أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية، اليوم السبت (28 تشرين الأول 2023)، أن انفاق المقاومة الفلسطينية هي من تؤخر عملية اقتحام غزة من قبل قوات الاحتلال.
وذكرت الصحيفة في تقرير، أنه "كان النفق البحري غير عادي، وهو مؤشر على أن المقاومة الفلسطينية صممت طرقا جديدة قاتلة لمهاجمة الاراضي المحتلة، وهي تمتلك أميالاً من الأنفاق تحت قطاع غزة والمخرج إلى هذا الأنفاق كان بالقرب من شاطئ في الاراضي المحتلة".
وأضافت ان "من بين الأسباب المحتملة لتأخير قوات الاحتلال إرسال قوات إلى غزة بعد هجوم حماس في 7 تشرين الاول، هناك سبب يبرز، كما يقول الخبراء العسكريون: الأنفاق".
وتابعت الصحيفة "تحت الشريط الساحلي الصغير الذي يزيد عدد سكانه عن مليوني نسمة، توجد شبكة واسعة من الممرات الجوفية والغرف والزنازين وحتى طرق المركبات، ويعتقد أن المقاومة الفلسطينية، التي تشرف على غزة، تخفي الأسلحة والمقاتلين وحتى مراكز القيادة في غرف تحت الأرض".
وقال الجيش الاحتلال إن "طائراته الحربية قصفت ليل السبت 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة".
اما بالنسبة للقوات المحتلة التي تشارك في أي غزو بري واسع النطاق، فإن أحد التحديات الأكثر صعوبة هو الأنفاق، التي أمضت حماس سنوات في تحسينها. بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون فوق الأنفاق، فإن أحد أكثر المقترحات إثارة للخوف هو كيفية البقاء على قيد الحياة في الحرب الجوفية.
من جانبه قال الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن الشرق الأوسط: إنه "لا ينبغي أن تكون لدينا أوهام بشأن الكيفية التي ستؤول إليها الأمور.. سيكون قتالا دمويا ووحشيا".
واستذكر الأيام الأخيرة من معركة مدينة الموصل العراقية، حيث اختبأ مقاتلو داعش الارهابي في سلسلة من الأنفاق في عام 2017. وقال: "كان الجنود العراقيون يقومون، باستخدام الجرافات، بتطهير مقاتلي داعش الارهابي الذين تم ردكهم حرفيًا في الأنفاق بين الحطام". وأضاف: "لقد كان الأمر وحشيًا للغاية".
كانت الأنفاق جزءًا من الحياة في غزة لسنوات، لكنها تضاعفت بشكل حاد بعد عام 2007، عندما سيطرت المقاومة الفلسطينية على القطاع وشدد الكيان حصاره. ورد الفلسطينيون ببناء مئات الأنفاق لتهريب المواد الغذائية والبضائع والأشخاص والأسلحة.
وكلفت الأنفاق المقاومة الفلسطينية نحو 3 ملايين دولار لكل منها، وبعضها مصنوع من الخرسانة الجاهزة والحديد، وبه غرف طبية لتقديم المساعدة للمقاتلين الجرحى. والبعض الآخر لديه مساحات على عمق 130 قدمًا تحت الأرض حيث يمكن للناس الاختباء لعدة أشهر.
وفي الاراضي المحتلة، يشير الناس غالبًا إلى نظام الأنفاق باسم "غزة السفلى" أو "المترو".