اعتقلوا "عُراة".. تقرير أمريكي يتحدث عن "مصير مجهول" لفلسطينيين مدنيين احتجزتهم إسرائيل

14:50, 10/12/2023
79

كشف تقرير أمريكي، يوم الأحد، 10 كانون الأول، 2023، عن احتجاز القوات الإسرائيلية لفلسطينيين مدنيين بعضهم اعتقلوا "عُراة"، مشيراً إلى أن مصيرهم "مجهول".

وقال أقارب وعائلات معتقلين في أكثر من اثنتي عشرة مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت العديد من المدنيين، خلال نزوحهم جنوبا أو في مداهمات بشمال قطاع غزة


ووفقا للمقابلات التي أجرتها الصحيفة الأميركية، احتُجز بعضهم لساعات، في الخارج أو في مقطورات معدنية للتحقيق، ثم أطلق سراحهم، فيما اختفى آخرون ولم يعودوا.

"أكثر من 3 آلاف تقرير"

وكشف أقارب عدد من المحتجزين، أنهم "رأو أشخاصا لا علاقة لهم بحماس أو الجماعات المسلحة يقودهم جنود إسرائيليون تحت تهديد السلاح، ولم يسمعوا شيئًا منهم منذ ذلك الحين".

ياسر عليان، أحد سكان شمال القطاع، يقول إن آخر مرة رأى فيها، أحمد اللحمان، البالغ من العمر 20 عاما، والذي وصفه بأنه بمثابة ابنه، كانت في 20 نوفمبر الماضي، خلال فرار الأسرة من بيت لاهيا وسيرهم نحو الجنوب على طول طريق صلاح الدين، الذي طلبت إسرائيل من السكان سلوكه نحو المناطق الجنوبية.

ويوضح عليان، أنه عند الوصول إلى نقطة تفتيش، طُلب أحمد للتحقيق معه، ومنذ ذلك الحين لم يره بعد.

وقال عليان، إن الأسرة ظلت تنتظره لساعات، حتى أطلق الجنود الإسرائيليون النار في اتجاههم وحذروهم للمغادرة

وقال أحد الأقارب الذي اعتقل مع أحمد، لكن أطلق سراحه في ذلك اليوم، إنه أجبر مع الشاب البالغ من العمر 20 عاما، على خلع ملابسه الداخلية والمرور  أمام، ما بدا أنه ماسح ضوئي للتعرف على الوجه.

وقال عليان إن أحمد "مغني هاو ولم تكن له علاقة بأي منظمات أو توجهات سياسية على الإطلاق، لذلك نشعر بالصدمة والدهشة من اعتقاله"، مشيرا إلى أنه اتصل هو وزوجته بلجنة الصليب الأحمر الدولية مرارا وتكرارا. وقالت المنظمة إنه ليس لديها معلومات.

وأوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سارة ديفيز، أن المنظمة تلقت أكثر من ثلاثة آلاف تقرير عن مفقودين من غزة في الفترة، من السابع من أكتوبر إلى 29 نوفمبر

"المعتقلون العراة"

واعتقل محمود المدهون وابنه البالغ من العمر 13 عاما ووالده البالغ من العمر 72 عاما وعدد من أقاربه الآخرين يوم الخميس. وفي ذلك الصباح، داهمت الدبابات الإسرائيلية منزل الأسرة في بيت لاهيا شمال غزة المشتعل. وأمرهم الجنود هم وعشرات الرجال الآخرين بالخروج.

 وفي مقاطع الفيديو والصور التي بثها التلفزيون الإسرائيلي، الخميس، في وقت الذروة، وانتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر رجال مصطفون جاثين على ركبهم ورؤوسهم إلى الأسفل، وجميعهم يرتدون ملابس داخلية في وسط المدينة.

وفي فيديو متداول، يظهر المدهون (33 عاما) بملابسه الداخلية على الأرض، وسط صف من الرجال.

وقال المدهون للصحيفة، السبت، إنهم جلسوا لساعات قبل أن يقيد الجنود أيديهم ويحملونهم في الشاحنات، قبل نقلهم إلى الشاطئ في مكان ما بين بيت لاهيا وداخل إسرائيل.

وأكد المتحدث الذي قال إنه خشي من عدم عودته أبدا إلى أسرته: "لم يكن أي من الأشخاص الذين اعتقلوهم من حماس أو أي نوع من المقاتلين".

وفي الشاطئ يحكي المدهون، بأن "الجنود شتموهم، وقاموا بفحصهم بما يبدو أنه معدات للتعرف على الوجه وتركوهم بملابسهم الداخلية"، مضيفا أنه "تعرضوا للركل والشتم أيضا عند كانوا يطلبون الطعام أو الماء".

وفي وقت لاحق، بعد منتصف الليل، نقله الجنود مع رجال آخرين إلى مكان أقرب إلى بيت لاهيا وتركوهم هناك يسيرون حفاة.

مع إعلان السلطات الإسرائيلية اعتقال العشرات من الرجال في قطاع غزة، كشف مواطن أميركي من أصول فلسطينية أنه تعرف على عدد من أقاربه بين المعتقلين.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، دون ذكر مصادر، أن مقاطع الفيديو التي نشرت تظهر أعضاء في حركة حماس، غير أن أصدقاء وعائلات العديد من الأشخاص الذين تم تصويرهم، أكدوا أن أقاربهم أخذوا من منازلهم وليس لهم أي صلة بحماس أو أي جماعة مسلحة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، الجمعة، إن الأشخاص الظاهرين في الصور "رجال في سن الخدمة العسكرية"، عثر عليهم في "معاقل حماس" و"المناطق التي كان من المفترض أن يغادرها المدنيون".

وقال: "سيتم استجوابهم وسنحدد من كان بالفعل إرهابيا من حماس ومن لا ينتمي للحركة".

وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، الجمعة، بأن الجيش اعتقل أكثر من 200 مشتبه به خلال الـ 48 ساعة الماضية في غزة، وأحال العشرات للاستجواب.

وتقول وزارة الصحة في غزة، إن إسرائيل احتجزت 31 عاملا طبيا – أطباء وممرضين وسائقي سيارات إسعاف – ولا يزال مكان وجودهم مجهولا.

وأبرز المعتقلين هؤلاء المعتقلين، هو مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه سمح لحماس باستخدام المخابئ تحت المستشفى كمركز قيادة. وتنفي الوزارة والطاقم الطبي هذا الاتهام.

وقالت هانا هيربست، المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، إنها لا تستطيع التعليق على حالات محددة.

"معايير عالية"

ويسمح القانون الدولي للقوات العسكرية باحتجاز المقاتلين. لكن عمر شاكر، مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، قال إنه لا يجوز اعتقال أو احتجاز المدنيين إلا "إذا كانت الضرورة القصوى تفرض ذلك". 

وتابع أنه، يجب توجيه الاتهام للمدنيين خلال 48 ساعة والسماح لهم بتقديم الطعن في احتجازهم، من بين وسائل حماية أخرى، أو إطلاق سراحهم.

وقال شاكر: "يجب أن تكون لديك معايير عالية جدا إذا كنت ستحتجز مدنيين"، مشيرا أنه لا يكفي القول "حسنا، يمكن لأي شخص أن يهاجمنا في أي وقت" من أجل اعتقال أشخاص.

وقالت هيئة السجون الإسرائيلية، هذا الشهر إن 260 من سكان غزة كانوا محتجزين بموجب القانون حتى الأول من ديسمبر

ويحتجز جهاز الشاباك عددا غير معروف من المسلحين الذين اعتقلوا في إسرائيل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر. ومنذ ذلك الحين اعتقلت القوات الإسرائيلية في غزة المزيد من المقاتلين في حربها. كما جرى سجن مئات العمال الغزيين الذين تقطعت بهم السبل في إسرائيل، في أعقاب الهجوم.

وقالت جيسيكا مونتيل، المديرة التنفيذية لمنظمة "هموكيد" الحقوقية الإسرائيلية، إن المنظمة تلقت أكثر من 115 مكالمة هاتفية من أفراد عائلات الأشخاص الذين تم اعتقالهم عند حاجز نتساريم، متسائلة في حديثها للصحيفة "عن مصير هؤلاء المعتقلين ووضعهم القانوني".

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل