رغم تدخل السوداني.. الانسداد السياسي يسيطر على كركوك وإعادة الانتخابات تلوح في الأفق

12:29, 10/06/2024
438

ما زالت مازالت محافظة كركوك تعيش حالة من الانسداد السياسي الذي يعرقل تشكيل حكومتها المحلية، فيما يرى سياسيون من كركوك أن أزمة المحافظة اقتربت من الانفراجة بعد تدخل رئيس الوزراء

ورغم تدخل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لحل أزمة كركوك إلا أن الانسداد السياسي هو المسيطر على المشهد


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

الأجواء السياسية في كركوك يسودها فقدان للثقة بين مختلف الأطراف وعدم وجود تنازل من طرف لآخر، وسط مطالبات بإعادة الانتخابات في كركوك لكون المحافظة لها وضع خاص منذ 2003 وحتى الآن

غياب الاتفاقات السياسية 

وقال النائب عن محافظة كركوك غريب عسكر إنه "بعد مضي 5 أشهر على الانتخابات المحلية لم يتم تشكيل حكومة لمحافظة كركوك حتى الآن"، شاكراً "رئيس الوزراء لاهتمامه بموضوع كركوك رغم عدم التوصل الى حل لتشكيل حكومتها المحلية". 

وبين أن "موضوع تشكيل الحكومة المحلية يعود لأهالي كركوك وعلى الكتل السياسية بذل مزيد من الاهتمام"، مؤكداً على ضرورة "مشاركة الجميع في تشكيل الحكومة المحلية لكركوك". 

ولفت إلى أن "عدم وجود الاتفاقات السياسية حول تشكيل الحكومة المحلية يعد أمرا خطيرا على محافظة كركوك"، داعياً الجميع إلى "المشاركة في حلحلة الأمور لحل أزمة تشكيل الحكومة المحلية بكركوك". 

"حل كركوكي"

بدوره يقول القيادي بالجبهة التركمانية توركيش عز الدين إنه "لغاية الآن لم يتم التوصل الى توافق حول منصب محافظ كركوك ولايزال خيار تدوير منصب المحافظ بين مكونات كركوك مطروحا على الطاولة". 

وبين أن "على الكتل الفائزة في انتخابات كركوك تقديم تنازلات من أجل مصلحة سكان المحافظة الذين ينشدون الخدمات وفرص العمل وانهاء أزمة الحكومة المحلية"، مؤكداً بالقول "نريد حلا كركوكيا لأزمة الحكومة المحلية دون تدخلات خارجية". 

خيار إعادة الانتخابات 

من جهته طالب رئيس تحالف كركوكنا محمد مهدي البياتي، بإعادة انتخابات محافظة كركوك وذلك بسبب الانسداد السياسي فيها والوصول إلى طريق مسدود

وقال البياتي، في بيان ورد لـ"سنترال"، إن "تهميش تركمان الشيعة وإبعادهم عن المعادلة السياسية في كركوك أدى إلى ازمة سياسية وانسداد كبير في المحافظة والدليل على ذلك هو الفشل في تشكيل الحكومة في كركوك رغم مرور اكثر من أربعة أشهر على انتخابات مجلس المحافظة". 

وأوضح البياتي ان "السبيل الوحيد لاعادة الاستقرار السياسي والأمني في كركوك هو باعادة الانتخابات فيها لكون المحافظة لها وضعاً خاصاً  منذ 2003 وحتى الان وتختلف عن بقية المحافظات"، لافتا إلى فقدان الثقة بين الأطراف السياسية في كركوك وعدم وجود تنازل من طرف لآخر

وتابع أن "جميع دول العالم تلجأ إلى إعادة الانتخابات في حال الوصول إلى طريق مسدود". 

إصرار وعناد 

بدوره رأى عضو مجلس محافظة كركوك، محمد الحافظ، أن عقد جلسة في مجلس محافظة كركوك واختيار محافظ ورئيس للمجلس مرتبط باختيار رئيس للبرلمان، وتشكيل ادارة تمثل جميع اطياف كركوك

وقال الحافظ إن "حسم منصب محافظ كركوك مرتبط باختيار رئيس مجلس النواب"، مشيرا الى أن "جميع القوى السياسية الفائزة في كركوك لها ارتباطات وتوافقات داخل مجلس النواب ببغداد". 

واضاف أن "هناك لقاءات بدأت بعد تدخل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال الفترة الماضية بين ممثلي المكونات في كركوك عرب وكرد وتركمان"، مستدركا "لكن الامور لا زالت عالقة بسبب تمسك الجميع بمنصب المحافظ". 

ولفت الحافظ إلى أن "الكرد لا زالوا مصرين على اخذ منصب المحافظ، وكذلك التركمان مصرين على تدوير المناصب دون الرجوع الى نتائج الانتخابات باخذ كل مكون استحقاقه، معتمدين على التحالف مع الكتلة العربية". 

وتابع بالقول "يجب أن تكون هنالك تنازلات من قبل الجميع لتشكيل ادارة في كركوك لتخلص من ضغط المواطنين والشارع؛ نتيجة تعطيل ملفات مرتبطة بالخدمات والتعيينات". 

وأفرزت الانتخابات الخاصة بمجلس محافظة كركوك مجلساً مكوناً من 16 عضواً موزعين على ستة للعرب وسبعة للأكراد، واثنين للتركمان، ومقعد واحد للمكون المسيحي، ويفرض القانون انتخاب المحافظ الجديد بأغلبية مريحة بواقع النصف زائداً واحداً، وهو ما لا يمكن توفيره حالياً بخريطة توزيع مقاعد كركوك، أي أن الفائز يجب أن يحصل على تسعة أصوات من أعضاء مجلس محافظة كركوك

يذكر أن محافظة كركوك أجرت أول انتخابات عام 2005، وفي 18 كانون الثاني 2023، شهدت إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ونال الكرد فيها سبعة مقاعد، وانضمت إليهم كتلة بابليون التي فازت بمقعد الكوتا، ليصبح مجموع المقاعد ثمانية، وفي المقابل نال العرب ستة مقاعد، فيما حصل التركمان على مقعدين

وكان محافظ كركوك بالوكالة راكان سعيد الجبوري قد دعا في 30 كانون الثاني الماضي، الفائزين بعضوية مجلس المحافظة لعقد أول اجتماع للمجلس في الأول من شباط الماضي لاختيار رئيس مجلس المحافظة ونائبيه، وانتخاب المحافظ ونائبيه، إلا أن الخلافات حالت دون حسم انتخاب المحافظ.