تتوالي التنديدات الحكومية والسياسية والشعبية بالقصف الأمريكي الذي استهدف مقرات للحشد الشعبي في محافظتي بابل وواسط وأدى إلى سقوط شهيد و18 مصاباً، وسط دعوات لتطبيق قرار البرلمان القاضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق.
وأضاف البيان أن "الحكومة العراقية تدين ما جرى فجر اليوم الثلاثاء 26- كانون الأول- 2023، من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأمريكي تحت عنوان الرّد، وأدى إلى استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين بضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائي واضح، وغير بنّاء، ولا يصبّ في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار، ويعمل بالضدّ مما هو معلن من رغبة الجانب الأمريكي في تعزيز العلاقات مع العراق".
كما أعتبر البيان أن "هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثل مساساً مرفوضاً بالسيادة العراقية".
وتابع البيان "لقد نجحت قواتنا الأمنية في بسط الأمن والاستقرار بربوع بلادنا، وتحقق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، التي لم تعد تشكل تهديداً للأمن الوطني العراقي، وبالتالي فإن المحافظة على ثمار هذا الانتصار من صلب أولوياتنا الأمنية والستراتيجية، ولن نسمح لأي طرف بالمساس بما تحقق وترسّخ عبر آلاف التضحيات الغالية".
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق من فجر اليوم، أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وجّه بشن ضربات جوية على ثلاثة مواقع تابعة لكتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق، وذلك رداً على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في اربيل واسفر عن اصابة ثلاثة جنود أمريكيين.
إخراج القوات الأمريكية
بدوره، طالب رئيس تحالف نبني هادي العامري، يوم الثلاثاء، الحكومة العراقية، بتحديد جدول زمني لخروج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، في الوقت الذي أدان فيه القصف الأمريكي لمقرات تابعة لكتائب حزب الله في محافظة بابل.
وقال العامري، في بيان، إنه "نجدد ادانتنا وشجبنا الشديدين لتكرار الأعمال العدائية الأمريكية، وانتهاكها الصارخ لسيادة وكرامة العراق، وسفك دماء أبنائه. والتي تجسدت فجر هذا اليوم بالهجمات الوحشية في محافظتي بابل وواسط، وتسببت بإستشهاد وإصابة العديد من منتسبي القوات الأمنية العراقية من أبنائنا في الحشد الشعبي ووزارة الداخلية".
وأكد العامري أنه "لا حلّ ولا نهاية لهذه الإعتداءات الآثمة الّا بخروج القوات الأجنبية من العراق، وتحقيق السيادة الكاملة. وعلى الحكومة العراقية تحديد جدولٍ زمني لمغادرة هذه القوات في أقرب فرصة، إذ لاحاجة لوجودها، بل إن وجودها بات يشكل عامل دمارٍ لبلدنا، وقتلٍ لأبنائنا".
مطالبات بإجراءات رادعة
من جانبها، طالبت حركة النجباء الحكومة العراقية بإجراءات "رادعة لمثل هكذا أعمال عدائية".
وقالت الحركة في بيان اليوم، "إننا نطالب وبشدة الحكومة والقوى السياسية العراقية بتحمل مسؤوليتها والقيام بواجباتها، وتطبيق قرار مجلس النواب القاضي بإخراج قوات الاحتلال من ارض العراق كافة إضافة إلى اجراءات أُخرى تكون رادعة لمثل هكذا أعمال، وضامنة لعدم تكرارها".
وأضاف البيان "أن المقاومة الاسلامية ماضية في تنفيذ العمليات الجهادية حتى خروج آخر جندي محتل من أرض العراق".