مخاوف من رد يطال "الفصائل".. من يقف وراء الهجوم على القوات الأميركية في مطار بغداد؟

12:07, 12/09/2024
651

عبّرت أطراف في العراق عن خشيتها من رد فعل أميركي، بعد تعرض معسكر فكتوريا الذي يضم عسكريين أميركيين، غربي بغداد، إلى قصف صاروخي، دون أن يسفر عن أي إصابات، إذ جاءت عملية القصف بعد أيام من إعلان العراق عن عدم وجود اتفاق رسمي وثابت على موعد إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق وسحب القوات الأميركية من البلاد، فيما توقع مراقبون أن يتغير الموقف الأميركي بشأن التفاوض الحالي بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة إذا ما فاز فيها الرئيس السابق دونالد ترامب.

                                                                           

واستؤنفت، في فبراير/ شباط الماضي، المحادثات الثنائية بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، مع اعتماد "خفض مدروس وتدريجي"، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، وفق البيانات الرسمية العراقية. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

                                                            

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ياسر، في تصريحات صحفية تابعها "سنترال"، إن "قصف القاعدة الأميركية في مطار بغداد، ربما يدفع الجانب الأميركي إلى رد فعل عسكري جديد ضد بعض الفصائل العراقية، خاصة أن الأميركيين يستغلون أي فرصة وظرف لاستهداف تلك الفصائل".

 

وبيّن وتوت أن "موقف الفصائل العراقية واضح، فهي ما زالت داعمة لجهود حكومة محمد شياع السوداني لإخراج القوات الأميركية عبر الحوار والأطر القانونية والدبلوماسية، وهي ما زالت ملتزمة بعملية التهدئة مع الجانب الأميركي، وعملية استهداف مطار بغداد ربما تقف خلفها أطراف بعيدة عن الفصائل، تريد تأجيج الوضع الأمني، وإرباك الأوضاع، كجزء من عملية إحراج الحكومة واستهدافها".

 

وأضاف أن "هناك فريقاً أمنياً عالي المستوى، يعمل على التحقيق بعملية قصف المطار، وكشف هوية الجهات التي تقف خلفها، لكنه ما زال مجهولاً حتى الآن، وهناك تواصل بين الأطراف السياسية وبعض قادة الفصائل، التي أكدت عدم معرفتها بالجهة التي قصفت، وهي بعيدة كل البعد عنها، وهي ما زالت ملتزمة بعملية التهدئة، بعد وساطة السوداني وضغطه على الفصائل".

 

من جهته، قال عضو الإطار التنسيقي عائد الهلالي، إن "هناك أطرافاً تريد زعزعة الوضع الأمني، وكذلك ضرب الاستقرار السياسي، وهي من تقف خلف الهجوم الأخير".

 

وبيّن الهلالي أن "المعطيات تؤكد عدم وجود علاقة للفصائل بعملية القصف، أو القصف الذي قبلها على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، ونعتقد أن هناك طرفاً ثالثاً يريد إرباك الوضع الأمني من خلال قصف القواعد الأميركية، وانتظار ردهم على الفصائل، وأكيد أن المستهدف الأول من هذا هو الحكومة العراقية".

 

وأكد عضو الإطار التنسيقي أن "السوداني استطاع تهدئة الأوضاع طيلة الأشهر الماضية، ومنع الفصائل من أي عمليات تستهدف الأميركيين، حتى لا يكون هناك أي تأثيرات على سير المفاوضات بين بغداد وواشنطن لإنهاء مهام التحالف الدولي من العراق، ومن المؤكد أن هذه العملية تؤثر سلباً على المفاوضات، وربما هناك أطراف تتعمد القيام بهكذا عمليات من أجل إبقاء التحالف الدولي والقوات الأميركية لفترة أطول في العراق".

 

وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي، وأفضت الجولة الأولى من الحوار الثنائي الذي عُقد في بغداد، إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف، وإنهائها، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، فيما لم تعلن حتى الآن أي نتائج رسمية لعمل اللجنة. 

 

وتتصاعد منذ أشهر مطالبات أطراف سياسية وفصائل مسلحة بإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأعلنت "تنسيقية المقاومة العراقية" التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة عقب اجتماع، خلال الأيام الماضية، قدرتها على "إنهاء الحضور الأميركي في العراق بكل السبل" في معرض تحذيرها للحكومة العراقية بشأن التراخي في هذا الملف.

 

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة والتحضيرات التي جرت لعدّة أيام في العاصمة العراقية بغداد، استعداداً لزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التي وضعتها طهران على رأس أولويات الرئيس الجديد، فوجئت السلطات العراقية باستهداف معسكر فيكتوريا ليلة الثلاثاء، وهي قاعدة صغيرة تضم العشرات من العسكريين الأميركيين العاملين ضمن التحالف الدولي للحرب على "داعش".