"طريق التنمية".. العراق على أعتاب تحوّل استراتيجي نحو قلب الاقتصاد العالمي

أمس, 17:17
1 187

في مشهد غير مسبوق من التوجهات الاقتصادية الطموحة تضع الحكومة العراقية كامل ثقلها خلف مشروع استراتيجي يحمل اسمًا كبيرًا "طريق التنمية" المشروع لا يقتصر على كونه ممراً للنقل أو سكة حديد جديدة بل هو رؤية شاملة لإعادة رسم موقع العراق على خريطة التجارة العالمية وتحويله إلى محور لوجستي يربط الشرق بالغرب ويغيّر موازين النفوذ التجاري في المنطقة. 


مشروع "طريق التنمية" الذي أعلنت عنه الحكومة العراقية يُعدّ اليوم أحد أكبر المشاريع التنموية في تاريخ البلاد الحديث يمتد المشروع من ميناء الفاو الكبير في أقصى الجنوب العراقي صعودًا عبر عدة محافظات وصولًا إلى الحدود التركية حيث سيكون نقطة التقاء مع الطرق الدولية المتجهة إلى أوروبا وآسيا. 

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



المتحدث باسم وزارة النقل ميثم الصافي وصف المشروع بأنه ليس مجرد ممر عبور للبضائع بل خطة وطنية لإعادة تموضع العراق كمركز اقتصادي عالمي وأوضح أن المشروع يعتمد على شبكة طرق برية وسكك حديد متطورة مرتبطة بشكل مباشر بالميناء والمدينة الاقتصادية المجاورة له ما يخلق سلسلة لوجستية متكاملة لا مثيل لها في المنطقة. 


البنية التحتية.. عماد الطريق نحو التغيير


يرتكز "طريق التنمية" على بنية تحتية ضخمة تشمل 1200 كيلومتر من السكك الحديد والطرق السريعة وأكثر من 12 محطة ومحور نقل متعدد الوظائف والربط بموانئ ومطارات استراتيجية مثل بغداد البصرة النجف الموصل إضافة إلى مطاري كربلاء والناصرية المرتقبين ومدن اقتصادية وصناعية وسكنية على طول المسار. 


كل هذه المكونات تهدف إلى خلق بيئة جاذبة للاستثمار وممر آمن وسريع للبضائع والخدمات يخدم الأسواق العراقية والدول المجاورة. 


100 ألف فرصة عمل.. تحفيز السوق الداخلي


لا يقتصر أثر المشروع على الأبعاد الإقليمية والدولية فقط بل يلامس الواقع المعيشي للمواطن العراقي فبحسب تصريحات وزارة النقل فإن المشروع سيوفر ما لا يقل عن 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة مما يساهم في تقليص معدلات البطالة وتحفيز القطاع الخاص المحلي. 


كما يُتوقع أن يسهم المشروع في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص استثمارية في الزراعة والصناعة والنقل والخدمات اللوجستية مما يدفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو مزيد من الاكتفاء الذاتي والإنتاجية. 


البوابة الجوية للعراق.. ربط ذكي بالمطارات


من بين أهم مزايا المشروع الربط المباشر مع عدد من المطارات العراقية ما سيحولها إلى محطات ترانزيت إقليمية لنقل الركاب والبضائع ويوفر حلولاً متكاملة للشحن الجوي والبري ويقول الصافي إن هذا التكامل في البنية التحتية يعزز من قدرة العراق على لعب دور محوري في منظومة النقل العالمية. 


من جانبه يؤكد الخبير الاقتصادي علي الطائي، أن المشروع يُعدّ نقطة تحول استراتيجية إذ يتجاوز الدور التقليدي للعراق كمستهلك إلى دوره كممر حيوي وفاعل في سلاسل الإمداد العالمية هذا النوع من المشاريع هو ما يصنع النفوذ الحقيقي للدول في العصر الحديث. 


ويضيف أن، العراق يمتلك الموقع الجغرافي والثروات والقوة البشرية ما كان ينقصه هو الرؤية واليوم يبدو أن الرؤية بدأت تتجسد. 


ورغم الطموحات الكبيرة يواجه المشروع تحديات عدة أبرزها التمويل والاستثمار طويل الأمد والبيئة الأمنية في بعض المناطق والبيروقراطية وتعقيد الإجراءات، إلا أن الحكومة العراقية تؤكد عزمها على تذليل هذه العقبات من خلال شراكات دولية وإقليمية وتحديث التشريعات المتعلقة بالاستثمار وتسهيل الإجراءات أمام الشركات العالمية الراغبة بالمساهمة.