أنقرة تتمادى على سيادة العراق.. الجيش التركي يدمر الكنائس ومنازل المسيحيين ويهجر 602 قرية في كردستان

18:35, 16/07/2024
878

سجلت الأيام الاخيرة، تطورا خطيرا في التوغل التركي شمال العراق، حيث أقدم الجيش التركي على قصف وتدمير الكنائس وتهجير العديد من قرى المسيحيين، مع استمرار القصف المباشر لمنازل المواطنين في اكثر من 600 قرية متوزعة على اقضية ونواحي محافظة دهوك، بالاضافة الى قصفها لمقرات تتبع قوات البيشمركة التي لم تتخذ اي رد حتى الان. 

وقال ميخائيل، مختار قرية ميشكة، إنه فضلاً عن قريتهم، فقد تم إخلاء ست قرى أخرى خلال هذا الاسبوع فقط. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

وبحسب المختار، فقد تم إخلاء قرى مالختة وكري وسردشتي وحلوا وجمي دستيني وبالوك، بسبب الهجوم التركي عليها. 

وتضم كل قرية من هذه القرى ما بين 10 إلى 15 أسرة، اجبرت على النزوح القسري منها. 

وأوضح مختار قرية ميشكة أن "نحو 85% من قرية ميشكة احترقت، ولا نستطيع البقاء فيها ساعة واحدة"، مبيناً أن "حياتنا في خطر ولاتزال بعض القرى محروقة". 

ميشكة، التي تعتبر أقدم قرية في منطقة برواري بالا، لم يبق فيها سوى 11 عائلة مسيحية، إلى جانب عائلة مسلمة واحدة هي الأخرى نزحت. 

 

الجيش التركي يقصف منازل المسيحيين 

"القوات التركية حاصرت قريتنا قبل عدة ليالي، نفذوا إنزالاً في المنطقة ووقعت اشتباكات عنيفة"، حسبما قال داود يوحنا، الساكن في قرية ميسكا ضمن حدود قضاء آميدي (العمادية) بمحافظة دهوك، "سمعنا أصوات إطلاق نار بأسلحة متنوعة، لم نستطع النوم، الأطفال كانوا يصرخون، المشهد يصعب وصفه". 

في صباح اليوم التالي غادر داود مع أفراد عائلته القرية، قوات الجيش التركي انتشرت في المنطقة ونصبوا حواجز أمنية. 

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية في نفس اليوم وقوع مواجهات داخل قرى ميسكا ودركلي واتهمت عناصر حزب العمال الكردستاني بتفجير مخزن عتاد وافتعال حرائق في القريتين المذكورتين. 

داود يوحنا (72 سنة) من سكنة قرية ميسكا الواقعة ضمن حدود ناحية كاني ماسي، نزح رفقة 10 عوائل أخرى من المكون المسيحي. 

وقال داود، "كنا نعتزم إخلاء القرية في نفس الليلة التي شنت فيها العملية العسكرية، لكن الجيش التركي منعنا من المغادرة بعد نصبه حواجز أمنية في المنطقة". 

وفقاً لإحصائية غير رسمية، نزح ما لا يقل عن 30 عائلة مسيحية من ديارها خلال الاسبوعين الماضيين بسبب الاشتباكات، بينما المواجهات لا تزال مستمرة في ناحية كاني ماسي التي تضم قرابة 25 قرية مسيحية. 

أديب مصطفى، مختار قرية ميسكا قال، هو الاخر، إن "ميسكا أقدم قرية في ناحية كاني ماسي، للأسف تم إخلاؤها بالكامل بسبب التوغل التركي... قسم من منازل القرية احترقت الى جانب 60 بستاناً". 

وأضاف ان " كنيسة القرية أيضاً تضررت ولم تعد تصلح كمكان للعبادة". 

بدوره، أكد مدير ناحية كاني ماسي، صالح حمدي، نزوح أهالي قرى كاني ماسي، مبينا إن "المعارك أضرت بالمسيحيين والمسلمين على حد سواء". 

 

استهداف مواقع للبيشمركة 

وفي تطور آخر، استهدفت قوات الجيش التركي، نقاط تابعة للبيشمركة في منطقة سركالة قرب جبل متينا في محافظة دهوك، مما أسفر عن وقوع إصابات، فيما تم تدمير واحتراق عدد من المنازل في إحدى القرى شمالي المحافظة بسبب القصف التركي. 

إذ ذكرت مصادر محلية إن قوات الجيش التركي، استهدفت مواقع للبيشمركة في منطقة سركالة قرب جبل "متينا"، التابع لمحافظة دهوك، مبينة أن الغارات التركية أدت إلى وقوع إصابات بين صفوف البيشمركة، دون معرفة العدد الدقيق للضحايا حتى الآن. 

وأضافت أن "الطائرات التركية نفذت غارات على قرية (مزي) الواقعة في سفح جبل كارة المطل على قضاء العمادية شمالي دهوك، مما تسبب في تدمير واحتراق عدد من المنازل التي هجرها سكان القرية بسبب توغل الجيش التركي". 

 

اخلاء 602 قرية.. ورسم خارطة جديدة 

ووفقاً لتقرير منظمة CPT الامريكية، فانه بسبب العمليات العسكرية التركية، تم إخلاء 602 قرية في محافظة دهوك وحدها، وتم حرق 20 ألف فدان من الأراضي وقصفت المناطق الحدودية 238 مرة، حتى الان. 

أشار الى أن تركيا تسعى حاليا الى رسم خط أمني يبدأ من منطقة (شيلادزى) ويمتد الى قضاء “باتيفا”، وسيمرُّ عبر ناحية “ديرلوك”، و”بامرني”، “وبيكوفا” بحيث تكون جميع القرى والبلدات والاقضية والنواحي والوديان والاراضي والسماء والماء خلف هذا الخط تحت السيطرة العسكرية للجيش التركي، وإذا ما حدث اشتباك في هذه المناطق فستصبح ساحات قتال. 

وبحسب التقرير، فإن هناك هدفا آخر من هذا التحرك العسكري التركي هو الوصول إلى جبل (هفت تبق) في منطقة (شلادزى)، واحتلال سلسلة جبال (گارا)، مما يتسبب بفقدان حكومة اقليم كردستان العراق بين 70 – 75 بالمئة من سلطتها على محافظة دهوك.