جرائم حرب مروعة.. قوات خاصة بريطانية أعدمت معتقلين وأطفالًا بدم بارد في العراق وأفغانستان

اليوم, 13:19
524

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، من خلال تحقيق أعده برنامج "بانوراما"، عن جرائم حرب يُعتقد أن أفرادًا من القوات الخاصة البريطانية ارتكبوها على مدى عشر سنوات في كل من العراق وأفغانستان. وقد تضمنت هذه الجرائم عمليات إعدام ميدانية لمعتقلين، بعضهم أطفال، في مشاهد تصفها الشهادات بـ"الوحشية" وتدل على عقلية "عصابات" لا تلتزم بأي معايير قانونية أو إنسانية.

 

التحقيق الذي استند إلى شهادات أكثر من 30 عنصرًا سابقًا في القوات الخاصة، يميط اللثام عن سلوك مروع مارسته وحدات النخبة مثل "SAS" و"SBS"، حيث اتضح أن القتل خارج إطار القانون أصبح سلوكًا ممنهجًا، ويمارس بشكل روتيني خلال العمليات العسكرية.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

أساليب تنفيذ الإعدامات والتلاعب بالأدلة

 

تضمنت الشهادات تفاصيل مرعبة عن كيفية تنفيذ الإعدامات. كان الجنود، وفقًا لشهود عيان، يقومون بتقييد المعتقلين، ثم إطلاق النار عليهم بدم بارد، قبل إزالة القيود ووضع أسلحة بجوار الجثث، لتبدو كأنهم قتلوا في اشتباكات. أحد الجنود السابقين أكد أنه شهد قتل طفل مقيد رغم أن ملامحه كانت توضح أنه دون سن القتال.

 

وأفاد عدد من الشهود أن بعض الجنود كانوا مدفوعين بـ"رغبة إدمانية في القتل"، لدرجة أن بعضهم كان يسعى لتنفيذ عملية قتل في كل مهمة تقريبًا. كما استخدمت القوات أساليب تمويه لإخفاء الجرائم، مثل زرع قنابل وهمية أو بنادق من طراز "AK-47" بجوار الجثث.

 

تواطؤ القيادة وتكرار التحذيرات دون رد

 

التحقيق أشار إلى أن هذه الانتهاكات لم تكن معزولة أو خفية عن القيادة العليا، بل كانت هناك معرفة واسعة بها ضمن هيكل القيادة في القوات الخاصة. وأوضحت بعض الشهادات أن كبار الضباط أصدروا أوامر صريحة بقتل المعتقلين قائلين "لن يعود إلى القاعدة معنا"، في إشارة إلى نية القتل المتعمدة.

 

كما كشف التقرير أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ديفيد كاميرون، تلقى تحذيرات متكررة بشأن هذه الانتهاكات خلال زياراته إلى أفغانستان بين 2010 و2013، وهي الفترة التي تخضع حاليًا لتحقيق رسمي. وكان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي قد أثار هذه المخاوف مع الجانب البريطاني، لكن لم يتم اتخاذ إجراءات واضحة.

 

جرائم متسلسلة وتنافس دموي بين الجنود

 

أفادت تقارير بأن بعض الجنود كانوا يحتفظون بسجلات شخصية لأعداد القتلى الذين سقطوا بأيديهم خلال المهام، حتى أن بعضهم قتل العشرات خلال فترة وجيزة. أحد الجنود السابقين قال إن ضابطًا في وحدته "كان مختلًا عقليًا على ما يبدو" وكان يتعمد القتل في كل عملية.

 

وأورد التحقيق أيضًا أن القوات الخاصة البحرية البريطانية (SBS) تورطت لأول مرة في أخطر هذه الانتهاكات، بما في ذلك تصفية الجرحى والأشخاص العزل، في عمليات وصفت بالوحشية وغير القانونية. أحد الشهود ذكر أن الجنود اعتادوا على دخول المباني وإطلاق النار على كل من بداخلها أثناء نومهم، دون تمييز أو إنذار.