بعد يوم واحد من التحذير الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية بخصوص تفشي السلالة المنتشرة من فيروس "جدري القردة"، وظهور حالات عديدة خارج قارة أفريقيا لدى بعض الدول الأوروبية ودول جوار العراق، أعلنت أول محافظة عراقية اتخاذ إجراءات فعلية ضد هذا الفيروس الذي ينتقل سريعا وفي طرق مختلفة.
وشددت دائرة صحة محافظة كركوك، إجراءاتها الوقائية لمواجهة أي حالات محتملة لمرض "جدري القردة"، الذي تم تسجيل حالات إصابته في دول الجوار، كما اتخذت جملة من الإجراءات على المسافرين القادمين عبر مطار المحافظة.
وقال مدير عام صحة كركوك أرجان محمد، في تصريحات صحفية، تابعها "سنترال"، إن "دائرة صحة كركوك اتخذت سلسلة من الإجراءات الوقائية لمنع ظهور مرض جدري القرود في المحافظة، حيث تم تسجيل حالات في إحدى دول الجوار، ونحن في دائرة صحة كركوك بدأنا إجراءاتنا الوقائية لفحص المسافرين القادمين إلى كركوك عبر مطارها الدولي".
وأضاف محمد، أن "هناك فريقًا طبيًا متخصصًا في المطار يقوم بالمهام الصحية ومراقبة الحالة الصحية للمسافرين".
وأوضح محمد، أن "أعراض المرض تبدأ بارتفاع درجات الحرارة، وأي شخص يتم فحصه في مطار كركوك ويظهر لديه ارتفاع بدرجات الحرارة سيتم وضعه تحت المراقبة وتقديم العلاج المناسب له".
وأكد أن "كركوك خالية من أي إصابة بمرض جدري القرود"، مطمئناً السكان بأن "أي حالة سيتم الإعلان عنها بشفافية تامة"، ودعا وسائل الإعلام "لعدم نشر أخبار غير صحيحة".
في ذات السياق، أكد مسؤول الإعلام في مطار كركوك الدولي، هردي محمد، أن "المطار يشهد ثمان رحلات أسبوعيًا إلى تركيا عبر مطارات أنقرة وإسطنبول، ويقوم الفريق الطبي من دائرة صحة كركوك بمتابعة المسافرين وتقديم العلاج لمن يحتاجه".
وأمس الاحد، نفت دائرة صحة كركوك، الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تسجيل إصابة بمرض جدري القردة في المحافظة.
وشددت على ضرورة الحصول على المعلومات من مصادرها الموثوقة، مؤكدة أن تداول الأنباء غير الصحيحة حول الأوبئة والأمراض الانتقالية أمر غير مقبول.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت الماضي، عن أحدث تفشّ لمرض جدري القرود في أفريقيا باعتباره "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليا"، وهي الفئة المستخدمة في الماضي لتفشي الإيبولا وكوفيد-19 وارتفاع حالات جدري القردة في أوروبا سنة 2022.
وتشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تفشيًا حادا في ظل تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة و524 حالة وفاة منذ بداية عام 2024؛ إذ إن تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية ليس بالأمر غير المعتاد ولكن رقم هذا العام يطابق بالفعل إجمالي عام 2023 بأكمله، ويشمل حالات في مقاطعات لم تتأثر سابقًا.
كيف ينتشر الفيروس؟
يمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال ملامسته للجلد والأغشية المخاطية (عبر العينين والفم والأنف) ومن خلال الجهاز التنفسي.
يمكنك الإصابة بالعدوى عن طريق ملامسة أشخاص مصابين، أو إذا كنت على اتصال مباشر بالحيوانات الحاملة للفيروس.
يمكن للشخص المصاب أن ينقل الفيروس حتى قبل ظهور الأعراض، ويمكن أن يستمر الانتقال حتى تلتئم جميع الآفات الجلدية وتتكون طبقة جديدة من الجلد، وقد يستغرق هذا أسابيع.
ما هي أعراضه؟
عادةً ما تبدأ العدوى الفيروسية بطفح جلدي يمكن أن يظهر بجانب الأعضاء التناسلية، أو على الصدر أو الوجه أو الفم. ثم يمكن أن يمتد الطفح الجلدي إلى اليدين وباطن القدمين وأجزاء أخرى من الجسم، ويمكن أن يكون الطفح الجلدي مؤلمًا ومثيرًا للحكة.
قد يصاب حامل الفيروس بأعراض الأنفلونزا قبل أو بعد الطفح الجلدي. وتشمل هذه الأعراض الحمى والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام العضلات أو القشعريرة. بعض الأشخاص يعانون أيضا من صعوبة التبول وتورم مؤلم في فتحة الشرج، وتبدأ الأعراض عادة في غضون 21 يومًا من التعرض للفيروس.
كما يمكن أن تشمل المضاعفات الجفاف الشديد الناجم عن الإسهال أو القيء، والالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ أو عضلة القلب وغيرها.
من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة؟
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب الحالات الطبية أو الأدوية هم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس، إضافة للأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، والعاملون في مجال الرعاية الصحية.
كما أنه من بين المعرضين للخطر، النساء الحوامل والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد والأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالإكزيما.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة؟
يتعافى معظم الأشخاص من فيروس mpox في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. لكن يوصي الخبراء بتجنب الاحتكاك بالأشخاص الذين يعانون من طفح جلدي مرئي، وعدم لمس الأشياء التي يلمسها شخص مصاب بما في ذلك الأواني والمناشف والفراش، إضافة لغسل اليدين بشكل متكرر. كما أنه من المفيد أيضًا الحصول على التطعيم فور توفره.