"جبل كارا" يفضح مخطط الاحتلال التركي.. أردوغان يسعى لاستعادة "لواء الموصل"

11:53, 20/07/2024
122

كشف حديث وزير الدفاع التركي يشار كولر، عن حقيقة المخطط التركي للتوغل شمال العراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني. 

ويرى المختصون بالشأن الجيوسياسي ان اعلان كولر بأن هدف العملية السيطرة على مرتفعات جبل (كارا) بالكامل، يوضح ما وراء التسريع بالعملية العسكرية التركية في دهوك واستمرار امدادها باكثر من 11 الف مقاتل، لان صانع القرار التركي يسعى الى السيطرة الكاملة على ما كان يسمى بـ"لواء الموصل"، واعادة ضمه الى سلطته. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

واعلن وزير الدفاع التركي يشار كولر، ان عمليات التوغل شمال العراق لن تتوقف قبل شهر تشرين الثاني المقبل، مؤكدا ان الهدف الرئيس منها هو السيطرة على جبل (كارا) بالكامل. 

وقال كولر، في حديث صحفي، ان "هدفنا السيطرة على مرتفعات كارا بالكامل، وان العملية العسكرية تنتهي في تشرين الثاني المقبل". 

واضاف ان "فرض الحصار الجوي على أجواء السليمانية سيستمر ايضا، وعلى السليمانية تنفيذ مطالب أنقرة. الكرة في ملعب المسؤولین هناك". 

مخطط خبيث 

من جانبهم، وصف مراقبون للشأن الامني مشروع وزير الدفاع التركي يشار كولر في التوغل شمال العراق، بـ"المخطط الخبيث"، داعين رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الى وقف هذا التوغل الخطير. 

واوضح المراقبون، ان كولر، اعلن بشكل مباشر ان هدف عملياته في شمال العراق، هو السيطرة على سلسلة جبل (كارا) في العراق"، مشيرين الى خطورة هذا الهدف على المستوى الامني والجيوسياسي في للبلاد. 

واضافوا ان "جبل كارا، يقع نصفه في دهوك، والنصف الاخر في محافظة نينوى، ما يعني ان تركيا تريد التوسع لتضم نينوى اليها". 

وشدد المراقبون على ضرورة ان يقوم القائد العام للقوات المسلحة بالايعاز الى الجيش العراقي، بنصب نقاط عسكرية على الجبل. 

أطماع أنقرة تتوسع 

بدوره، استنكر الاتحاد الوطني الكردستاني، اليوم السبت، التوغلات التركية في الإقليم، فيما أكد ان ثلاث مناطق فيها عشائر كبيرة نزحت نحو مراكز المدن بسبب التقدم العسكري التركي نحو مناطقهم. 

وقال القيادي في الاتحاد غازي كاكائي، ان "العمليات العسكرية التركية مستمرة في مناطق اقليم كردستان، كما ان القصف وحرق المزارع وهجرة المدنيين من قراهم مستمرة"، مستدركا انه "في بعض المناطق المعروفة ببعض العشائر الكبيرة تم اخلاؤها مثل (البروارية والنيروية والريكانية) بسبب العمليات العسكرية التركية الجارية في تلك المناطق". 

وأضاف كاكائي ان "تركيا لديها اطماع في العراق وتسعى ان تجعل حزب العمال الكردستاني ذريعة لتنفيذ اجندتها، وأنقرة لديها اطماع توسعية من خلال نصب نقاط التفتيش والتواجد العسكري الضخم وإقامة المعسكرات الجديدة تظهر لنا نيتها وهو عدم الانسحاب واحتلال هذه المناطق". 

وتابع انه "للأسف الشديد، الصمت العراقي بشقيه العربي والكردي مخيب للآمال. وزير الخارجية العراقية كان من المفترض ان يكون لديه خطوات جدية لوقف هذا الاحتلال، لكنه يبرر هذه العمليات العسكرية التركية على الاراضي العراقية". 

ومضى بالقول: اننا "بحاجة لقرار وطني وخطوات جدية تخطوها الحكومة الاتحادية في بغداد"، مشددا على أن "تركيا تقصف بشكل مستمر محافظات عراقية، وليست فقط في كردستان انما قصفت مخمور وسنجار وهذا القصف ليس المرة الاولى التي تقوم بها تركيا بالتجاوز على العراق وسيادته". 

الجيش التركي يدخل قضاء سيدكان 

في هذه الاثناء، أكد قائممقام قضاء سيدكان بمحافظة أربيل إحسان جلبي، أن حوالي 46% من القضاء وقع تحت سيطرة الجيش التركي منذ العام 2017، فيما أشار إلى أن تركيا دخلت بعمق 30 كيلومتراً داخل أراضي الإقليم. 

وكثف الجيش التركي هجماته على المناطق الحدودية مع إقليم كردستان في الأيام الأخيرة، حيث تعرضت مناطق سيدكان الحدودية في الليلتين الماضيتين، للقصف عدة مرات بطائرات مسيرة. 

وقال جلبي في تصريحات لوسائل إعلام كردية تابعها "سنترال"، إن "الهجمات التركية بقيت على حالها، وأعداد قواتها تزيد أو تنخفض أحياناً من مكان لآخر". 

وأضاف أن "الجيش التركي أقام حوالي 10 نقاط تفتيش عسكرية في منطقة سيدكان ويقصف الحدود منذ حزيران الماضي". 

وأشار قائممقام قضاء سيدكان إلى، أن "هناك 20 قرية على الحدود معرضة للخطر بسبب قربها من نقاط التفتيش العسكرية التركية"، مبينا أنه "تم إنشاء نقاط تفتيش عسكرية على بعد أقل من كيلومتر واحد فوق بعض القرى". 

وبحسب جلبي، فإن "الجيش التركي دخل بعمق 30 كيلومتراً داخل أراضي إقليم كردستان من حدود سيدكان"، موضحاً أنه "يتم قصف أماكن التواجد المشتبه بها لحزب العمال الكردستاني أو الأنفاق التي أنشأها". 

ويضطر عدد كبير من المواطنين إلى النزوح من المناطق المعرضة لخطر القصف، إلى أماكن أخرى آمنة من أجل كسب عيشهم والحفاظ على حياتهم. 

ونوه قائممقام سيدكان، إلى أنهم لم يتلقوا أي قرار رسمي بشأن إخلاء تلك المناطق من عدمه. 

 ولفت جلبي إلى "عدم وجود أي اتصال مباشر أو غير مباشر من قبلهم مع الجيش التركي"، ملقياً باللوم على عناصر "PKK" في استدراج القوات التركية لوضع نقاط تفتيش عسكرية داخل أراضي الإقليم. 

ووفقاً لقائممقام سيدكان، فإن حوالي 46% من إجمالي مساحة القضاء البالغة 1617 كيلومتراً، تخضع الان لسيطرة الجيش التركي. 

قوات الاقليم عاجزة 

واكد المتحدث باسم كتلة دولة القانون البرلمانية النائب عقيل الفتلاوي، اليوم السبت، ان جميع القوات الامنية في اقليم كردستان غير قادرة على صد التوغل التركي، طالب بالسماح للقوات العراقية بالتمركز داخل الاقليم لصد الاعتداءات الخارجية. 

وقال الفتلاوي، ان "الاتفاقات السياسية سيئة الصيت تسببت بعدم تواجد القوات الامنية العراقية داخل اراضي الاقليم"، مشيرا الى انه "يجب اعادة الاتفاق السياسي مع الجانب الكردي، بشأن تواجد القوات الامنية العراقية على الارضي الكردية من اجل صد اي اعتداء خارجي والحفاظ على سيادة البلاد". 

واضاف الفتلاوي ان "ملف صد التوغل التركي على الارضي العراقية في الشمال هو مطلب جماهيري قبل ان يكون قرارا سياسيا"، لافتا الى ان "الحكومة لا تستطيع ان تعلن عن التوغل التركي بشكل رسمي وذلك بسبب وجود انفراج سياسي". 

واشار الى ان "القوات التركية تاخذ مسارات متعددة ومن الممكن ان نجد انفسنا في المستقبل غير قادرين على عمل اي شيء"، مؤكدا انه "يجب اعادة غربلة الاتفاق السياسي بشأن تواجد القوات العراقية على الارضي الكردية". 

أهمية واستراتيجية جبل كارا 

يبلغ ارتفاع قمة جبل كارا 2151 م، عن سطح البحر وتقع شمال شرق محافظة دهوك في اقليم كردستان العراق. 

ويربط بين أقضية ميرگه سور وعقرة والعمادية وزاخو لمسافة 38.9 كم وتوجد على سفوح الجبل 94 قرية بينها 55 قرية أخليت في 1996 نتيجة القصف والاجتياح التركيين للمنطقة وبقيت 39 قرية فقط في محيط الجبل. 

ونشرت منظمة فرق صانعي السلام المجتمعي الأميركية (CPT) تقريراً بعنوان (الغلق التام للحدود) يقول إنه "بعد سبع عمليات عسكرية جوية وبرية للجيش التركي في الفترة بين كانون الأول 2017 ونيسان 2022، احتلت تركيا 86.2% من الحدود بين العراق وتركيا وبعمق 40 كم، وأنشأت 64 قاعدة عسكرية داخل العراق". 

وعن تفاصيل العملية العسكرية المتوقعة، قالت المنظمة: أنه "تطمح تركيا من خلال عمليتها المتوقعة إلى السيطرة على سلسلة كارا الجبلية، والهدف من العملية هو اغلاق الحدود بين إقليم كردستان العراق وتركيا بصورة كاملة وإنهاء تحركات مقاتلي حزب العمال PKK وإنهاء تواجدهم في سلسلة كارا الجبلية بالكامل". 

ووصفت المنظمة جبل كارا بالمنطقة الاستراتيجية "التي تعد الطريق الرئيس لحركة مقاتلي حزب العمال في المنطقة وتربط بين محافظتي أربيل ودهوك إلى جانب تحول كهوف ووديان هذه السلسلة الجبلية إلى ملاذ لتدريب واختباء عدد كبير من مقاتلي حزب العمال". 

وفي 7 اذار الحالي، كشفت صحيفة "حرييت" التركية، أن "الاستعدادات متواصلة من قبل تركيا لإجراء عملية عسكرية برية واسعة في شمال العراق، تؤدي إلى إكمال السيطرة على المنطقة الحدودية بين البلدين (ضمن الأراضي العراقية) وبعمق 40 كيلومتراً.