"كارثة صحية" تضرب مواشي العراق.. الحمى القلاعية تعرّض الثروة الحيوانية للخطر

13:21, 19/02/2025
496

سجل العراق في الآونة الأخيرة نفوق مئات المواشي بسبب إصابتها بالحمى القلاعية، وسط تحذيرات متزايدة من خطر انتشار المرض وعجز الجهات المعنية عن السيطرة عليه. 

 

وأثارت هذه الحالة انتقادات للإجراءات المتبعة للحد من انتشار المرض. ولم تقتصر الإصابات على منطقة معينة، بل شملت عدداً من المناطق في العاصمة بغداد، إضافة إلى محافظات بابل، البصرة، ديالى، نينوى، كركوك، وواسط.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

وفي هذا السياق، وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تفشي المرض، ضمت مختصين في الطب البيطري والثروة الحيوانية. وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، باشرت اللجنة أعمالها من خلال زيارة ميدانية لتتبع حالات نفوق الحيوانات، سحب عينات مرضية للحمى القلاعية، والتنسيق مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) لفحص العينات في مختبرات عالمية.

 

كما وجه السوداني وزارة الزراعة بحصر الأضرار الناجمة عن المرض ومتابعة معدلات انتشاره. وفي سياق الطمأنة للمواطنين، أكدت اللجنة أن الحمى القلاعية لا تشكل تهديداً على صحة الإنسان ولا تنتقل عبر المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والحليب.

 

وفيما يخص أعداد المواشي المتضررة، أكدت وزارة الزراعة العراقية على تشكيل غرفة عمليات لمكافحة المرض، مشيرة إلى أن الإصابات تركزت في الحيوانات غير الملقحة والمواليد الصغيرة. كما أفادت بأن الوفيات بلغت 654 رأساً من الماشية وفقاً لإحصائية أولية. وبينت الوزارة أن المعدل الحالي للإصابات لم يتجاوز 3.9% وهو ضمن المعدلات المقبولة، مشيرة إلى أن قرارات جديدة ستصدر قريباً لدعم مربي الحيوانات.

 

من جانبه، أكد عضو لجنة الزراعة في البرلمان العراقي، ثائر الجبوري، عدم قدرة الحكومة على السيطرة على تفشي المرض، خاصة في مناطق الرصافة ببغداد، حيث تكبد المربون خسائر كبيرة بسبب نفوق أعداد ضخمة من الجاموس، مشيراً إلى تأخر الإجراءات الاستباقية من دائرة البيطرة، مما أدى إلى تفشي المرض بشكل كبير في مختلف المناطق.

 

وأوضح الجبوري أن الوضع المالي في العراق لا يسمح بتعويض المربين عن خسائرهم، مؤكداً أن وزارة الزراعة قد تجد صعوبة في تحمل تكاليف تعويضات ضخمة بسبب حجم الإصابات المرتفع. وأضاف أن الحكومة تسعى لمناقشة هذه القضية في المستقبل في حال تحسنت الأوضاع المالية.

 

وفي هذا الصدد، أشار الطبيب البيطري بلال الحمداني إلى أن الاستعدادات لمكافحة المرض في العراق كانت ضعيفة، واصفاً الحمى القلاعية بالمرض الخطير الذي انتشر في معظم محافظات البلاد.

 

وأكد الحمداني أن وزارة الزراعة لم تستورد اللقاحات الكافية لمواجهة المرض، في وقت يحتاج فيه العراق إلى استراتيجية طويلة المدى تشمل توفير اللقاحات والعلاجات اللازمة، إضافة إلى إجراء فحوصات مستمرة.

 

وتعتبر الحمى القلاعية من الأمراض المعدية التي تصيب الأبقار والجاموس، حيث تظهر أعراضها على شكل تقرحات في اللثة، مع سيلان اللعاب وفقدان الشهية، فضلاً عن التهابات في حوافر الحيوانات قد تؤدي إلى قلعها.