من تجارة “المخدرات” إلى الدبلوماسية: ماذا يعني تعيين مارك سافايا مبعوثا أمريكيا إلى العراق؟
أمانة بغداد ترفع جميع المطبات غير الرسمية وتعرض غرامة تصل لأكثر من مليوني دينار بحق من يضعها
اليوم.. مواجهة مصيرية للزوراء أمام مضيفه استقلال دوشنبه
السوداني يتمسك بالسيادة ويرفض الخطوات الأحادية من واشنطن
اليوم.. مواجهة مصيرية للزوراء أمام مضيفه استقلال دوشنبه
في موقفٍ يؤكد تمسك العراق بسيادته واستقلال قراره الوطني، دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الإدارة الأميركية إلى تجنّب أي خطوات أو قرارات أحادية الجانب خارج إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين، وذلك على خلفية العقوبات الأميركية الأخيرة التي طالت شركة "المهندس" وعدداً من الشخصيات العراقية.
وجاءت دعوة السوداني خلال اتصالٍ هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ناقش خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومواصلة الجهود لترسيخ الشراكة المتعددة الأبعاد في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية.
حوار متوازن لا إملاءات
وأكد السوداني، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، حرص حكومته على استمرار التعاون مع واشنطن والمضي في تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات المشتركة، خصوصاً في مجال توسيع الروابط الاقتصادية وتهيئة المناخ الاستثماري أمام الشركات الأميركية. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن العلاقات الودية لا يمكن أن تُبنى على قرارات منفردة تمسّ السيادة العراقية، مشيراً إلى أن التواصل والحوار هو السبيل الوحيد لضمان المصالح المشتركة.
وتأتي تصريحات السوداني بعد إعلان الحكومة العراقية رفضها الرسمي للعقوبات الأميركية الجديدة، التي فرضتها وزارة الخزانة على شركة "المهندس" التابعة لهيئة الحشد الشعبي وعدد من الأفراد العراقيين، بتهم تتعلق بدعم إيران وتهريب الأسلحة.
الحكومة تعدها إجراءات مؤسفة
ووصف المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، تلك الإجراءات بأنها "أحادية ومؤسفة للغاية"، مؤكداً أنها تتنافى مع روح الصداقة والاحترام المتبادل بين بغداد وواشنطن، موضحاً أن العراق لم يُستشر مسبقاً بشأن هذه الخطوة.
كما أعلن العوادي عن تشكيل لجنة وطنية عليا لمراجعة القضية تضم ممثلين عن وزارة المالية وهيئة النزاهة والبنك المركزي وديوان الرقابة المالية، لتقديم توصياتها خلال ثلاثين يوماً، في إشارة إلى تحرك رسمي من بغداد لحماية مؤسساتها من أي تبعات.
سياسة توازن وشراكة لا تبعية
وبينما تؤكد وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات تستهدف "جماعات مدعومة من إيران مسؤولة عن مقتل أميركيين وتقويض الحكومة العراقية"، ترى أوساط سياسية في بغداد أن خطوات واشنطن الأخيرة قد تعقّد مسار الحوار بين البلدين، خصوصاً في ظل حرص السوداني على ترسيخ علاقة متوازنة تحفظ مصالح العراق وتمنع زجه في صراعات المحاور.
ويرى مراقبون أن موقف السوداني الأخير يعكس توجهاً ثابتاً في سياسته الخارجية يقوم على مبدأ الندية والتشاور، بعيداً عن الاصطفافات، وأنه يسعى لترسيخ صورة العراق كدولة ذات قرار مستقل وشريك فاعل لا تابع.