"أربيل تذرف دموع التماسيح" على الضحايا الأيزيديين.. هجوم نيابي على استذكار الإقليم جريمة "سنجار"

15:35, 3/08/2024
571

يُحيي العراقيون اليوم السبت، الذكرى العاشرة لجريمة "الإبادة الجماعية" التي نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي، في الثالث من آب 2014 باحتلال مدينة سنجار وارتكاب جرائم قتل جماعية وإعدامات ميدانية وخطف آلاف آخرين من النساء والأطفال والرجال. 


وتحل ذكرى الجريمة مع استمرار معاناة الآلاف من العراقيين الإيزيديين وهم جماعة دينية صغيرة تسكن في منطقة سنجار 115 كيلومترا غربي الموصل مركز محافظة نينوى، وسط استمرار بحث السكان عن أي أثر يوصلهم لمصير ذويهم الذين خطفهم التنظيم.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


ونفذ تنظيم "داعش" الإرهابي في مثل هذا اليوم واحدة من أبشع جرائمه في العراق، بعد اقتحام المئات من مسلحيه بلدة سنجار وتنفيذه عمليات إعدام بحق المئات من الرجال والشباب وإقدامه على خطف آلاف النساء والفتيات بينهم أطفال وما زال أكثر من 3 آلاف منهم لغاية الآن مجهولي المصير.


أهالي سنجار يستذكرون ضحايا الفاجعة

وصباح اليوم السبت، نظّم المئات من ذوي الضحايا وقفات استذكار في شوارع وساحات مدينة سنجار، مطالبين السلطات العراقية ببذل المزيد من الجهود للوصول إلى مصير من لا يزال مغيبا لغاية الآن، مع محاسبة المتورطين بالجريمة. وتصدر وسم سنجار أو (شنكال) باللغة الكردية منصات التواصل الاجتماعي، لاستذكار الفاجعة، ونشر صور الضحايا والتعليق عليها.


على الصعيد السياسي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان: "نستذكر في هذا اليوم، الثالث من آب، ما واجهه أبناء شعبنا الإيزيديون وباقي المكونات من انتهاكات سافرة وممارسات وحشية ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحقهم". وأضاف أنّ "حكومتنا تواصل العمل على ضمان حقوق كلّ المكونات التي عانت من الإرهاب، والمتابعة الحثيثة لتنفيذ القوانين والتشريعات لإنصاف الضحايا، والاستمرار بإعمار مناطقهم من أجل عودة جميع النازحين، وما زالت قواتنا تلاحق فلول الإرهاب حيث لا مهرب لهم".


الإعلان عن إعادة مئات النازحين الإيزيديين إلى سنجار

فيما طالب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، بتنفيذ اتفاقية سنجار الخاصة بتطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها، وفقا لكلمة ألقاها خلال مراسم الذكرى السنوية العاشرة على الجرائم بحق الإيزيديين التي أقيمت في مدينة أربيل.


هجوم نيابي على الإقليم

بالمقابل، ردّت النائب سروة عبد الواحد، على قيام أربيل بإحياء الفاجعة بالقول، :"من سلَّم سنجار وترك أهله، اليوم يذرف دموع التماسيح ويستذكر إبادة الإيزيديين، والواقع أن من ترك السلاح ولم يدافع عن النساء والشباب والشيوخ هم من يجب محاكمتهم".


وأضافت عبد الواحد، :"الثالث من آب يوم لن تنساه ذاكرتنا، حين سُبيت النساء وقُتل الإيزيديون بالجملة ولم يجدوا ناصراً وتخلَّى الجميع عنهم، لذلك اليوم كل مسؤول في السلطة الاتحادية أو الإقليم عليه أن يشعر بهذه المسؤولية ويعيد لأهل سنجار روحهم التي اقتلعتها أعتى منظمة وحشية في العالم".


من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي صائب خدر، :"نستذكر اليوم الذكرى العاشرة للإبادة الايزيدية التي حدثت لأبناء شعبنا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي (..) إننا نستذكر اليوم ونتطلع إلى أن تنتهي معاناة أهلنا في سنجار وإحقاق حقوق شعبنا في العراق ومحاسبة من تسبب بهذه الإبادة".


واعتبر العراق ودول أخرى ما تعرض له أبناء الديانة الإيزيدية في الثالث من آب عام 2014 جريمة إبادة جماعية.


 وفي آذار 2021، أقرّ البرلمان العراقي، قانونا خاصا بالنكبة وسمّاه قانون "الناجيات الإيزيديات"، ومن أهم بنوده منح امتيازات مالية ومعنوية، لتسهيل إعادة اندماج ضحايا جرائم داعش، في المجتمع، كما خصص القانون راتباً تقاعدياً، وقطعة أرض سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط الدراسة، إذ أعفاهن من شروط العمر والأجور وغيرها من الاستثناءات.


ولاقى القانون ترحيباً واسعاً من المستفيدين منه، وتحديداً شريحة النساء اللاتي يبلغ عددهن الآلاف من ضحايا التنظيم، واللاتي جرى تحريرهن من قبل القوات الأمنية.


مصير مجهول لأكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي

ويقول عضو البرلمان العراقي، محما خليل، إن أكثر من 3000 إيزيدي وإيزيدية بين مختطف ومغيب، لا أحد يعرف مصيرهم حتى الآن أحياء أم أموات"، واصفا التحركات العراقية للبحث عن الناجين منهم بأنها "غير كافية".