المالكي يؤكد لـ"سنترال": عدد أعضاء البرلمان سيرتفع إلى 400 نائب في الدورة المقبلة
"صراعات سياسية" تعقّد قانون النفط والغاز.. مستقبل الثروة العراقية في "مهب الريح"!
الاتفاقية الصينية.. السوداني يفتتح 790 مدرسة نموذجية في عموم المحافظات
العراق يخاطب العالم بعد تهديدات الكيان الصهيوني: أوقفوا سلوكياته العدوانية
نفذ عملية "معقدة" ضد الأميركان في كربلاء.. اغتيال قيادي كبير في حزب الله اللبناني
لاتزال أصداء قضية اختفاء 50 ألف باكستاني تصدح في الاوساط الشعبية والسياسية والحكومية في العراق بعد ان اثارها وزير الشؤون الدينية الباكستاني شودري سالك حسين.
قلق اقتصادي وأمني
وأعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية، انها تتابع ملف الباكستانيين في العراق في ضوء ماجاء بتصريحات وزير العمل مؤخرا.
وقال عضو اللجنة النائب ياسر اسكندر، إن" الانباء التي اوردتها وسائل اعلام عن اختفاء اكثر من 50 الف باكستاني في العراق خلال السنوات الماضية بعضهم جاء في زيارة للعتبات المقدسة ومن ثم انخرطوا في سوق العمل، ستكون موضع اهتمام من قبلنا خلال الايام المقبلة".
واضاف ان" العمالة الأجنبية غير القانونية مثيرة للقلق في ثلاثة اتجاهات ابرزها انها مصدر للكثير من المشاكل وقد تستغل في ابعاد سلبية خاصة وان هناك جرائم تنفذ من قبل العمالة الاجنبية ويتم اعتقالهم بين فترة واخرى ويظهر بأن وجودهم غير قانوني وهنا تكمن الخطورة بالاضافة الى ما يسببه من تنافسية على فرص العمل للعراقيين".
واشار اسكندر الى ان" ملف العمالة غير القانونية وتداعياته السلبية على الأمن بشكل عام سيطرح على جدول اعمال لجنة الأمن النيابية وبيان حقيقة الاعداد التي ذكرت بشأن اختفاء او تسرب 50 الف باكستاني في العراق خلال السنوات الماضية".
50 مليون دولار أمريكي
بدوره قدّر عضو مجلس النواب الحالي ووزير النقل الأسبق عامر عبد الجبار اسماعيل، اليوم الاحد (28 تموز 2024)، مجموع الكلفة المالية لاعادة 50 ألف متسلل باكستاني في العراق الى بلادهم بحوالي 50 مليون دولار أمريكي.
وكتب عبد الجبار على منصة "إكس - تويتر سابقا"، إن هناك " 50 ألف متسرب باكستاني والقوات الامنية القت القبض على 31 متسرب فقط"، متسائلا بالقول: "فهل ننتظر 4 سنوات لإلقاء القبض على جميع المتسللين؟".
وأضاف أنه "إذا كانت كلفة استعادة المتسلل إلى بلده 1000 دولار فهذا يعني مجموع كلفة استردادهم تقدر بحوالي 50 مليون دولار".
تهديد للأمن
من جانبه أكد الخبير الأمني مخلد حازم، أن "هذه ظاهرة خطرة تهدد الأمن والسلم المجتمعي والأمن القومي العراقي، لكوننا نتحدث عن أعداد كبيرة بدأنا نراها كأفواج في الشارع العراقي وبعموم المحافظات، وفي الحقيقة لا يوجد حاكم وضابط حقيقي لدخول السائحين إلى العراق".
وأوضح حازم، أن "العراق يمتلك مراقد أهل البيت (ع) وهذه ثروة كبيرة، ومن يأتي للعراق من أجل الزيارات الدينية يجب أن يأتي وفق الضوابط والأنظمة التي تعدها وزارة الداخلية، والكثير من هؤلاء يدخلون إلى إيران عن طريق التهريب ويسكنون قرب الحدود العراقية من أجل التسرب إلى داخل العراق مع قدوم الزائرين في المناسبات الدينية".
ولفت الخبير الامني، إلى أن "الدول المتطورة التي تملك مزارات دينية تدخل إليها أفواج الزائرين ضمن أنظمة خاصة وتوجد عجلات محددة لنقلهم وتكون تحت إشراف الجهات الأمنية وتقوم بنقلهم للمزارات من أجل الزيارة وبعد ذلك ترجعهم إلى الحدود أو المطارات من أجل عودتهم إلى بلدهم، ولا يجب إدخال جنسيات أخرى قادمة من إيران والتي لدينا معها اتفاقيات بشأن دخول الإيرانيين خلال الزيارات، ولذا يكون الدخول لهم حصراً".
توضيح حاسم
وبعد أيام من الجدل، أصدرت وزارة خارجية، اليوم الأحد، توضيحاً بشأن مزاعم اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لـ"سنترال"، أنها "تابعت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام بشأن مزاعم اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق وفي هذا الصدد، حيث قامت الوزارة بإجراء اتصالات رسمية مع الجانب الباكستاني الصديق ممثلاً بوزير الشؤون الدينية الباكستاني، شودري سالك حسين، الذي أكد حدوث التباس في نقل المعلومات التي أدلى بها".
وأضافت أن "ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن اختفاء 50 ألف باكستاني غير صحيح"، موضحة أن "الجانب الباكستاني سيقوم باستدعاء الوسيلة الإعلامية التي قامت بنشر الخبر غير الدقيق للتحقيق في الأمر".
النفي لا ينهي الجدل
مختصون بالتحليل الرقمي قالوا إن هذه البيانات لا تنفي امكانية تسرب 50 الف باكستاني كما يقول المسؤول الباكستاني ذلك، فمن الممكن ان من بين الـ84 الف باكستاني وافد تسرب 50 الف شخص منهم، بينما غادر 34 الف منهم من الوافدين الجدد، فضلا عن مغادرة 54 الف اخرين من الوافدين القدامى المتواجدين في العراق خصوصا مع حملات الترحيل التي بدأت وزارة الداخلية ووزارة العمل تقودها في العراق خلال العام الحالي.
ويعني ذلك ان المغادرين ربما معظمهم من الوافدين السابقين والمنخرطين في سوق العمل بالفعل، بينما الـ50 الفا هم من الوافدين الجدد الذين تسربوا واختفوا لحين ترتيب اوضاعهم لزجهم في سوق العمل او لأغراض اخرى.
يشار الى أن، وزير الشؤون الدينية الباكستاني شودري سالك حسين، صرح في وقت سابق، بأن 50 ألف باكستاني فقدوا في العراق خلال تأدية الزيارات الدينية، مبينا أن العراق لديه نظام مراقبة خاص به للزائرين الوافدين عبر حدوده.
وأعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أحمد الأسدي، الخميس الماضي، عن فتح تحقيق في أنباء تسرب 50 ألف سائح باكستاني داخل العراق، معرباً عن قلقه واستنكاره لتزايد عدد العمالة غير القانونية في البلاد.