يعد اعادة إعمار سوق الصياغ في الموصل خطوة مهمة نحو استعادة الروح التجارية والتراثية للمدينة، خاصة في المناطق القديمة التي تحمل طابعاً تاريخياً عريقاً.
هذا السوق الذي تعرض للدمار خلال عمليات التحرير، ليس مجرد مركز تجاري، بل هو جزء من هوية الموصل الثقافية والحضارية.
فيما ستسهم عودة السوق إلى العمل بشكل كبير في انتعاش الحركة التجارية في الأسواق القديمة، حيث ستجذب المتسوقين والتجار من مختلف المناطق، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويعيد الحياة إلى مركز المدينة التاريخي. كما أن إعادة الإعمار تعكس إرادة سكان الموصل في تجاوز آثار الحرب واستعادة.
محاكاة التراث الموصلي
واكد رئيس المهندسين في بلدية الموصل والمهندس المقيم للمشروع علي نزار عبدالله، انه "شعبة المشاريع وحدة المباني المتمثلة بدائرة المهندس المقيم تقوم بالإشراف على مشروع تأهيل واجهات سوق الصياغ في المدينة القديمة".
وأضاف عبد الله، ان "العمل يتضمن تغليف واجهات العمارات والمحلات التي في داخل السوق باستخدام مادة الحلان الطبيعي التي يحاكي التراث الموصلي، وكذلك يشمل العمل تغليف الارضيات بمادة البازلت الطبيعي مع شبكة تصريف المياه".
وبين ان "المشروع محال على خطة تنمية الأقاليم لسنة ٢٠٢٣، وهو من مشاريع المحافظة بالنسبة لدائرة الإشراف، ويوجد تنسيق مع ممثل الصياغ وشيخ الصنف، لذا ندعوهم دائما للعودة الى محلاتهم وافتتاحها بعد اكمالها"، مشيرا الى، اننا "نأمل ان يعودون الى محلاتهم بعد إكمال عمليات التغليف".
واختتم، انه "سوف يصبح سوق حضاري تراثي بالنسبة لمدينة الموصل بالجانب الأيمن".
سوق رئيسي
بدوره أوضح رئيس اللجنة النقابية للصاغة اتحاد نقابات العمال في نينوى أشرف بشير شريف ان "سوق الصاغة الرئيسي في الايمن هو سوق تجاري يقع في منطقة مركز مدينة الموصل، اذا ان بعودة الصياغ سيعيد افتتاح ما يقارب ٧٠٠ محل، وهذه المحال ستعيد اغلب المهن لهذا السوق، حتى أصحاب المهن مثل الأطباء والصيادلة".
وأشار شريف، الى ان "هذ السوق يعد سوقاُ رئيساُ في مركز مدينة الموصل، وبعودته سيقل الزخم على الجانب الايسر، أسعار بدل الإيجارات في الايسر بدورها، حيث استفحلت هناك ظاهرة الاستغلال، فكل محل يتم استيفاء مبلغ بدل ايجار الى ٤٠ او ٣٠ مليون".
وتابع، ان "مع افتتاح هذا السوق سيعود الوضع الى ما هو عليه في السابق، وستتوجه الانظار الى الحملة التي يقودها رئيس مجلس الوزراء ومحافظ نينوى، وكل دوائر الدولة المشاركة بإعماره، بما فيهم البلدية والماء والكهرباء"، مؤكدا ان "جميع هذه الدوائر تعمل على قدم وساق من أجل انجاز هذا السوق".
دعوة للعون
يختتم شريف ان "السوق تراث تاريخي، وان أصحاب المحلات مستعدين، وان الشركة المنفذة رصينة والمهندسين متعاونين وسيباشرون اعمالهم بصورة صحيحة لحين انجاز اعمار هذا السوق الذي سكون في منتصف العام القادم، حيث ستكون هناك فترة انتهاء العمل فيه، لذا نوجه الصياغ بالتعاون ليمدوا لنا يد العون، اذ ان دورهم يبدأ بعد ان تصل مرحلة الاعمار الى ٧٠٪، اذ ان اعمار المحال من الداخل سيكون بمساعدة هؤلاء الصاغة".