يوم 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، انحرف صاروخ وسقط بشكل حر فوق منطقة ريشون لتسيون قرب تل أبيب. 

ثالثًا: شظايا غير معروفة المصدر

عرض المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورًا زعم أنها لصاروخ "فلق 1" استهدف مجدل شمس. 

لكن الصور لا تظهر مكان شظايا الصاروخ، ولو أنها من مكان الحادث، لماذا لم يتم عرضها مباشرة بعد وقوع الحادثة؟ ولماذا لم تظهر في مقاطع الفيديو المنشورة والتي صوّرها الناس بشكل عشوائي من المكان؟ 

رابعًا: تجربة سابقة لحزب الله

خلال عدوان تموز عام 2006، أدّى صاروخ أطلقته المقاومة اللبنانية على منطقة الناصرة إلى مقتل طفلين من العرب، الأمر الذي دفع الأمين العام للحزب حسن نصر الله إلى الاعتذار علنًا عن الأمر. 

وعليه يمكن القول إنه لو كان حزب الله من أصاب منطقة مجدل شمس لكان قد أعلن ذلك واعتذر عنه. بل على العكس، نفى مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب محمد عفيف علاقة الحزب بالحدث لكل من وكالة رويترز و"بي بي سي". 

خامسًا: تجارب إسرائيلية سابقة

لم يعهد العالم الجيش الإسرائيلي صادقًا. ومن أبرز الدلائل على ذلك، قصف المستشفى المعمداني في قطاع غزة يوم 17 تشرين أول/أكتوبر 2023. 

وقد زعم الاحتلال أن صاروخًا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي سقط على المستشفى. لكن حجم الانفجار الذي خلّفه الصاروخ، والذي أدّى إلى استشهاد المئات، يدل على أنه صاروخ طائرة حربية إسرائيلية. فلم نشهد هذا الحجم الكبير للإنفجار لصاروخ أحد الفصائل الفلسطينية من قبل. 

وقد أجرت منصة "إيكاد" تحقيقًا اعتمدت فيه على تحليل لمجريات الواقعة، ومقاطع البث الحي، وكذلك كاميرات المراقبة والصور، وكذلك سلّطت الضوء على منشورات رسمية لمسؤولين إسرائيليين بعد لحظات من استهداف المستشفى، من بينها حساب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك حسابات دولة الاحتلال وقوات الدفاع الإسرائيلية، واعتمادها نشر روايات مفبركة تُلصق التهمة بصواريخ المقاومة. 

يمكن القول إن إسرائيل ومن خلال أدائها السياسي بعد حادثة مجدل شمس، تهدف إلى تحقيق مكاسب عسكرية في المواجهة مع حزب الله، وهو الأمر الأهم، فهي لم تحتج في السابق ذريعة لكي تعتدي على غزة أو لبنان.