أسعار المواشي "الجنونية" تنغص فرحة العراقيين في العيد.. والركود سيد الموقف

12:17, 17/06/2024
164

تشهد أسواق بيع المواشي في العراق، ارتفاعاً في أسعار الأضاحي مع حلول عيد الأضحى المبارك، ما أثار استياء العديد من الأسر وخاصة من ذوي الدخل المحدود التي تحتفل بهذه المناسبة الدينية المهمة.


ويمثل عيد الأضحى مناسبة دينية هامة لدى المسلمين، ويعتبر شراء الأضاحي جزءاً من تقاليد الاحتفال بهذه المناسبة، حيث يتم توزيع لحوم الأضاحي على الأقارب والفقراء والمحتاجين، مما يعزز من قيم التكافل الاجتماعي.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



ويحرص المسلمون في العالم على شعيرة الأضحية، وهي الأهم خلال عيد الأضحى لمن لم يؤد فريضة الحج، في وقت ارتفع فيه التضخم وصار من الصعب شراء الأضاحي بسبب الزيادة الكبيرة في الأسعار.


أسعار بمبالغ كبيرة 


ووفقاً لشهادات المواطنين، فإن أدنى سعر للأضحية بشكل عام في العراق يبلغ 300 ألف دينار (نحو 200 دولار) ويبلغ الحد الأعلى 450 ألف دينار (نحو 300 دولار)، لكن في محافظات الفرات الأوسط يبلغ الحد الأدنى للأضحية 350 ألف دينار (أي نحو 240 دولاراً)، ويبلغ الحد الأعلى 650 ألف دينار (نحو 440 دولاراً).


أما في إقليم كردستان، فقد بلغ سعر الخروف الصغير الذي تخطى عمره ستة أشهر، وهو الحد الأدنى لعمر الأضحية، حدود 250 ألف دينار (نحو 170 دولاراً)، فيما بلغ سعر الكبش الكبير 500 ألف دينار (نحو 340 دولاراً).


ورغم هذا التفاوت في الأسعار، لكنها تعد مبلغاً كبيراً بالنسبة للعديد من العائلات ذات الدخل المحدود والمتوسط، ما يجعل من الصعب عليهم شراء الأضاحي.


الاسعار ترتفع 


ويؤكد (محمد) بائع غنم من محافظة بابل، أن "أسعار المواشي مرتفعة قبل العيد، لكنها ارتفعت هذه الأيام أكثر نظراً لزيادة الإقبال عليها"، عازياً هذا الارتفاع إلى "أصحاب الأغنام، فهم يصعدون الأسعار في كل عام تزامناً مع عيد الأضحى".


الاعمال الخيرية لاتتوقف 


وفي ظل ارتفاع أسعار الأضاحي تقوم فرق تطوعية ومنظمات إنسانية وجهات خيرية بجمع الأضاحي في بعض المناطق ونقلها إلى مدن أخرى لتوزيعها على المستحقين والمحتاجين في تلك المدن، كما هو الحال مع الناشطة أنعام الحمداني من محافظة كربلاء التي توزع اللحوم التي تردها من بعض العائلات الغنية وفق حصص متساوية على الفقراء.


وتشير الحمداني، إلى أن "بعض الأسر تتبرع بأموال إلى أهالي غزة، ونقوم بجمعها وإرسالها إلى الجهات المعنية لإيصالها إليهم".


ركود في كركوك 


وفي كركوك، يشهد قطاع المواشي حالة من الركود بفعل ارتفاع أسعار المواشي، حيث لم ينجح عيد الأضحى في إحياء السوق كما هو متوقع، بسبب غياب ضابط يحدد الأسعار وزيادة الطلب على المواشي.


وداخل سوق بيع الأضاحي بشارع الكورنيش، المعقل التقليدي لتجارة الأضاحي في كركوك، يعبر جنكيز غريب، بائع الماشية، عن قلقه من الارتفاع المستمر في أسعار الأضاحي.


ويشير غريب إلى أن الأسعار تتراوح بين 300 إلى 400 دولار للأضحية، مع تزايد الطلب وقلة المعروض، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار هذا العام.


المحلية أم المستورد


من جهته، أكد زهير علي، مدير زراعة كركوك، أن الأغنام المحلية شهدت طلباً مرتفعاً، ما دفع وزارة الزراعة للسماح بالاستيراد من الدول المجاورة بهدف توفير اللحوم والسيطرة على الأسعار الارتفاعية.


من ناحية أخرى، أوضح فلاح خليل يايجلي، قائممقام كركوك ورئيس لجنة مراقبة الأسعار، أن السلطات تراقب عن كثب أسعار اللحوم والمواشي، مؤكداً على منع تربية المواشي والذبح الخارجي داخل المدن لحماية الصحة العامة ومنع انتقال الأمراض.


من جهته، أشار تاجر المواشي رعد محمود إلى ثبات الأسعار على مدار العام الحالي، حيث تتراوح أسعار الأبقار بين 1000 و2500 دولار، مع توقعات بالاستمرار في هذا المستوى في الفترة القادمة.


يرى الخبراء أن التحديات التي تواجه قطاع المواشي تتطلب إجراءات حكومية فورية لضبط الأسعار وتوفير المواشي بكميات كافية لتلبية الطلب المتزايد خلال موسم الأضاحي.


وتعد الأضحية (الإبل أو البقر أو الغنم) من المستحبات المؤكدة في روايات دينية عديدة، ولها فضل وأجر كبير، وفق السيد د.أحمد الياسري، مبيناً أن "وقت الأضحية عند شروق شمس العيد، ويفضل أن تكون بعد صلاة العيد".


ويضيف الياسري، أنه "يجوز للإنسان أن يضحي عن نفسه، كما يجوز أن يشرك في الأضحية أحياءً وأمواتاً من عائلته وأقربائه"، موضحاً أن "الأضحية تقسم على ثلاثة أقسام، ثلث لصاحب الأضحية، وثلث يعطى للمؤمنين، والثلث الأخير يعطى لفقراء المسلمين ومساكينهم". 


جدير بالذكر أن وزارة الصحة العراقية أوصت، في وقت سابق، بعدم ذبح الأضاحي بالمنازل تجنباً للإصابة بالحمى النزفية، وبينما دعت الجزارين والعاملين في محالّ القصابة إلى "الالتزام بالمعايير الصحية من ارتداء الكفوف والملابس الواقية وغسل المكان من مخلفات الحيوانات"، شددت على ربَّات البيوت الالتزام بـ"التعليمات الصحية عند التعامل مع اللحوم من خلال ارتداء الكفوف وتعقيم المواد التي تستخدم في تقطيع اللحوم بصورة عامة".