يعتاد العراقيون في كل عيد أضحى على شراء الأضاحي، لكن هذا العام يشهد ارتفاعاً قياسياً وجنونياً باسعار اللحوم حيث ارتفعت بنسبة تصل إلى أكثر من 50% قياساً مع الاعوام السابقة، وهو ما دفع ذوو الدخل المحدود والاسر الفقيرة الى عدم شراء تلك الأضاحي.
ركود
وتشهد الأسواق ركوداً واضحاً بسبب قلة الطلب وارتفاع الأسعار، وأوضح المختص بشؤون الثروة الحيوانية ماجد الطليحي، أن "أسعار الأضاحي هذا الموسم ارتفعت بنسبة تصل إلى أكثر من 50% قياساً مع العيد الماضي".
وقال الطليحي، إن "أسعار الأغنام تتراوح بين 400 و500 ألف دينار (305 إلى 381 دولارا) للخروف الواحد، وأكثر من 2.5 مليون دينار للعجل الواحد".
وأشار إلى أن "طبيعة البيع تختلف في العراق من منطقة لأخرى، حيث يتم البيع في الشمال عن طريق وزن الخروف، فيما تتبع أسواق الوسط البيع بالمزاد".
وأضاف الطليحي أن "ارتفاع الأسعار جاء نتيجة هجرة الكثير من المربين وتركهم العمل في هذا المجال، بسبب الجفاف وقلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف، فضلاً عن انعدام الدعم المقدم من قبل وزارة الزراعة لقطاع الثروة الحيوانية".
قرار حكومي
وكان المجلس الوزاري للاقتصاد، وافق يوم الاثنين، 26 شباط 2024، على توصية وزارة الزراعة بتخفيض الرسوم الجمركية لاستيراد اللحوم الحمراء بنسبة 50%.
وذكرت الوزارة في بيان أن “المجلس أوصى مجلس الوزراء بتخفيض الرسوم الكمركية على الحيوانات الحية المستوردة لأغراض الذبح والتربية (المواشي والاغنام) بنسبة 50% ولمدة سنة واحدة”.
ولفتت الوزارة الى أنها “اتخذت عدّة اجراءات لمعالجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق المحلية ومنها تشجيع الاستثمار في الثروة الحيوانية وتسهيل نقل المواشي بين المحافظات وتسهيل اجراءات الإستيراد”.
ورغم صدور القرار الحكومي إلا أن أسعار اللحوم الحمراء بقت على حالها مسجلة ارتفاعاً يوماً تلو الآخر.
عزوف المواطنين
ويقول مواطنون، إن "هناك فارقا كبيرا في أسعار المواشي هذا الموسم عن المواسم السابقة، وهذه الأسعار المتداولة تفوق قدرة الكثير من المواطنين، وخاصة من الموظفين وأصحاب الدخل المحدود".
ويوضحون أن "هناك أيضا مخاوف كبيرة لدى المواطنين من انتشار الحمّى النزفية والأمراض التي أصابت المواشي بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
ويقول الباحث الاقتصادي، علي العامري، إن "سعر الطن الواحد من العلف الحيواني المستورد تجاوز 1.3 مليون دينار عراقي، فيما تتجاهل الحكومة معاناة المربين والمنتجين الذين تكبدوا خسائر فادحة".
وبيّن أن "الوزارات والمؤسسات المعنية في الحكومات المتعاقبة بعد سنة 2003، لم تتمكن من العمل بشكل منطقي لتطوير الإنتاج الحيواني، كما أن الموازنة التي تم إقرارها أخيرا، خلت تماماً من مخصصات لتطوير وتنمية قطاع الثروة الحيوانية".
وأضاف العامري أن "ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق الآن هو حالة طبيعية، باعتبار أن هذه الأيام هي موسم أشبه بجني الحصاد بالنسبة للمربين، حيث يصل البيع إلى ذروته قبل العيد بأيام قليلة، الأمر الذي يترافق مع الإجازة والتواصل العائلي وإعداد الولائم التي اعتاد عليها العراقيون في مثل هذه الأيام".
وأشار إلى أن "العزوف الحاصل، لأن الفئة الأكبر في المجتمع العراقي هم من أصحاب الدخل المحدود أو ممن هم دون مستوى خط الفقر، ولم يتمكنوا من شراء الأضاحي".