تفاجأ العراقيون مما حصل مع السياسي محمود ملا طلال والذي خرج أمس السبت، من السجن بعد 6 سنوات قضاها بعدما القي القبض عليه متلبسا بالرشوة، حيث خرج تلقفه المئات من اهالي مدينة العزيزية التي يسكنها بـ"الصلوات والهلاهل" في تناقض مجتمعي غريب حيث يشتكي الأهالي من الفساد والفاسدين.
ويقول صحفيون وناشطون، إن "السوشيال ميديا كشفت حجم انحطاط القيم المجتمعية. واين أوصلت عقود من الفساد والدكتاتوريات وبعدها المتاجرة بالقومية والدين والمذهب هذا الشعب... الاخلاق والالتزام الديني والقيمي والانساني تكاد تتلاشى".
وتهكماً على الموضوع، كتب احد المنتقدين، إن "اعتقال ملا طلال في ديسمبر 2019 مع بداية تفشي وباء كورونا يأتي لمصلحته والحفاظ عليه داخل السجن من الوباء القاتل، ويأتي إطلاق سراح الحجي بعد زوال خطر الوباء وحاجة حكومة الخدمات لعقليته الإدارية الجبارة التي استطاع من خلالها اقناع الكوت أنه نزيه وفاز بالبرلمان رغم فشله كمحافظ، وليس هذا فقط بل حتى بعد اعتقاله واطلاق سراحه لاقى ترحيباً واسعاً من قبل الشعب المبيوك".
وحكمت محكمة جنائية مركزية في بغداد، الثلاثاء، 17 كانون الاول ديسمبر 2019، بالسجن ست سنوات على النائب محمود ملا طلال، بعدما ألقي القبض عليه خلال "كمين محكم" من قبل هيئة النزاهة في شهر تشرين الثاني 2019.
وقال مصدر، إن "النائب المدان وافق على تسلم مبلغ 150 ألف دولار من الشركة العاملة ضمن وزارة الصناعة، عبر وسيط، كدفعة أولى من مبلغ قدره 250 ألف دولار، للتراجع عن الاستجواب".
وبعد تسلم شكوى، قام عناصر من هيئة النزاهة، وهي هيئة حكومية لمكافحة الفساد في دوائر الدولة، بترتيب كمين محكم للنائب، وسلموا المبلغ إلى الوسيط الذي قام بتسليمه إلى ملا طلال في منزله في الجادرية، وداهموا المنزل على الفور وعثروا على المبلغ بالكامل داخل سيارته، وفق المصدر نفسه.
وجرت العملية قبل يوم واحد من الجلسة المقررة، لاستجواب وزير الصناعة، الذي تؤكد بعض المصادر مساهمته في ترتيب الكمين.