دخلت شوارع إقليم كردستان، اليوم الأربعاء (16 تشرين الأول 2024)، حالة من الهدوء، بعد انتهاء فترة الحملة الانتخابية منتصف الليلة الماضية.
وبعد أكثر من 20 يوما من التجمعات الجماهيرية، جاء موعد الصمت الانتخابي ليضفي طابعا من الهدوء والاستقرار على شوارع ظلت مزدحمة بالتجمعات والكرنفالات وتبادل الاتهامات والتشنج طوال الفترة الماضية.
ويقول الناشط السياسي دانا رسول إن، "المواطن الكردي ارتاح بعد أكثر من 20 يوما من الازدحامات والتجمعات والمضايقات والتفحيط بالسيارات، طوال فترة الحملة الدعائية لانتخابات برلمان كردستان".
وبين أنه "لا وجود ولا فائدة من تلك التجمعات، وهي مجرد تنافس حزبي بين الأحزاب، والمواطن الكردي حائر بقوت يومه وعيشته، وليس لديه وقت لهذا الصراع، لأنه يعرف بأنها صراعات على المناصب والمغانم والمنافع".
وأضاف أن " الشوارع اليوم أكثر هدوءاً، ولو تسأل أكثر المواطنين فأنهم سيقولون بأنهم سعداء لانتهاء الحملة الدعائية، ويريدون انتهاء الانتخابات بصورة سريعة، لأنها سببت الكثير من الازعاج لهم".
ودخلت مرحلة الصمت الانتخابي صباح اليوم الأربعاء بعد 21 يوماً من الدعاية استعداداً للاقتراع الخاص المقرر إجراؤه يوم الجمعة 18 تشرين الأول 2024، فيما ينطلق التصويت في الاقتراع العام يوم الأحد القادم في الساعة الـ7 صباحاً وحتى السادسة مساءً .
وتعطل العمل بالبرلمان الكردستاني منذ عامين بقرار من المحكمة الاتحادية في بغداد، وذلك لعدم التمكن من إجراء الانتخابات بسبب خلافات بين القوى الكردية.
وجرت الحملة الدعائية في ظل أجواء مشحونة وتصعيد متزايد بين الأحزاب الكردية واتهامات متبادلة بينها، خاصة بين الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني -الذي قاد حملته ابنه مسرور البارزاني- وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي قاد الحملة رئيسه بافيل طالباني وهو نجل الزعيم الراحل جلال طالباني.
ووصلت حدة الحملة إلى أعلى الدرجات العدائية بينهما، مما ولد قلقا كبيرا لدى الشارع الكردي خشية أن تخرج الحملة من مسارها، وتصل إلى اشتباكات في الشارع بين أنصار الطرفين في محافظتي السليمانية وأربيل.
وقال الكاتب والصحفي عبد الحميد الزيباري إن "الدعاية هذه المرة تختلف عن المرات السابقة، كون الحزبين الرئيسيين في الإقليم يخوضان هذه الانتخابات وهما مثقلان بمشاكل عدة برزت بينهما، وخاصة بعد انتخابات مجلس النواب العراقي في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021 عندما حصلت مشاكل بينهما على مناصب في الحكومة الاتحادية ورئاسة الجمهورية".
وأضاف أن" هذه الخلافات تطورت خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية، والتي أدت إلى أن يشارك الحزبان -ولأول مرة- بقوائم سياسية مستقلة، ناهيك عن المشاكل بينهما داخل الإقليم، منها الخلاف بشأن قانون انتخابات برلمان كردستان ولجوء الاتحاد الوطني إلى المحكمة الاتحادية لحسم بعض الأمور، من بينها تقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 إلى 100 مقعد".