كشف تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية، عن تزايد نسبة الجنود البريطانيين القدامى الذين يسعون الى الحصول على الدعم لصحتهمالنفسية نتيجة لما سببته لهم حرب العراق وافغانستان.
ونقل التقرير عن مؤسسة "كومبات ستريس" الخيرية البريطانية للصحة النفسية، اعلانها انها خلصت الى ان هناك زيادة بنسبة 44 % فيعدد الجنود القدامى الساعين الى الحصول على علاج لحالات صحتهم العقلية، بما في ذلك ما يسمى حالات اضطراب الاجهاد المعقد بعدالصدمة، منذ العام 2020.
وبحسب المؤسسة الخيرية، فأن الحالات الجديدة تتزايد على اساس سنوي منذ العام 2021، وان المؤسسة تلقت 776 حالة جديدة منالجنود القدامى منذ العام 2023 وصولا الى الان، في حين جرت احالة 677 من عناصر جديدة من افراد الخدمة العسكرية القدامىللحصول على المساعدة النفسية بين عامي 2022 و2023.
ولفت التقرير الى ان "ذلك يشكل زيادة من 672 في عامي 2021 و2022، وزيادة اضافية من 539 احالة جديدة في عامي 2020 و2021".
رسالة مفتوحة
واشار التقرير الى ان "هذه النتائج الجديدة دفعت القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال بيتر وول، وغيره من كبار القادة العسكريين،الى توجيه رسالة مفتوحة حول الصحة العقلية للجنود القدامى".
ونقل التقرير عن الجنرال بيتر، وهو رئيس "كومابت ستريس"، قوله إن "اقلية صغيرة من اولئك الذين يخدمون في الجيش، يواجهون تحدياتمعقدة في مجال الصحة النفسية، ومن مسؤوليتنا كدولة ان نضمن توفير العلاج المتخصص والدعم للجنود القدامى لكي يتمكنوا من التعافيفي اقصر وقت، وان عدم القيام بذلك، يعتبر تصرفا مهملا بالكامل".
وتابع التقرير ان "نتائج المؤسسة الخيرية جاءت في وقت هناك تقديرات بان قدامى الجنود في حروب العراق وافغانستان ممن يحتاجون الىمساعدة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، سوف يستكملون علاجهم بحلول العام 2024، في حين نسبة صغيرة من البريطانيين كانت تعتقدان الجنود القدامى سيحتاجون الى اكثر من 10 سنوات قبل طلب علاج الصحة النفسية.
الا ان "كومابت ستريس" تخلص في دراسة لها الى ان الجنود القدامى يسعون للحصول على علاج من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد،بعد مرور 13 سنة في المتوسط على خروجهم من الخدمة العسكرية.
اضطراب معقد
ونقل التقرير عن استشاري الطب النفسي ومدير الابحاث في "كومبات ستريس" البروفيسور والتر بوسوتيل، قوله، إن "اضطراب ما بعدالصدمة المعروف باسم "PTSD" هو حالة نفسية حادة يمكن ان يكون لها تاثير كبير، مما يجعل الجنود القدامى يستعيدون كثيرا الصدمةالتي تعرضوا لها ، لدرجة انهم قد يجدون صعوبة في التعايش مع حياتهم المدنية".
واضاف قائلا، هناك "حاجة الى مزيد من الوعي عندما يتعلق الامر بالصحة النفسية للجنود القدامى".
وتناول التقرير تجرية الجندي السابق سيمون ستانلي الذي خدم في الجيش لمدة 10 سنوات، بما في ذلك في حرب العراق العام 2003،وجرى تسريحه من الخدمة في العام 2013، وبدأ يعاني من مشاكل في صحته النفسية حيث طلب المساعدة من مؤسسة "كومابتستريس" لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة في العام 2022.
ونقل التقرير عن ستانلي قوله، إن "الجلسات كانت رائعة، وفككنا كل الصدمات في حياتي وعندها بدأت ادرك اين مكمن الخطأ"، مشيراالى ان "معالجه النفسي بدأ بتطبيق اسلوب "الحقيق او غير الحقيقي" ليساعده على التمييز بين ما يجري حوله كسماعه مثلا صوت ارتدادطابة مطاطية يلهو بها ابنه، وتمييزها على انها ليست صوت طلقة من مدفع.
واضاف ان ذلك كان "مفيدا بالفعل بالنسبة لي، ويساعدني على المضي قدما".
المصدر : وكالة شفق نيوز