العراق يخاطب العالم بعد تهديدات الكيان الصهيوني: أوقفوا سلوكياته العدوانية
نفذ عملية "معقدة" ضد الأميركان في كربلاء.. اغتيال قيادي كبير في حزب الله اللبناني
التخطيط تتحدث عن خطة تفصيلية للتعداد وتؤكد: منتصف الاسبوع الاعلان عن النتائج الاولية
الحشد يضبط صواريخ وأحزمة ناسفة لـ”داعش” الإرهابي جنوب غرب كركوك
يضج سكان العاصمة بغداد منذ أيام، بقلق وغضب كبيرين جراء "متلازمة التلوث" التي يسجلونها كل يوم خلال ساعات الليل، حيث تتحول الأجواء الى "مضببة" مع انتشار كبير لرائحة الكبريت، وسط مناشدات مكررة يقابلها صمت مستدام من الجهات المعنية الحكومية دون إيضاح لما يحدث واسبابه وسبب حدوثه بايام وساعات محددة.
وتنتج هذه الروائح عن عمليات الطمر الصحي في موقع معسكر الرشيد السابق، حيث تتسبب في انبعاث كميات كبيرة من الغازات الضارة، بما في ذلك ثاني أكسيد الكبريت، ورغم النداءات المتكررة من المواطنين للجهات الحكومية بضرورة التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة.
ولم تصدر وزارة البيئة حتى أي بيان توضيحي لطمأنة المواطنين، مع استمرار التساؤلات عن أسباب ومصدر الدخان بهذا الحجم بحيث يؤدي الى الانتشار في بغداد بجميع انحائها وانتشار رائحة الكبريت أيضًا بهذا الشكل.
حيث تشير بيانات تتبع جودة الهواء، الى ان نسبة مؤشر تلوث الهواء في بغداد منذ الأربعاء الماضي كان في حالة تلوث شديدة، حيث بلغ يوم الأربعاء 196، والخميس بلغ 179، والجمعة 177، لكن هذا المعدل يعد المحصلة النهائية لـ24 ساعة، حيث ان بعض الساعات يرتفع فيها المؤشر الى اكثر من 200 درجة، في الوقت الذي يجب ان يتراوح المؤشر الطبيعي بين 0 و50 درجة.
اما اليوم السبت، فيعد مؤشر التلوث خطرا وتم تصنيفه بأنه "غير صحي جدًا"، مقارنة بتصنيف "غير صحي" للايام الثلاثة الماضية.
وبلغ مؤشر جودة الهواء في بغداد اليوم السبت 223، حيث بلغ تركيز الجسيمات PM 2.5، بلغ تركيزها في الهواء الان 148 مايكروغرام/متر مكعب، بينما يبلغ المعدل الطبيعي للتركيز 5 مايكروغرام/متر مكعب، أي ان التركيز الحالي للملوثات يبلغ حوالي 30 ضعفا من المعدل الموصى به.
وتشير البيانات الى ان جودة الهواء يوم غد وحتى يوم الجمعة القادم ستكون معتدلة، وتتراوح بين 82 و67، مقارنة بمؤشر تلوث حالي يبلغ 223.
لكن تستمر التساؤلات عن سبب ومصدر هذا التلوث ورائحة الكبريت، حيث تنتشر اراء عن ان المعامل والمصانع وحرق النفايات جميعها تقف وراء هذا التلوث، لكن التساؤلات هي ان المعامل مستمرة بالعمل فلماذا ينتشر التلوث في أيام وساعات محددة دون غيرها.
وطرحت اراء ومعلومات أخرى، حيث تشير المعلومات الى وجود اتفاقات من قبل تجار النحاس والخردة على استخدام ساعات الليل لحرق مساحات كبيرة من المعادن في المطامر.
ومن المعطيات الأخرى، هو ان حرق النفايات الاعتيادية غالبا لا تبعث رائحة الكبريت، وتكون انبعاثاتها عبارة عن كاربون فقط، اما الكبريت فهو إشارة واضحة على ان هذه الانبعاثات ناجمة عن تزايد حريق مشتقات نفطية وتكريرها، وتؤكد المصادر العلمية، ان المصدر الأول لانبعاث ثنائي أوكسيد الكبريت، هو حرق الوقود الاحفوري.