مازالت ردود الأفعال الأممية والدولية والعربية مستمرة بشأن الرد الإيراني على إسرائيل، بتنفيذها عمليات "الوعد الصادق"، التي جاءت رداً على استهداف اسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق.
وأبدت العديد من الدول قلقها الشديد جراء الهجوم الإيراني على إسرائيل، وفيما نددت أخرى بالهجوم، عدتها دول وجهات اخرى حقاً طبيعياً لإيران.
إيران تدافع عن حقها
سفير طهران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي انعقدت الأحد غداة الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد إسرائيل، قال إن "إيران لم يكن أمامها خيار سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".
وأضاف بالقول "لقد فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين" من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، مشيرا إلى أنه "في ظل هذه الظروف، لم يكن أمام إيران خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".
وأكد أن طهران لا تريد التصعيد لكنها سترد على "أي تهديد أو عدوان"، مبيناً أن "العمليات التي شنتها إيران تعبر عن حقها الأصيل في الدفاع عن النفس".
وأضاف خلال كلمته ان "استمرار إسرائيل في ارتكاب الفظائع يشكل تهديدا فعليا للسلم والأمن في المنطقة"، مشدداً على ان طهران ستستخدم "حقها في الرد المتناسب"، إذا بدأت أميركا عمليات عسكرية ضدها.
الموقف الأممي
في نيويورك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم الإيراني على إسرائيل السبت ودعا إلى ضبط النفس والوقف الفوري للأعمال القتالية.
وقال غوتيريش في بيان "أشعر بقلق شديد إزاء الخطر الحقيقي المتمثل في التصعيد المدمر على مستوى المنطقة وأحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط".
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "نندد بقوة بالهجوم الإيراني على إسرائيل".
من جهته أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن قادة مجموعة السبع الذين عقدوا اجتماعا، يوم الأحد، عبر الفيديو "دانوا بالإجماع الهجوم غير المسبوق لإيران على إسرائيل"، مشددا على "وجوب ان يلتزم جميع الأطراف ضبط النفس".
وكتب المسؤول الأوروبي على منصة (إكس) إثر المباحثات "مع قادة مجموعة السبع، نددنا بالإجماع بالهجوم غير المسبوق لإيران على إسرائيل. على جميع الأطراف أن يلتزموا ضبط النفس. نواصل جميعا جهودنا لاحتواء التصعيد. إن وضع حد للأزمة في غزة في أسرع وقت، وخصوصا عبر وقف فوري لإطلاق النار، سيحدث فرقا".
وأوضح ميشال أن الوضع في الشرق الأوسط سيكون أيضا موضع بحث خلال قمة الاتحاد الأوروبي المقررة الأربعاء والخميس.
رفض دولي للتصعيد
وفي السياق ذاته أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض الأحد أن الولايات المتحدة لا تريد تصعيدا للأزمة في الشرق الأوسط، وذلك بعدما صدت إسرائيل هجوما بمسيرات وصواريخ شنته إيران.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة إن بي سي: “لا نريد أن نرى تصعيدا في الوضع. لا نسعى إلى حرب أكثر اتساعا مع إيران".
وفي لندن، دان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الهجوم الإيراني ضد إسرائيل ووصفه بـ"المتهور"، وقال إنه يهدد بإشعال التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
من جهته قال متحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأحد، إن شولتس ندد بالهجوم الإيراني على إسرائيل "بأشد العبارات الممكنة".
وأضاف المتحدث شتيفن هيبشترايت، بعد وصول شولتس إلى مدينة تشونغتشينغ الصينية، "بهذا الهجوم غير المسؤول وغير المبرر، تخاطر إيران بإشعال المنطقة".
وتابع هيبشترايت "تقف ألمانيا إلى جانب إسرائيل بشكل وثيق.. سنناقش الآن عن كثب ردود الفعل الأخرى مع شركائنا وحلفائنا في مجموعة السبع".
أما في طوكيو، فقد نددت اليابان بقوة بالهجوم الإيراني على إسرائيل ووصفته بأنه "تصعيد".
وذكر بيان أصدرته وزيرة الخارجية اليابانية الأحد أن اليابان تندد بقوة بهجوم انتقامي إيراني على إسرائيل، ووصفته بأنه تصعيد للأحداث، وعبرت عن قلقها العميق إزاء الوضع.
وقال البيان "هذا الهجوم يفاقم تدهور الوضع الراهن في الشرق الأوسط. نشعر بقلق عميق ونندد بقوة بهذا النوع من التصعيد".
في بكين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات منشورة على الموقع الإلكتروني للوزارة اليوم الأحد إن الصين تشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد بعد أن أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
وذكر المتحدث ردا على سؤال بخصوص الضربات الإيرانية "تدعو الصين كافة الأطراف المعنية إلى التحلي بالهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد في التوترات".
وأضاف أن هذه الجولة من التوترات هي من "تداعيات الحرب في غزة"، وأن إخماد هذا الصراع "أولوية قصوى".
الموقف العربي
في الرياض، أعربت وزارة الخارجية السعودية، في وقت مبكر الأحد، عن بالغ قلق المملكة جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته.
وأضافت في بيان أن المملكة تدعو كافة الأطراف "للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس" وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وفي القاهرة، أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر.
وأكدت مصر على أنها على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.
وفي الاردن أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية أنه في حوالي الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء، قام سلاح الجوي الملكي الأردني بزيادة طلعاته الجوية، وذلك لمنع أي اختراق جوي والدفاع عن سماء المملكة.
ودعا الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية، المواطنين، إلى ضرورة عدم الانجرار وراء ما يتم تداوله من الشائعات التي من شأنها إثارة القلق بين أبناء المجتمع، وضرورة أخذ المعلومة من مصادرها الرسمية.
بدورها أعربت دولة الإمارات عن القلق البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الايام الماضية، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.
وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
ودعت الوزارة إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة.
وفي مسقط، قالت سلطنة عمان إنها تتابع باهتمام بالغ تطورات التصعيد في الشرق الأوسط وتدعو إلى ضبط النفس.
إلى ذلك دافعت حركة حماس، التي تخوض حربا مع إسرائيل في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، عن الهجوم الإيراني على إسرائيل السبت.
وقالت حماس في بيان، الأحد "نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها الجمهورية الإسلامية في إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل حقا طبيعيا وردا مستحقا على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها".
وأضافت حماس في بيانها "إننا وإذ نؤكّد على الحق الطبيعي للدول ولشعوب المنطقة في الدفاع عن نفسها في مواجهة الاعتداءات الصهيونية، لندعو أمّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم وقوى المقاومة في المنطقة لمواصلة إسنادهم لطوفان الأقصى، ولحق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس".
وباركت حركة المجاهدين الفلسطينية في غزة الهجوم الإيراني وقالت "نبارك الرد والهجوم الإيراني على الكيان والذي جاء في سياق الرد الطبيعي على تماديه في غطرسته وجرائمه ضد قيادات عسكرية وديبلوماسية إيرانية".
تأييد شعبي لرد إيران
الرد الإيراني لاقى تأييداً شعبياً كبيراً في عدد من البلدان العربية والإسلامية وحتى في مختلف دول العالم، فيما عده كثيرون موقفاً شجاعاً من إيران بالوقوف بوجه إسرائيل التي تمادت في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
العمليات الإيرانية ضد اسرائيل والتي أطلق عليها اسم (عمليات الوعد الصادق) تمت تغطيتها في مختلف وسائل الإعلام العالمية ومنصات السوشيال ميديا، حيث تم تداول هاشتاك #الوعد_الصادق لأكثر من 100 ألف مرة على منصة (إكس) بالإضافة إلى عشرات آلاف المنشورات ومقاطع الفيديو والصور المتعلقة بالعمليات.