بين الضغوط الدولية والتوافق الداخلي.. العراق أمام مرحلة حكومية جديدة

اليوم, 20:31
16

يشهد العراق مرحلة سياسية دقيقة تتقاطع فيها التعقيدات الداخلية مع التأثيرات الإقليمية والدولية، لا سيما مع اقتراب استحقاق تشكيل حكومة جديدة. وفي هذا السياق، جاء قدوم مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى بغداد، مارك سافايا، ليعيد تسليط الضوء على الدور الأميركي في متابعة التطورات السياسية العراقية، ومحاولة التأثير في مسار تشكيل الحكومة المقبلة بما ينسجم مع المصالح الأميركية واستقرار المنطقة.

جاءت زيارة المبعوث الأميركي إلى العراق في توقيت حساس، حيث لا تزال القوى السياسية العراقية منخرطة في مفاوضات معقدة لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط خلافات حول الكتل الأكبر، وتوزيع المناصب السيادية، وطبيعة العلاقة مع القوى الخارجية. وتُقرأ هذه الزيارة على أنها محاولة أميركية لفهم مواقف الأطراف العراقية المختلفة، ونقل رسائل سياسية تتعلق بالأمن، والاستقرار، ومستقبل الوجود الأميركي في البلاد.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


ووفقاً لما يتم تداوله في الأوساط السياسية، ركزت لقاءات المبعوث الأميركي مع المسؤولين العراقيين على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على فرض الاستقرار، ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى التأكيد على أهمية بقاء العراق بعيداً عن سياسة المحاور الإقليمية. كما حملت الزيارة إشارات واضحة بشأن دعم واشنطن لحكومة توصف بأنها “توافقية” وتحافظ على توازن العلاقات الخارجية.

أما على صعيد تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، فما تزال السيناريوهات مفتوحة على عدة احتمالات. فهناك توجه نحو تشكيل حكومة توافق وطني تضم القوى الفائزة الرئيسية، في مقابل طرح آخر يدعو إلى حكومة أغلبية سياسية، وهو خيار يواجه معارضة من قوى تخشى التهميش السياسي. كما تلعب الخلافات حول اختيار رئيس الوزراء دوراً محورياً في تأخير الحسم، خاصة مع تباين الرؤى حول شخصية قادرة على إدارة المرحلة المقبلة.

في المحصلة، تعكس زيارة المبعوث الأميركي إلى بغداد استمرار الاهتمام الدولي بالملف العراقي، في وقت يبقى فيه القرار النهائي مرهوناً بالتفاهمات الداخلية بين القوى السياسية. ويبدو أن نجاح الحكومة المقبلة سيتوقف على قدرتها في تحقيق توازن دقيق بين المطالب الشعبية، والتجاذبات السياسية، والضغوط الخارجية، بما يضمن استقرار العراق في المرحلة القادمة.