أكدت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، اليوم الخميس، أن الموقف السعودي يشكل ضربة للترتيبات الإقليمية التي سبقت الحرب في غزة، حيث سعت الرياض إلى إقامة علاقات مع اسرائيل والقوى الإقليمية الأخرى لتغيير الترتيبات الأمنية العتيقة التي فشلت بالوقوف بوجه إيران.
ويهدف الممر إلى ربط الهند بالأسواق الأوروبية من خلال الطرق البرية عبر الإمارات والسعودية والأردن والكيان الإسرائيلي.
كما يهدف IMEC إلى تسريع التحول الاقتصادي السعودي الذي تصوره محمد بن سلمان، بأنه سيضع المملكة في قلب سلسلة توريد صناعية ورقمية تجمع بين العمالة الهندية والخبرة الصناعية مع اللوجستيات الإماراتية ولكن في الوقت نفسه، (على الرغم من عدم ذكر ذلك في الاتفاقية)، فإن المصالح المشتركة لأطراف IMEC من شأنها أن تقربهم من بعضهم البعض في مواجهة إيران، بما في ذلك نيودلهي، التي حافظت تاريخيا على علاقة متوازنة مع طهران.
ومع اندلاع الحرب في غزة، يبدو أن IMEC انضمت إلى قائمة من المحاولات الفاشلة من جانب واشنطن لتنفيذ استراتيجية موازنة بحرية في الشرق الأوسط وتقليص حجم بصمتها.
ودفع الصراع المطول أطراف IMEC إلى القفز من قارب غارق، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن "لا أحد يتقدم بدون الآخرين"، مما يعني أن الدعم الأمريكي للقدرات العسكرية السعودية غير ممكن بدون التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولا يحتاج المرء إلى العودة إلى الوراء كثيرًا في التاريخ لرؤية تشابه ثاقب. عندما سعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى موازنة التوغلات الشيوعية في الشرق الأوسط في الخمسينيات، شكلتا منظمة المعاهدة المركزية (CENTO)، المعروفة في الأصل باسم حلف بغداد.
وجمعت المنظمة تركيا والعراق وإيران وباكستان للعمل كتحالف عسكري يشبه حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط.
وواجهت المعاهدة معارضة داخلية شرسة في أوائل حقبة ما بعد الاستعمار، مع صعود الحركات الوطنية في مصر وسوريا والعراق وإيران.
ولم تستطع الأنظمة الهشة ذات الميول البريطانية تحمل الضغوط الداخلية بعد أن قادت المملكة المتحدة عدوانًا ثلاثيًا جنبًا إلى جنب مع فرنسا والكيان ضد مصر في عام 1956.
وكان ذلك بمثابة استجابة في القرن التاسع عشر لتأميم الرئيس المصري جمال عبد الناصر لقناة السويس.
ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، "كانت نتيجة الحادث خسارة عميقة لهيبة بريطانيا في المنطقة، مما أدى بدوره إلى إلحاق الضرر بمكانتها القيادية في منطقة بغداد".
وتشير الروايات الرسمية البريطانية إلى الحدث باعتباره تأكيدًا مهينًا على تراجع المملكة المتحدة إلى "قوة من الدرجة الثانية".