السوداني يتحدث بثقة العالم: العراق لم يعد يتأثر بالأزمات.. بل يصنع التوازن الإقليمي

اليوم, 12:06
1 365

ترجمة-سنترال


في مقابلة خاصة أجرتها مجلة نيوزويك الأميركية داخل القصر الجمهوري في بغداد بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر، ترجمها "سنترال"، قدّم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني صورة شاملة عن مسار حكومته وإنجازاتها، ورؤيته للمستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، مؤكداً أن “المرحلة المقبلة ستكرّس الاستدامة والاستقرار، وتحوّل العراق إلى قوة إقليمية فاعلة بعد عقود من الاضطرابات.”

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

حكومة أنجزت ما عجزت عنه الإدارات السابقة

السوداني، الذي تولّى رئاسة الحكومة في تشرين الأول/أكتوبر 2022، أوضح أن ولايته التي كانت محددة بعام واحد امتدت إلى ثلاث سنوات “نتيجة النجاح الملموس في الأداء الحكومي.”



وأشار إلى أن حكومته أنجزت أول إحصاء سكاني شامل منذ عام 1987، بعد تأجيلات دامت أكثر من عقد، موضحاً أن الإحصاء تم بإشراف الأمم المتحدة التي أشادت بـ “الدقة والشفافية العالية للتجربة العراقية”.


وبيّن أن أهمية هذا المشروع تكمن في كونه “قاعدة بيانات استراتيجية لجميع خطط التنمية المستقبلية”، مشيراً إلى أن عدة دول أبدت اهتمامها بالاستفادة من التجربة العراقية.

كما تطرق إلى نجاح تنظيم الانتخابات المحلية لأول مرة منذ عام 2013، بما في ذلك محافظة كركوك التي لم تشهد انتخابات منذ عام 2005، مؤكداً أن حكومته “حققت توافقاً تاريخياً بين العرب والكرد والتركمان” لتشكيل إدارة محلية تمثل جميع مكونات المحافظة.


القرار السيادي العراقي خط أحمر


السوداني اعتبر أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون نقطة تحول ديمقراطية في تاريخ العراق الحديث، مشيراً إلى أن الناخب العراقي بات “يبحث عن البرامج الواقعية لا الانتماءات الطائفية أو القومية.”


وقال إن ائتلافه، “الإعمار والتنمية”، يدخل الانتخابات “بثقة عالية مستنداً إلى منجزات ملموسة وليست وعوداً نظرية.”



وأضاف أن تسجيل أكثر من خمسة ملايين ناخب جديد منذ عام 2023 يعكس ارتفاعاً غير مسبوق في الوعي السياسي والمشاركة الشعبية، ما يؤكد أن “العراقيين اليوم يصوّتون من أجل مستقبل أفضل لا من أجل الاصطفاف.”


وشدد السوداني، على أن “القرار السيادي العراقي خط أحمر، وقرار الحرب أو السلم هو بيد الدولة العراقية وحدها.”


من "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً" إلى "اجعل العراق عظيماً مجدداً"


شبّه المراسل الأميركي شعار ترامب الشهير بشعار موازٍ في العراق، فأجاب السوداني بأن “العراق لم يفقد عظمته، بل يستعيدها الآن.”


وقال إن العراق “أمة حضارية تمتد جذورها إلى سبعة آلاف عام، وقانون حمورابي كان أول قانون للبشرية، وهذا الإرث يسري في دماء العراقيين.”


وأشار إلى أن مئوية الدستور العراقي (1925–2025) ستكون منطلقاً لرؤية “العراق 2050”، وهي خطة وطنية استراتيجية تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.


وأضاف أن 60% من سكان العراق هم من الشباب، “وهم الثروة الحقيقية التي سنبني بها عراق المستقبل المزدهر والمستقر.”


من الاضطراب إلى محور الاستقرار


اختتم السوداني حديثه بالتأكيد على أن العراق أصبح “جزءاً من جهود الإقليم لإرساء الأمن المستدام بعد أن كان يُنظر إليه كمصدر توتر.”


وقال إن المرحلة المقبلة “تمثل فرصة تاريخية لبناء علاقة مثالية مع الولايات المتحدة في ظل قيادة الرئيس ترامب، تقوم على الاستثمار، والتبادل الاقتصادي، وتحويل العراق إلى مركز إقليمي للنمو.”


وختم بالقول: “قوة قرارات ترامب ورؤيته الاقتصادية تتيح للعراق شراكة متقدمة تثمر نهضة تنموية حقيقية، وتجعل العراق عنصراً فاعلاً في استقرار المنطقة.”