نددت الرئاسات العراقية والقوى السياسية وفصائل المقاومة بالقصف الأمريكي على بغداد الذي أدى إلى استشهاد نائب قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي طالب السعيدي (ابو تقوى)، وسط تهديد من الخارجية العراقية باتخاذ "موقف حازم".
وأضاف ن القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذي يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي.
وتابع البيان، "إننا نعدُّ هذا الاستهداف تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق".
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية، عن إدانتها "الشديدة للاعتداء السافر" الذي استهدف اليوم الخميس أحد المقار الأمنية العراقية .
وذكر بيان صادر عن الوزارة أن "الاعتداء على تشكيل أمني يرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويخضع لسلطة الدولة تصعيد خطير".
موقف حازم
وشدد البيان أن "العراق يحتفظ بحقه باتخاذ موقف حازم وكل الإجراءات التي تردع من يحاول المساس بأرضه وقواته الأمنية".
بدوره ندد رئيس تحالف "نبني" الأمين العام لمنظمة "بدر" هادي العامري، "بشدة" بالقصف الأمريكي الذي استهدف أحد مقرات الحشد الشعبي في العاصمة بغداد، والذي أسفر عن اغتيال "أبو تقوى السعيدي" ورفاقه.
وحمّل العامري في بيان اليوم، "الحكومة العراقية مسؤولية أي تغاضٍ أو تراخٍ في المطالبة الجادة من أجل إخراج فوري لما يُسمى بقوات التحالف الدولي من الأرض العراقية".
وقال "نؤكد مواقفنا السابقة من هذا التواجد الذي بات يشكل خطراً على أمن وسلامة الشعب العراقي، وتعدياً صارخاً على السيادة العراقية".
من جانبه قال الأمين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، إنه "في انتهاك سافر للدماء الطاهـرة، وتجاوز مفضـوح علـى أمـن وسيادة العراق، وبفعـل إرهابي مرفوض، قامـت القـوات الأمريكية المحتلة باستهداف نائب قائد عمليـات حـزام بغـداد الشهيد أبـو تـقـوى السعيدي ومرافقه الشهيد أبو سجاد أحد قيادات اللواء الثاني عشر في الحشد الشعبي وجـرح عـدد مـن المنتسبين، بطائرات مسيرة استهدفت مقـراً لهيئة الحشـد الشعبي بقلب العاصمة بغداد.
واوضح ان "القوات الأمريكيـة التـي ارتكبـت هـذه الجريمة الإرهابيـة تتحمل المسؤولية الكاملـة فـي انتهاكهـا السيادة العراقيـة واعتدائها على إخواننا المجاهدين في الحشد الشعبي".
إنهاء تواجد التحالف الدولي
وأضاف "في الوقت الذي نؤكد فيه أن البيانات والاستنكارات لـم تـعـد لهـا جـدوى فـي ظـل تـكـرار الجرائم والانتهاكات، فإننـا نـدعـو الحكومة العراقية الى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء تواجـد مـا يسمى بـ(التحالف الدولي) في العراق، وإخراج القوات الأجنبية المحتلة كافـة بالسرعة القصوى، وقطع الذرائع التي يتحجج بهـا الأمريكان لإطالة أمد تواجدهـم علـى أرضنـا وفـي سمائنا، كما نؤكد على ضرورة المحاسبة القانونية لهذه القوات على جرائمها وانتهاكاتها.
من جهتها قالت كتائب حزب الله، إن "ما يتعرض له العراقيون من سفك للدماء، وانتهاك للسيادة، ليس بالغريب على السجل الإجرامي لقوات الاحتلال الأمريكي، الذي امتد من غزوهم للبلاد مرورا بدعمهم لعصابات داعش، واستهدافهم لمجاهدي الحشد وقادة النصر، وصولا إلى جريمة اليوم باغتيال نائب قائد عمليات حزام بغداد لواء 12 للحشد الشعبي، الشهيد القائد مشتاق طالب السعيدي (أبو تقوى) ومرافقه، قرب وزارة الداخلية العراقية ببغداد".
وأضافت ان،"المقاومة الإسلامية وعت وتعي الدور الأمريكي الخبيث في العراق والمنطقة، وعملت على التصدي له طيلة مسيرتها الجهادية، ولا زالت وستبقى تواجه الأعداء لإفشال مخططاتهم الرامية الى تركيع شعبنا الأبي، وسلب أمنه، ونهب ثرواته، خدمة لمصالحهم في المنطقة".
ودعت الكتائب "أصحاب القرار إلى تحمّل المسؤولية الشرعية والأخلاقية، باتخاذ موقف شجاع بطرد هؤلاء المجرمين من أرض المقدسات".
جلسة برلمانية طارئة
من جهته دعا النائب عن كتلة "الصادقون" و رئيس لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين ،حسن سالم ، الى عقد جلسة نيابية طارئة لبحث تداعيات تكرار القصف الامريكي على مقرات الحشد الشعبي .
وقال سالم في تصريح صحفي نشرته كتلة "الصادقون" التي تمثل عصائب اهل الحق في البرلمان العراقي، إن "تكرار هذه الاعتداءات يتطلب التفعيل الفوري لتنفيذ قرار البرلمان العراقي القاضي بإخراج القوات الامريكية من الاراضي العراقية".
في غضون طالب رئيس كتلة "حقوق" النيابية، النائب سعود الساعدي من نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب بحضور القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وذكرت وثيقة صادرة من الساعدي، أنه “بالنظر لتكرار القصف الأمريكي على مقرات الحشد الشعبي واستمرار سيناريو اغتيال قادة الحشد الشعبي وآخرها القصف يوم 4 كانون الثاني 2024 على الرغم من أن الحشد الشعبي يعد جزءا لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية وفقا لأحكام المادة (1) من قانون هيئة الحشد الشعبي رقم (40) لسنة 2016 يرجى التفضل بالموافقة على عقد جلسة استثنائية طارئة لمجلس النواب الموقر وتحديد موعد لحضور السيد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة لغرض مناقشة الإجراءات التي ستتخذها الحكومة ووزارة الخارجية بشأن ذلك، وكذلك مناقشة تداعيات القصف المتكرر وآثاره على السيادة الوطنية”.
مذكرة احتجاج
فيما طالب الساعدي في وثيقة أخرى وزير الخارجية بتقديم مذكرة احتجاج مكتوبة للسفير الأمريكي في بغداد بسبب القصف المتكرر للحشد الشعبي، مستنكرا على وزارة الخارجية امتناعها عن تطبيق الإجراءات الدبلوماسية بشأن عدم قيامها بتسليم السفير الامريكي في بغداد مذكرة احتجاج مكتوبة رسمية تمثل موقف الحكومة العراقية من هذا الانتهاك السافر للسيادة العراقية.
الى ذلك ادانت رئاسة الجمهورية "بشدة العدوان" الذي استهدف إحدى المقرات الأمنية في بغداد، وأسفر عن وقوع عدد من الضحايا والجرحى.
وقالت الرئاسة في بيان إن "هذا العدوان يعد خرقا وتجاوزا على سيادة العراق وأمنه، وانتهاكا صريحا للعلاقات بين العراق والتحالف الدولي، ومخالفة للأطر والمسوغات التي وجد من أجلها التحالف في تقديم المساعدة والمشورة للقوات الأمنية العراقية".
وتابع بالقول إن العراق إذ يحذر من استمرار التصعيد في المنطقة الذي من شأنه أن يقوض فرص السلام والاستقرار فيها، فإنه يدعو إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم وإيجاد السبل الكفيلة لإنهاء التوترات والأزمات بين جميع الأطراف.
بدوره، ذكر حزب الدعوة الاسلامية، أنه "في اعتداء اثم وغير مبرر استهدفت طائرة مسيرة مقرا للحشد الشعبي، وادت الى استشهاد عدد من قياداته، ويعد ذلك انتهاك صارخ لسيادة العراق في قلب عاصمته".
وأضاف، "اننا إذ نستنكر هذا الاعتداء الغاشم الذي تكرر مؤخرا ، ندعو القوى الوطنية والمؤسسات الجماهيرية إلى تحمل مسؤولياتها والتعبير عن مواقفها، ونطالب الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات كافة ضد المعتدين، وتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد، وتحديد الموقف الوطني والسياسي من وجود القوات الأجنبية تحت أي عنوان على أراضيه".
هذا وأدان رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، ا القصف الأمريكي على مقر أحد ألوية الحشد الشعبي شرقي العاصمة بغداد.
وقال الحكيم في بيان إنه" ندين بشدة القصف الذي تعرض له مقر أحد ألوية الحشد الشعبي في العاصمة بغداد"، مشددا على "استنكار محاولات هتك السيادة العراقية".
وأكد، على "ضرورة احترام الدستور والقوانين ومنع إرباك الوضع الأمني والسياسي العراقي، ودعم سلطات الدولة العراقية بالالتزام بقراراتها وسياساتها".
وعلى صعيد متصل أدانت حركة المقاومة الإسلامية - حماس "الاعتداء الغادر اليوم على إحدى المقار الأمنية في العاصمة العراقية بغداد، والذي أدى إلى استشهاد نائب قائد عمليات حزام بغداد (أبو تقوى السعيدي) وعنصر أمني آخر، وإصابة ستة عناصر آخرين".
واعتبرت الحركة في بيان لها القصف "انتهاكاً وتعدياً على سيادة العراق وأمنه، خدمةً للأجندة الصهيونية الرامية لزعزعة الاستقرار في المنطقة".