بسبب "التدخين".. العراقيون "يحرقون" ملياريّ دينار يومياً والأطفال "ينخرطون" في الإدمان!

21:45, 10/11/2024
749

كشفت دائرة صحة كركوك، اليوم الأحد (10 تشرين الثاني 2024)، أن المدخنين في العراق يحرقون ما مقداره ملياريّ دينار يومياً. 


جاء ذلك خلال ندوة علمية في قصر الثقافة والفنون بمحافظة كركوك، سلطت الضوء على مخاطر التدخين ضمن الإستراتيجية العالمية لمكافحة التبغ.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



وأوضحت مسؤولة وحدة مكافحة التبغ في دائرة صحة كركوك، سمية أحمد، أن "الصحة أطلقت حملة توعوية شاملة ستستمر لثلاثة أسابيع تحت شعار (حياتك أغلى)، حول المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية الناجمة عن تعاطي التبغ والتعرض لدخانه".


وأضافت أن "حرق التبغ الملفوف على شكل سيجارة مضر وهو آفة اجتماعية خطيرة تؤدي إلى الإدمان، كما ينتج عنها تسلل العديد من المواد الكيميائية الضارة إلى الجسم بالإضافة إلى الإضرار بالأشخاص المحيطين بالمدخن".


وبينت أن "التبغ يقسم إلى نوعين، الأول ما يستعمل في السجائر والغليون والنركيلة، والتبغ غير المدخن والذي يتم تعاطيه عن طريق المضغ أو الاستنشاق".


وكشفت أحمد أن "نسبة ما يحرقه المدخنون في العراق من أموال تبلغ ملياريّ دينار يومياً وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات في العراق جراء التدخين بوفاة واحدة كل 20 دقيقة وهذا ما يثير القلق والدعوة الجادة لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من التدخين بأنواعه وأشكاله كافة".


وتابعت "المواد السمية الموجودة في السجائر هي، أول أوكسيد الكربون، والزرنيخ، والنيكوتين وهو مبيد حشري، والميثان، والأمونيا، والميثانول أو وقود الصواريخ، والتولوين وهو مذيب صناعي. وحمض الأسيتيك، والكادميوم الذي تصنع منه البطاريات، وغاز البوتان الموجود في القداحات، والهيكسامين الموجود في الفحم، وجميع هذه السموم قد تحدث أضراراً وأمراضً جسمية لأجهزة الجسم المختلفة وخصوصاً الحنجرة والقصبات الهوائية والرئة والقلب والشرايين".


وأشارت أحمد إلى أن "إنتاج التبغ يساهم بانبعاث ما يقرب من 84 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وهذا يعادل الغاز المتولد من إطلاق 280 ألف صاروخ إلى الفضاء الخارجي، ويساهم التبغ في تفاقم القمامة فيبلغ الوزن التقريبي للنفايات المتولدة سنوياً من دورة حياة التبغ الإجمالية نحو 680 مليون طن، كما يتم التخلص من نحو 4.5 تريليون سيجارة في البيئة كل عام".


من جانب آخر، يثير موضوع تدخين الأطفال والمراهقين استهجاناً في كلّ المجتمعات، إذ إنّه شائك ويستلزم معالجة دقيقة، حتى لا يذهب الصغير إلى ردود فعل عكسيّة لتحدّي كلّ من له سلطة عليه.


وصعّد ناشطون وحقوقيون عراقيون أخيراً حملاتهم للضغط على السلطات الصحية والأمنية في البلاد، بهدف تفعيل القوانين المتعلقة بمنع دخول الأطفال والمراهقين إلى المقاهي وصالات الألعاب لتدخين الشيشة أو النرجيلة، وكذلك تلك المتعلقة ببيع المحال التجارية علب التبغ لهؤلاء، مؤكدين ارتفاع عدد المدخنين دون الثامنة عشرة من عمرهم إلى مستويات قياسية في البلاد.


وعن أسباب انتشار التدخين بين الأطفال، تقول الباحثة الاجتماعية منى كاطع، إنّ "تدخين الأطفال بدأ يتزايد يوماً بعد آخر، لا سيّما أنّ ثمّة دوافع كثيرة جعلت الأطفال يتبنّون هذا السلوك وضاعفت أعداد المتورطين فيه". 


وتضيف كاطع أنّ "ثمّة ضرورة لتغليظ القوانين تجاه أصحاب المقاهي وبائعي التبغ وكذلك معاقبة الأهل في حال ثبُت إهمالهم لأطفالهم. والإهمال العائلي سبب رئيسي قبل أن يكون ضعف الرقابة الخارجية هو السبب، لذا تُلقى على عاتق الوالدَين مسؤولية كبيرة في مراقبة أطفالهما". 


وتابعت "لا بدّ من ضمان توعية الأطفال في المدارس بخطورة التدخين والمضار الصحية الكبيرة المترتبة عليه، وتحذيرهم بالعقبات التي قد تلحق بصحتهم وذويهم في حال قيامهم بذلك"، مشددة على أنّه "يتوجّب على المجتمع نبذ ومحاربة هذه الظاهرة بكل أشكالها للحدّ من انتشارها بكل الطرق السليمة".