تشهد مدن إقليم كردستان العراق تصعيداً لافتاً في الأوضاع السياسية والميدانية، وسط أزمة رواتب متفاقمة، واحتجاجات شعبية تتسع رقعتها يوماً بعد يوم.
وفي تطور لافت، دعت كتلة "الجيل الجديد" في برلمان الإقليم إلى انتفاضة شعبية ضد "العائلتين الحاكمتين"، مطالبةً بحلّ الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، بالتوازي مع مواجهات دامية سقط خلالها أول قتيل في التظاهرات.
دعوات ل إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ
في بيان ناري، أعلنت كتلة الجيل الجديد دعمها الكامل للتظاهرات، مشيرة إلى أن الحكومة الحالية فقدت شرعيتها القانونية بعد سبع سنوات من تشكيلها. ودعت الكتلة إلى إسقاط حكومة مسرور بارزاني وقباد طالباني، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني انتقالية تتألف من التكنوقراط المستقلين عن الأحزاب. كما شددت على أهمية الدخول فوراً في مفاوضات جادة مع الحكومة الاتحادية لصرف رواتب الموظفين.
مقتل متظاهر في رواندوز خلال احتجاجات على انقطاع الكهرباء
أفاد شهود عيان ومصادر طبية بمقتل متظاهر يدعى حسن رحمن (45 عاماً)، خلال احتجاجات في قضاء رواندوز شمال شرقي أربيل.
المتظاهرون كانوا قد أغلقوا الطريق الدولي المؤدي إلى معبر حاج عمران، احتجاجاً على انقطاع الكهرباء. تدخلت القوات الأمنية لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع مواجهات وسقوط قتيل، في حادثة أثارت غضباً واسعاً بين الأهالي.
اتساع رقعة الاحتجاجات في السليمانية
شهدت مدينتا رانية وقلعة دزة في محافظة السليمانية، تظاهرات غاضبة شارك فيها العشرات من الشبان، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية واستمرار أزمة الرواتب. المتظاهرون عبّروا عن يأسهم من تكرار الأزمة دون حلول فعلية، في حين بدأت القوات الأمنية بالتحرك نحو مواقع التظاهر دون تسجيل صدامات حتى اللحظة.
السوداني يربط صرف الرواتب بالتزام الإقليم بقرارات المحكمة
في تطور سياسي متصل، ناقش الإطار التنسيقي مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ملف رواتب موظفي الإقليم. وأكد السوداني خلال الاجتماع أن الحكومة الاتحادية لن تصرف الرواتب ما لم تلتزم حكومة الإقليم بتسليم الإيرادات النفطية وغير النفطية، وقوائم الموظفين، التزاماً بقرارات المحكمة الاتحادية العليا، مشدداً على أن "أي خرق لتلك القرارات سيُبقي الإقليم في وضع قانوني مخالف".
