توقع تحليل لموقع اتلانتك كانسل الأمريكي المعني بالتحليلات والشؤون السياسية، اليوم الأربعاء، وجود صراع على السلطة بين الجماعات المسلحة في سوريا خلال الأشهر القليلة المقبلة والفائز هو من يملك اكبر قدر من المال والسلاح.
وذكر التقرير انه "في الأشهر القليلة المقبلة، سوف يكون هناك صراع على السلطة بين الجماعات المسلحة في دمشق وغرب سوريا، وإضافة إلى هذا المزيج القابل للاشتعال، سوف يسعى أنصار النظام السابق واللاعبون الخارجيون إلى العودة، لكن الحقيقة الساخرة هي أن أياً من الجماعات التي تمتلك أكبر عدد من الأسلحة وتسيطر على أكبر قدر من المال سوف تصبح الأصوات الرائدة في السياسة السورية".
وأضاف ان "من السذاجة الاعتقاد بأن السوريين سوف يتمكنون من اتخاذ قرار سلمي بشأن هذا الأمر من تلقاء أنفسهم دون تدخل خارجي وبدلاً من ذلك، سوف يكون الدعم الخارجي والقوة الداخلية حاسمين".
وأشار التقرير الى، أن "هذا تحذير، ولكن إذا تم التعامل معه بطريقة واضحة، فإنه يمكن أن يكون أيضًا بمثابة مخطط لإدارة سياسات سوريا ما بعد الحرب ولمصالح ودول مثل الولايات المتحدة التي تريد سلامًا مستدامًا في الشرق الأوسط".
وتابع: "سوف يتحدث الوسطاء الدوليون ذوو النوايا الحسنة، مثل أولئك الذين كان من المفترض أن توفرهم الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، عن تقاسم السلطة والدستور، لكن القوة الحقيقية حول طاولة المفاوضات ستكون للمجموعات التي لديها أكبر عدد من الأسلحة وأكبر قدر من المال".
وبين التقرير انه "في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026، سيتم إحضار الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات، ويمكن بالفعل التوقع أن الجميع سيقولون، بعد فوات الأوان، إن هذه الانتخابات أجريت في وقت مبكر جدًا، فيما سيصر خبراء الانتخابات التابعون للأمم المتحدة على نظام التمثيل النسبي، ظاهريًا لإعطاء جميع الفصائل السياسية السورية صوتًا".
ولفت الى، أن "ما سيفعله هذا هو ترسيخ سلطة تلك المجموعات التي تسيطر على الأسلحة والأموال فالمال هو حليب الأم للسياسة، وسوريا ليست استثناء حيث يمنح نظام التمثيل النسبي زعماء الأحزاب الذين يسيطرون على أموال الأحزاب سلطة ترتيب المرشحين، مع ضمان فوز أولئك الموجودين على رأس قوائم الأحزاب الأكبر في الانتخابات ويصبح الولاء لرئيس الحزب هو الأهم بالنسبة لهؤلاء المرشحين، وليس تمثيل الأشخاص الذين ينتخبونهم".
ورادف، "لا تحتاج هيئة تحرير الشام، فرع القاعدة، ولا الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، إلى دروس حول السيطرة على الأسلحة والأموال"، مبينه أنه "لسنوات، سيطرت هيئة تحرير الشام بوحشية وكفاءة على الرسوم الجمركية واحتكار الشاحنات والأشخاص الذين يعبرون الحدود التركية السورية وستحاول هذه المجموعات، ما لم يتم منعها من قبل مؤيديها الدوليين، الاستيلاء على وزارات الحكومة السورية كمصدر مربح للأموال والوظائف للمؤيدين قبل إجراء الانتخابات".
وشدد التقرير على انه "قد تكون لدول مثل تركيا وإسرائيل ولبنان مصالح أكبر في سوريا من الولايات المتحدة، لكن ما يحدث في سوريا بعد الحرب لا يزال مهمًا للغاية للمصالح الأمريكية، لا أحد يقترح أن سوريا بحاجة إلى المزيد من القوات الأمريكية، لكن السنوات القليلة القادمة ستشهد فرصة تاريخية لتجنب حرب مستقبلية في الشرق الأوسط قد تجتذب الولايات المتحدة، و يعتمد توسيع اتفاقيات التطبيع جزئيًا على تحسين العلاقات بين إسرائيل وسوريا، ولذا ستكون الأسابيع القليلة القادمة حاسمة، لكن ترامب قد يحقق فوزًا تاريخيًا حقًا إذا استمع إلى المستشارين المناسبين في فريقه".