قانون الحشد بين التعطيل والإقرار.. صراع سياسي على حساب المضحّين
ثمانية أشهر من الانتظار.. الموازنة "العالقة" تشل الاقتصاد وتضع الحكومة في دائرة الاتهام
"رصاص المناصب".. اعتقال لاهور شيخ جنكي يفتح جرح الاتحاد الوطني ويتسبب بمقتل 4 عناصر
البرلمان أمام اختبار التاريخ.. قانون الحشد الشعبي بين شرعية الدم وصراع السياسة
الفياض يفجّرها: حل الحشد "انتحار" ولن نتمرد على القانون والدولة.. ماذا عن رسائل المرجعية؟
في ظل تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة، يواجه الأردن أزمة طاقة غير مسبوقة تهدد استقراره الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن أوقفت إسرائيل تشغيل حقليها البحريين الرئيسيين "ليفياثان" و"كاريش" في 13 من الشهر الحالي، نتيجة للقتال الدائر مع إيران، مما ترك حقل "تمار" فقط لتلبية احتياجاتها المحلية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين تمسك بلاده بعدم استئناف التصدير إلا بعد أن تعتبر القوات المسلحة أن الوضع الأمني آمن تمامًا، مشددًا على أن تلبية الطلب المحلي الإسرائيلي تأتي في المرتبة الأولى باعتبارها "مسألة استراتيجية".
وبالرغم من بدء تصدير كميات محدودة من الغاز إلى الأردن اعتبارًا من 19 حزيران، إلا أن تلك الإمدادات لا تغطي سوى جزء بسيط من حاجة المملكة، وتعتمد بشكل كامل على توفر فائض لدى الجانب الإسرائيلي، مما يعمّق حالة الغموض والقلق لدى الشارع الأردني.
ويؤكد خبراء طاقة، أن الارتهان شبه الكامل للغاز الإسرائيلي جعل الأردن في موقع ضعيف سياسياً وأمنياً، إذ لم يتم استكمال مشاريع التنويع الطاقي بالشكل الكافي خلال السنوات الماضية، ما يجعله مهدداً بانقطاع جزئي أو كلي في حال استمر النزاع الإقليمي.
وتسود حالة من القلق في الشارع الأردني، مع تصاعد المخاوف من تأثيرات محتملة على استقرار شبكة الكهرباء وارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما قد ينعكس سلباً على الأنشطة الصناعية والخدمية في المملكة.
ويحذر مختصون، من أن التمسك بالاعتماد على إسرائيل كمصدر أساسي للطاقة "قد يقود الأردن إلى الهاوية"، في حال لم تُتخذ خطوات جادة وسريعة لتنويع مصادر الاستيراد، خصوصًا من مصر عبر خطوط الغاز العربية، أو اللجوء إلى الغاز المسال المستورد عبر العقبة.
أزمة الغاز الحالية تمثل جرس إنذار للحكومة الأردنية بأن أمن الطاقة لا يُبنى على شراكات ظرفية مع طرف غير مستقر سياسياً وعسكرياً، بل على استراتيجية استقلال طويلة الأمد تضمن الأمن الاقتصادي والسياسي للمملكة.